«إم23» وسط بوكافو بلا مقاومة.. والاتحاد الأفريقي يحذر من تفكك الكونغو

حذر الاتحاد الأفريقي من تفكك جمهورية الكونغو الديمقراطية، في وقت تقدم متمردو "إم23" إلى وسط مدينة بوكافو، بلا أي مقاومة.
وقال شهود وحركة 23 مارس "إم23" المتمردة إن مقاتليها تقدموا اليوم الأحد إلى وسط مدينة بوكافو ثاني أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، دون مقاومة تذكر من قوات الحكومة.
وبدأت الحركة المسلحة المدعومة من رواندا التقدم صوب بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو الواقع في شرق الكونغو، منذ سيطرتها على مدينة جوما في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
أكبر تقدم
وذكرت "رويترز" أن سقوط بوكافو، حال التأكد منه، سيمثل أكبر تقدم للجماعة المسلحة منذ أن بدأت أحدث تمرد في شرق الكونغو في 2022.
وفي وقت متأخر من مساء السبت، قالت الرئاسة في الكونغو إن عاصمة الإقليم لا تزال تحت سيطرة قوات الحكومة وقوات متحالفة معها لكن في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد تقدمت الحركة إلى وسط بوكافو، وفقا لرواية سكان ومسؤول محلي طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف أمنية.
وقال المتحدث باسم الحركة ويلي نجوما لرويترز في رسالة عبر الهاتف إن قوات حركة 23 مارس موجودون في المدينة ونشر صورة على موقع "إكس"، لمجموعة من المقاتلين وهم يقفون في ساحة الاستقلال في وسط عاصمة الإقليم.
ولم يرد جيش الكونغو والحكومة على طلبات للحصول على تعليق.
وأدى التقدم السريع للمتمردين منذ بدء العام وضلوع قوات من دول جوار إلى تأجيج المخاوف من نشوب حرب في المنطقة بسبب صراع تعود جذوره إلى نزاع على السلطة والهوية والموارد وله أبعاد عرقية تعود للإبادة الجماعية في رواندا في تسعينيات القرن الماضي.
لا مقاومة
وقال سكان في بوكافو اليوم الأحد إنهم شاهدوا قوات من حركة 23 مارس تمر عبر أحياء في وسط المدينة منذ الصباح الباكر دون أي مؤشرات على المقاومة.
وقال اثنان من السكان إن دوي أعيرة نارية متقطع سُمع من المعسكر الأساسي للجيش في بوكافو.
وأظهرت مقاطع مصورة مقاتلين من حركة 23 مارس يرتدون ملابس مموهة ويتحدثون لسكان في ساحة الاستقلال وأمام مقر الحكومة المحلية.
وفي مقطع مصور آخر نشرته الحركة المتمردة، طلب أحد قادتها من مجموعة من السكان أن يخلوا الشوارع قائلا إن العمليات لا تزال مستمرة.
وقال ضابط في الجيش أمس السبت لرويترز إن الجنود يخلون بوكافو لتجنب "مذبحة" مثل تلك التي شهدتها جوما. وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلاثة آلاف لقوا حتفهم في الأيام التي سبقت السيطرة على جوما.
الاتحاد الأفريقي يحذر
في غضون ذلك، حذر الاتحاد الأفريقي الأحد من تفكك الكونغو الديمقراطية، وقال مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي بانكول أديويي: "لا نريد تقسيم شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية".
ومن دون الإشارة إلى رواندا بالاسم أضاف: "ندعو إلى الإبعاد الفوري لحركة إم 23 وأنصارها من جميع البلدات والمدن بما في ذلك مطار غوما".
وقال أديويي إنه "من الضروري" احترام "سيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية ووحدتها السياسية وسلامة أراضيها".
بريطانيا على الخط
وفي ذات السياق، حذرت لندن الأحد من أن سيطرة حركة "إم 23" المتحالفة مع القوات الرواندية على عاصمة إقليم ثان في شرق جمهورية الكونغو قد تؤدي إلى اندلاع "نزاع إقليمي أوسع نطاقا".
وجاء في بيان لوزارة الخارجية البريطانية، إنه تصعيد خطير يزيد من خطر اندلاع نزاع إقليمي أوسع نطاقا مع خسائر بشرية وخيمة، في إشارة إلى دخول مقاتلي حركة "إم23" والقوات الرواندية إلى مدينة بوكافو الجمعة.
واعتبر البيان أن "دخول حركة إم23 وقوات الدفاع الرواندية إلى بوكافو يشكل اعتداء على سيادة الكونغو الديمقراطية وسلامة أراضيها، وانتهاكا لميثاق الأمم المتحدة".