مؤتمر "فكر 16" بدبي.. توليفة الاستقرار بالمنطقة العربية
المؤتمر ينتظم بمبادرة من مؤسسة الفكر العربي، تحت عنوان "تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار".
انطلقت الثلاثاء، بفندق "جراند حياة" بدبي، فعاليات المؤتمر السنوي السادس عشر "فكر"، بمشاركة شخصيات بارزة ونخبة من صناع القرار والمسؤولين والمفكرين والمثقفين والباحثين والقادة الفاعلين.
وينتظم المؤتمر بمبادرة من مؤسسة الفكر العربي، تحت عنوان "تداعيات الفوضى وتحدّيات صناعة الاستقرار"، في تظاهرة ثقافية ترمي إلى إقامة منصة للتحاور والتبادل العميق للأفكار والخبرات بين المشاركين.
كما يسعى المنتدى أيضا لتشكيل بنية تحتية من المناقشات الرامية للتصدّي للتحدّيات الراهنة التي تواجه المنطقة العربية، ولبحث السياسات البنّاءة اللازمة لإيجاد الحلول ورسم خطّة عمل مستقبلية، تُساهم في بناء الاستقرار بالمنطقة.
وعموما، تجمع التظاهرة أكثر من 600 من الشخصيات البارزة، من رؤساء الدول ونخبة صناع القرار والمسؤولين والمفكرين والمثقفين والباحثين والقادة الفاعلين من القطاعين العام والخاص، إضافة لممثلين عن منظمات المجتمع المدني، ونخبة من كبار رجال الفكر والإعلام والثقافة.
دبي تصنع الاستقرار
الوقع المتسارع للتقدم العلمي والتكنولوجي خلق وتيرة أكثر تسارعا في نسق حياة غدت بحاجة متزايدة إلى الاستقرار.
ومن هنا تأتي أهمية صناعة الاستقرار التي يسلط عليها مؤتمر «فكر 16» الضوء، من خلال التركيز على نقاش مواضيع تتعلق أساسا بتداخل الأزمات والأحداث المفاجئة وغير المتوقّعة، وطرح تأثيراتها على مختلف مناطق العالم.
وفي خضم هذا التحوّل الكبير، انتابت العالم حالة من التقلب التي أفرزت أنماطا مختلفة ووضعيات متباينة فرضت تحليل عناصر هذه الحالة، وبحث تداعياتها على المنطقة العربية، وهو ما يتناوله مؤتمر "فكر 16" بالبحث، علاوة على اقتراح سبل التعامل معها وصناعة الاستقرار.
ومفهوم الاستقرار الذي يبحثه المؤتمر بعيد عن معناه الضيق، والدي عادة ما يتلخص في الجمود والتشبث بالسائد، وإنما يتعداه إلى مفهوم آخر أكثر عمقا، يتعلق باعتماد سياسات وبناء مؤسسات تحقّق تطورا خال من الفوضى، أي في نطاق معايير منظمة تستجيب للمطالب الضامنة لتحقيق السلم المجتمعي.
"فكر" التبادل
منذ انطلاقه عام 2002، شكل مؤتمر "فكر" السنوي منصة تفاعلية للتبادل الهادف للأفكار والخبرات والتجارب العربية الرائدة، في وقت بات فيه العالم عموما والمنطقة العربية في حاجة أكثر إلحاحا لمناقشة قضاياه.
وفي مختلف نسخه، طرح المؤتمر ملفات شائكة مثل تناولها حجر زاوية في معالجتها لاحقا، من خلال تحليل مكامن التعقيد والوهن فيها، ما أفسح المجال لدراسة معمقة مكنت المشاركين وبلدانهم من الاطلاع بشكل دقيق على القضايا التي تقض مضجع العالم وتعطل تقدمه بشكل أو بآخر.
ووفق ما خلص إليه متابعون للمؤتمر، فإن هذه المنصة توفر فرصة للتلاقي بين مختلف الفاعلين، من مسئولين وقادة من القطاعين العام والخاص، إضافة إلى مفكرين، وصنّاع قرار، وممثلين عن منظّمات المجتمع المدني، ورواد الفكر والثقافة والشباب، ما يجعل منه ملتقى شاملا يوفر أكبر قدر ممكن من الاستفادة.
توليفة تعزز تنوع الآراء والمواقف، وتثري التجارب، ما يضمن حلولا متنوعة ومواكبة لجميع الأنماط الحياتية بمختلف جوانبها الاقتصادية والاجتماعية، ويطرح بالتالي مخرجات على نفس القدر من الثراء والتنوع، وهو ما تحتاجه المنطقة العربية في سياقها الراهن، بحسب محللين.