ارتباك بالجماعة.. ماذا ينتظر الإخوان بعد الود التركي لمصر؟
لم يستبعد سياسيون مصريون ومصدر تركي تجميد النشاط التنظيمي والسياسي لتنظيم الإخوان داخل الأراضي التركية حال تقدم المفاوضات مع القاهرة.
ورجح هؤلاء الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، تجميد التنظيم الإرهابي أعمال "لجنة إدارة أعمال الجماعة" في إسطنبول.
وهي لجنة شكلها القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم الإخوان إبراهيم منير لإدارة أمور التنظيم عقب القبض على محمود عزت، وذلك في ظل حالة الارتباك والتشتت والانقسامات داخل الجماعة.
وأعلن منير، في سبتمبر/أيلول 2020، تشكيل لجنة لإدارة أعمال التنظيم، وإنهاء دور الأمانة العامة له، ومنصب الأمين العام الذي كان يشغله القيادي بالتنظيم محمود حسين، وهو اعتبره مراقبون محاولة لغسل سمعة الجماعة دوليا.
وكان تنظيم الإخوان، أعلن منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، اختيار منير خلفا لمحمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان في مصر، في تدارك سريع لعملية القبض عليه داخل مصر في 28 أغسطس/آب الماضي، شرقي القاهرة، بعد 7 سنوات من القبض على محمد بديع، المرشد السابق للجماعة في أغسطس/آب 2013.
تجميد نشاط الإخوان
وقال مصدر سياسي تركي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه سيتم على الأرجح تجميد تنظيم الإخوان لجميع أنشطته السياسية والتنظيمية في الداخل التركي، في إطار رغبة حكومة رجب طيب أردوغان المضي في تطبيع العلاقات مع القاهرة لتحقيق مصالحها بعد أن تضررت كثيرا من تدهور العلاقات.
وتوقع المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، مغادرة بعض قيادات الصف الأول المطلوبين على ذمة قضايا عنف وإرهاب خلال الفترة القليلة المقبلة إلى بلد ثالث، لم يحدده.
واتفق معه في الرأي الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (حكومي مصري)، عمرو الشوبكي، مؤكدا أنه إذا ما جرت تفاهمات بين مصر وتركيا خلال الفترة المقبلة فإن النتيجة ستكون تجميد كامل لنشاط التنظيم في أنقرة، على غرار توقف النشاط الإعلامي في البلاد.
وفي هذا الإطار، لم يستبعد "الشوبكي" في حديث لـ"العين الإخبارية" حل لجنة "إدارة الجماعة" التي شكلها إبراهيم منير، وتجميد عملها التنظيمي.
وأضاف: من الوارد جدا تحول عناصر التنظيم لأفراد يقيمون في البلاد دون ممارسة أي نشاط سياسي، أو تنظيمي.
منطلقات الجماعة ثأرية
وأكد البرلماني المصري السابق أن هناك مطالب مصرية واضحة من الجانب التركي بألا تتحول إسطنبول إلى منصة تحريض من جديد ضد الدولة المصرية.
وأكد أن هناك حالة من الارتباك والتشتت تضرب صفوف تنظيم الإخوان داخل أنقرة منذ بدأت الأخيرة محاولات التودد لمصر.
وأشار الشوبكي إلى "فشل رهان الجماعة على النظام التركي الذي ينطلق من منطلقات برجماتية في حين تنطلق الجماعة من مرتكزات ثأرية وأيدلوجية".
وأضاف الخبير السياسي: "تبخر أيضا اعتقاد الجماعة بأن أنقرة ستظل منصة ثابتة، ونقطة ارتكاز للهجوم على الدولة المصرية، والتحريض ضد النظام السياسي، وهو ما كان بمثابة ضربة قاصمة لهم".
التضحية بالشباب
بدورها، قالت تقى النجار، الباحثة في وحدة الإرهاب بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة (خاص)، إن سيناريو تجميد لجنة إدارة أعمال الجماعة في إسطنبول متوقع.
وأكدت، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه "في ظل حالة الارتباك والتشتت والانقسامات داخل الجماعة تظل كل السيناريوهات مطروحة".
ولم تستبعد النجار ترحيل بعض شباب الإخوان الصادرة بحقهم أحكام قضائية إلى مصر، ممن ليس لديهم أي دعم من قيادات التنظيم، على خلفية تصاعد الخلافات مع القيادات، على إثر اتهامات للقيادات باختلاسات مالية والاعتراض أيضا على طريقة الإدارة.
ويتهم شباب الجماعة قياداتها وعلى رأسهم إبراهيم منير ومحمود حسين ومحمود الإبياري بصناعة الأزمات داخل التنظيم، منذ سقوط حكم الإخوان بمصر 2013 من أجل تحقيق مصالح وأغراض شخصية.
وأكدت النجار على أن "كل من اختلف مع قيادات التنظيم فهو مهدد بالتضحية به".
وشهدت الفترة الماضية محاولات تركية لرأب الصدع في علاقاتها مع مصر التي وصلت حد المقاطعة عقب ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013، والإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية التي دعمتها أنقرة واستضافت عناصرها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قبل أيام إن "مرحلة جديدة بدأت في العلاقات مع مصر وقد تكون هناك زيارات ومباحثات متبادلة في هذا الإطار".
وأضاف جاويش أوغلو أن "اجتماعا تركيا مصريا مرتقبا على مستوى مساعدي وزيري الخارجية، والعمل جار لتحديد الموعد".
وسبق أن عقبت القاهرة على الاتصال الذي تلقاه شكري من نظيره التركي وقالت إنه يؤخذ في إطار "إشارات ضرورية تصويب المسار".
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA=
جزيرة ام اند امز