عالم في حالة حرب.. أرقام مخيفة لتداعيات الصراعات آخر 5 سنوات
أظهرت بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه تضاعف الصراعات خلال السنوات الخمس الماضية، وزيادة هائلة في الصراعات العام الماضي.
وتشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 233000 شخص في صراعات عام 2024، وفقا لبيانات جديدة أصدرتها منظمة بياناتِ مواقع النزاع المسلح المعنية بتحليل الأزمات وتتبعها.
وأظهرت البيانات كيف تضاعف مستوى الصراعات في جميع أنحاء العالم على مدار السنوات الخمس الماضية جراء حروب في أوكرانيا وغزة، ميانمار وأماكن أخرى.
من بين البيانات لهذا العام وجدت المنظمة أن عدد ضحايا الصراعات في عام 2024 ارتفع بنسبة 30 في المائة مقارنة بالعام السابق، حيث ارتفع من 179099 وفاة في عام 2023 إلى 233597 وفاة في عام 2024.
كانت الحرب في أوكرانيا هي الأكثر دموية في عام 2024، حيث تم تسجيل 67,000 وفاة، مقارنة بـ45,000 وفاة في الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وبحلول نهاية العام يتوقع أن يصل عدد أحداث العنف المسجلة بواسطة بياناتِ مواقعِ النزاع المسلح إلى ما يقرب من 200000، بزيادة بنسبة 25 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وارتفاعا كبيرا عن العدد المسجل قبل خمس سنوات.
ووفقا للبيانات، انتشرت أعمال العنف بشكل واسع، حيث وجدت المنظمة أن شخصا واحدا من كل 8 أشخاص في العالم تعرضوا للصراع في عام 2024، حيث يتم اعتبار الأفراد الذين يعيشون على بعد خمسة كيلومترات أو أقل من مواقع الصراع متأثرين بالصراع، وواجه الفلسطينيون أعلى مستوى من العنف في العالم، حيث تعرض 81% من السكان للصراع.
وتوقعت كلوناد رالي، أستاذة الجغرافيا السياسية والصراعات بجامعة ساسكس ومؤسسة بياناتِ مواقعِ النزاع المسلح، أن تستمر الصراعات العالمية في الارتفاع، مشيرة إلى "زيادات محتملة في العنف" في إيران، تشاد، والإكوادور وباكستان.
وبحسب المنظمة، ترسم بيانات السنوات القليلة الماضية صورة مثيرة للقلق، حيث شهدت قلة من المناطق انخفاضا في الصراعات، بينما شهدت كل من أوروبا والشرق الأوسط تصعيدا كبيرا.
وحددت دراسة أُجريت في الصيف من قبل معهد الاقتصاد والسلام في سيدني 56 صراعا نشطا في ذلك الوقت، ما اعتبرته أعلى عدد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
تُعزى المستويات المرتفعة للصراعات العالمية إلى أسباب متعددة ومعقدة، بما في ذلك قرارات القادة العالميين مثل قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم على أوكرانيا في عام 2022، إضافة إلى تحولات عالمية في طريقة خوض الصراعات، وفقا للبيانات.
وقد أسهم الاستخدام الواسع للصواريخ والطائرات دون طيار والمتفجرات من قبل الحكومات في ارتفاع مستويات الصراع.
ووفقًا لبيانات مواقعِ النزاع المسلح، بدت بعض الصراعات مرتبطة بالسياسات الانتخابية، حيث شهدت البلدان التي أجرت انتخابات زيادة كبيرة في العنف، وقد أجرت نحو 80 دولة، تضم أكثر من نصف سكان العالم، انتخابات وطنية في عام 2024.
تتبع بيانات الصراع الأحداث التي تصنف كعنف سياسي، بما في ذلك المعارك، القصف، وأعمال العنف الأخرى، وتستثني الاحتجاجات غير العنيفة. وذكرت أنها سجلت أيضا أكثر من 143,000 احتجاج في عام 2024.
تجمع منظمة بياناتِ مواقع النزاع المسلح غير الربحية بياناتها منذ أكثر من عقد، من خلال مراقبة وسائل الإعلام وكذلك الشراكات مع المنظمات الدولية والمحلية. وتهدف إلى تقديم رؤية شاملة للاتجاهات في الصراعات المسلحة من خلال جمع بيانات مفصلة ودقيقة.
ويتوقع أن يشهد العام المقبل انخفاضا في بعض الصراعات، لا سيما الحرب في أوكرانيا والقتال في الشرق الأوسط. وقد شهدت بعض الدول، مثل مدغشقر، تراجعا في العنف السياسي في السنوات الأخيرة.
ولكن المنظمة تتوقع زيادة بنسبة 20% في الصراعات العام المقبل في مناطق، بما في ذلك كولومبيا والمكسيك، إلى جانب مناطق عديدة من أفريقيا مثل الساحل ومنطقة البحيرات الكبرى، ولا تزال الشكوك تخيم على مستقبل الصراع في الشرق الأوسط، بينما لا يمكن استبعاد خطر نشوب حروب جديدة مع الصين أو روسيا.