نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر الدولي لنقص فيتامين "د" بأبوظبي
المؤتمر الدولي يشارك فيه 600 شخص من الخبراء والأطباء والمختصين من داخل وخارج دولة الإمارات
افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتي، الخميس، المؤتمر الدولي الـ8 لنقص فيتامين "د" وتأثيره على صحة الإنسان، الذي تنظمه مجموعة "في بي إس" للرعاية الصحية، بفندق الجميرا أبراج الاتحاد في أبوظبي.
ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر يومي 14 و15 مارس/آذار الجاري، 600 شخص من الخبراء والأطباء والمختصين من داخل وخارج دولة الإمارات.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر "إن انعقاد هذا المؤتمر للمرة الثامنة على التوالي في العاصمة أبوظبي يعكس التزام دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بالنهوض بمعايير الرعاية الصحية واعتماد أفضل الممارسات في جميع المجالات الطبية، وتوفير أرقى خدمات الرعاية الصحية العالمية".
وأكد الدعم القوي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمنظومة الرعاية الصحية في الإمارة، وإبرازها كمنارة عالمية للرعاية الصحية المتميزة، وكذلك تحسين تجربة الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أنه على الرغم من توفر أشعة الشمس في منطقة الخليج والشرق الأوسط التي تمنح جسم الإنسان بما يلزم من فيتامين "د"، إلا أن الدراسات العلمية تشير إلى أن منطقتنا موضوعة ضمن قائمة السكان الذين يعانون نقصا في فيتامين "د"، وما يترتب على ذلك من مخاطر صحية مرتبطة بنمو العظام والأسنان ونقص المناعة الذاتية وزيادة مرض السمنة والأمراض الأخرى.
وأشار إلى أن القرن الـ21 كان قرنا للعلوم البيولوجية والبحوث الرائدة التي أجريت في جميع أنحاء العالم، فلا يمكن أن يكون هناك شك في أننا نقف في خضم عصر جديد من الاكتشافات المثيرة.
ولفت وزير التسامح الإماراتي إلى أن الوقاية من عوز فيتامين "د" وعلاجه كان أحد مجالات البحوث الطبية التي تبشر بالأمل الواعد وتستعد للتوسع بشكل كبير في المستقبل، ويمكن أن تلعب دورا رئيسيا في فهم الأسباب المختلفة للأمراض الناجمة عن نقص فيتامين "د"، ويمكن أن يؤدي هذا البحث إلى الوصول لعلاجات مهمة وكذلك علاجات وقائية.
وشدد الأطباء المشاركون في المؤتمر على أهمية تكثيف حملات التوعية والتثقيف حول مخاطر مرض نقص فيتامين "د" على صحة الأفراد، ورفع الوعي العام بأهمية الحصول على الفيتامين، سواء من خلال التعرض لأشعة الشمس أو من خلال المكملات الغذائية المتوفرة في أسواق الدولة.
وتعكف 5 جهات أكاديمية وطبية على دراسة علاقة اقترانية بين نقص فيتامين "د" ومرض هشاشة العظام لدى النساء الإماراتيات سيتم الكشف عن نتائجها خلال 6 أشهر من الآن، حسب الدكتورة فاطمة العانوني أستاذ ومساعد كلية العلوم الصحية في جامعة زايد.
وأوضحت العانوني أن الجهات البحثية هي جامعة زايد، وجامعة خليفة، ومستشفى كليفلاند، ومستشفى المفرق، ومستشفى هيلث بوينت، حيث تشير المؤشرات الأولية إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين "د" والخلايا الجينية لدى النساء الإماراتيات مما يؤثر سلباً على مرض هشاشة العظام.
ولفتت إلى أنه سيتم وضع حلول وقائية لمرض هشاشة العظام من خلال الدراسة التي من المتوقع أن تنتهي في غضون 6 أشهر من الآن، من خلال المساعدة على وضع خطة علاجية تتناسب مع الجينات الإماراتية وفق كل حالة مرضية.
من جانبه قال الدكتور سامر اللحام، استشاري القلب والأوعية الدموية في مستشفى كليفلاند أبوظبي، إن نقص فيتامين "د" أصبح يتخطى تأثيره على هشاشة العظام إلى الأمراض القلبية والسرطانات بمختلف أنواعها، كما أن الدراسات الحديثة أثبتت علاقة واضحة بين نقص الفيتامين نفسه وأمراض القلب والجلطة الدماغية.
وأشار الدكتور مدحت الصباحي استشاري الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية إلى أن أمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والفصام يكون أحد مصادرها هو نقص فيتامين "د"، الذي يفقد الشخص جزءا من تركيزه في بعض الأحيان.
من جهته، قدم الدكتور عصام الدين نور الدين، أستاذ الكيمياء الحيوية الإكلينيكية بكلية الطب جامعة أم القري في المملكة العربية السعودية، محاضرة حول استخدام فيتامين "د" كمكملات للأشخاص الأصحاء من حيث الفوائد والأضرار، حدد فيها الجرعات المناسبة لكل الفئات.
وأكد الدكتور شامشير فاياليل، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة "في بي اس" للرعاية الصحية، أن الله سبحانه وتعالى حبا دولة الإمارات بنعمة الشمس المشرقة على مدار السنة، وهي مصدر طبيعي ومجاني لفيتامين "د".
ولكن للأسف هناك دراسة حديثة تؤكد أن غالبية سكان الإمارات يعانون نقصا من فيتامين "د" بسبب عدم ممارسة أنشطة في الهواء الطلق، مما يهدد بمضاعفات خطيرة يمكن أن تزيد من مخاطر مجموعة من الأمراض المزمنة.