موعدان للدراسة بليبيا.. صراع السلطة يصل التعليم.. وخبير: "لعب عيال"
صراع عبر وسائل الإعلام ثم الانتقال إلى التنافس على النفوذ في المناطق ثم استخدام السلاح والقتل.. هكذا هو حال التنافس القائم بين حكومتي ليبيا منذ أشهر، وفي كل مرة المواطن هو الضحية.
ذلك الصراع طال اقتصاد البلاد المتهالك ووصل هذه المرة إلى قطاع التعليم، ما اعتبره مراقبون منحنى خطيرا للأزمة التي تعيشها ليبيا بسبب الصراع السياسي القائم بين حكومتي عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية وفتحي باشاغا التي انتخبها البرلمان، في ظل تشبث الأول بالسلطة وسعي الثاني إليها.
الصراع تمثل هذه المرة في تضارب إعلان موعد انطلاق العام الدراسي الجديد 2022/ 2023 والذي أعلنت كل من الحكومتين موعدا مخالفا للموعد المعلن من قبل منافستها.
فاليوم أعلن مراقب التعليم بمدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية وعاصمة شرق البلاد، أنه بناء على تعليمات الحكومة الليبية ويقصد هنا المكلفة من قبل مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا فإن "بداية العام الدراسي ستكون غدا الأحد السابع عشر من شهر ديسمبر/أيلول الحالي".
واستند مراقب تعليم بنغازي في إعلانه إلى مراسلة سابقة من وزير التربية والتعليم بحكومة فتحي باشاغا الوزير جمعة خليفة الجديد.
وتنص تلك المراسلة التي تحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها والمؤرخة بتاريخ الثاني من شهر يوليو/تموز الماضي على أن تكون بداية العام الدراسي في 17 ديسمبر/أيلول 2022 إلى 14 ديسمبر/أيلول 2023، وهو موعد آخر امتحان للعام الدراسي محل الحديث.
وفور تناقل خبر إعلان حكومة باشاغا عن موعد الدراسة وما هي إلا ساعة واحدة حتى سارعت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة لإعلان موعد الدراسة للعام الجديد، لكنه جاء مخالفا لما أعلنته منافستها.
وفي إعلان صدر بصفة "عاجل" قالت وزارة التربية والتعليم بحكومة الدبيبة إن "موعد بداية العام الدراسي لجميع مراحل التعليم الأساسي والثانوي لعام 2022-2023 ميلادي سيكون في السادس عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل".
وجاء ذلك بحسب الوزارة "وفقا لقرار وزير التربية والتعليم رقم 563 لسنة 2022 ميلادي بشأن مواعيد الدراسة والامتحانات لجميع المراحل التعليمية".
ذلك التضارب كان محل تداول في الأوساط الليبية، اليوم السبت، والتي تناولت الأمر بكثير من السخط.
جدل وسخط
جل ذلك السخط انصب بحسب رصد لـ"العين الإخبارية" على أمرين، أولهما أن "الحكومتين أعلنتا موعد بداية العام الدراسي قريبا قبل أن توضح ماذا حل في الكتاب المدرسي الذي لم يتوفر العام الماضي، الأمر الذي جعل الدراسة في العام الماضي تبدأ متأخرا بعد أن فشلت السلطات في توفير الكتب للطلبة".
المعلقون على الأمر عبر منصات التواصل الاجتماعي وأغلبهم كانوا أولياء أمور طلبة ومختصين في قطاع التعليم لخصوا ثاني أسباب سخطهم في كون أن " التعليم أصبح هو الآخر ساحة للمنافسة والصراع بين حكومتي الدبيبة وباشاغا".
علي نجم، المفتش التربوي بوزارة التعليم الليبية، علق بدوره على ما يجري، معتبرا في حديث خاص لـ"العين الإخبارية "إن ما حصل من تضارب في إعلان موعد بداية العام الدراسي الجديد هو "لعب عيال".
وأضاف المفتش التربوي أن بلاده "تعرضت لأكثر من مرة لانقسام سياسي بين السلطات إلا أن قطاع التعليم كان دائما بعيدا عن تلك الأزمات والتجاذبات السياسية والصراعات".
وألقى نجم باللوم على كلا الحكومتين قائلا إن "حكومة فتحي باشاغا تريد أن تقول إنها موجودة ومعترف بها بإعلانها موعدا للدراسة رغم أنها لم تتسلم شيئا ولا ميزانية لها لكي تجلب الكتاب المدرسي أو توفر أيا من متطلبات المدارس والدراسة".
وأضاف: "باشاغا يعلن جيدا أن قراره لن يمر ولن يطبق حتى في مناطق شرق ليبيا التي تعترف به، فكيف سيطبق في غرب البلاد الخاضعة لحكومة الدبيبة، مشيرا إلى أن "قرار حكومة باشاغا سيخلق مشكلة كبيرة في قطاع التعليم".
أما حكومة الدبيبة فكان لها هي الأخرى نصيب من النقد في حديث المفتش التربوي علي نجم، والتي وصفها بـ"حكومة هم".
وقال: "كيف تعلن حكومة الدبيبة موعد انطلاق العام الدراسي الجديد وهي فشلت العام الماضي في جلب الكتاب المدرسي للطلبة، ولم تتمكن حتى الآن من توفير كامل الكمية".
وتابع: "الأمر الآخر فشل حكومة الدبيبة في جلب الكتاب المدرسي العام الماضي تسبب في تأخر الدراسة في ذلك العام إلى أن انتهت الامتحانات النهائية قبل أسبوع واحد فقط، فكيف تعلن أن الدراسة سوف تنطلق بعد شهر والطلبة انتهوا لتوهم من الامتحانات ولم يتحصلوا على عطلة كافية".
وفي هذا الصدد قال "حكومة الدبيبة بإعلانها اليوم موعد انطلاق الدراسة للعام الجديد كانت فقط لقطع الطريق على حكومة باشاغا التي أعلنت قبلها بقليل عن ذلك الموعد".
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg جزيرة ام اند امز