أزمة الشرق الكونغولي.. هل تُسكت «دار السلام» صوت البنادق؟
![متمردين من «إم 23» في غوما](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/08/162-145207-rdcongo-conflict-rebels-meeting-tanzania_700x400.jpg)
الأنظار تتوجه إلى دار السلام بتنزانيا، هناك حيث يجتمع زعماء تكتلات إقليمية من شرق أفريقيا وجنوبها لبحث حل للصراع بالشرق الكونغولي.
والأسبوع الماضي، استولى متمردو حركة «إم 23»، بعد معارك ضارية مع الجيش، على غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو وأكبر مدن الشرق الكونغولي، في أسوأ تصعيد للقتال منذ أكثر من عقد من الزمن.
ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، واصل المتمردون الزحف جنوبًا نحو بوكافو في هجوم سريع خلف آلاف القتلى وأثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
وتستعد بوكافو، عاصمة مقاطعة جنوب كيفو، للهجوم، فيما وافقت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، على فتح تحقيق في انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان بالمنطقة.
في غضون ذلك، من المقرر أن يحضر الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي قمة إقليمية استثنائية في دار السلام بتنزانيا، السبت، تجمع بين مجموعة شرق أفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي.
وقال مصدر إن الرئيسين، اللذين تبادلا تصريحات ألقى فيها كل منهما اللوم على حكومة الآخر في تصاعد العنف، وافقا على حضور القمة، وقد يشارك تشيسكيدي عن بعد عبر الإنترنت.
وستسعى قمة دار السلام إلى تحقيق تقدم بعد تعثر عمليتي سلام في لواندا ونيروبي مع تصاعد التوترات.
وقال معهد دراسات الأمن في جنوب أفريقيا في تقرير أمس الجمعة: «نظرًا لتصاعد التوترات، فإن الأولويات العاجلة هي وقف إطلاق النار وفتح طرق الإمداد لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية».
وخلال الشهر الماضي، وسعت حركة «إم 23» سيطرتها على مناجم الكولتان والذهب وخام القصدير في إقليم كيفو الشمالي، مما أدى إلى تشريد الآلاف في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
«فرصة ذهبية»
قال وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي في بيان الجمعة، على هامش اجتماع على المستوى الوزاري في القمة: «لدينا فرصة ذهبية، نحن مجموعة شرق أفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، لمساعدة شعب جمهورية الكونغو الديمقراطية».
ودعا الوزير إلى دمج عمليتي السلام اللتين بدأتهما كينيا وأنغولا.
من جهتها، تدعو كينشاسا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على كيغالي.
وشهد النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات تطورات سريعة في الأسابيع الأخيرة، بلغت ذروتها مع سيطرة متمردي «إم 23» مؤخرًا على مدينة غوما.
وأصبحت مقاطعة جنوب كيفو المجاورة في مرمى نيران الحركة المسلحة المتمردة، التي تواجه الجيش الكونغولي المعروف بضعف تدريبه وتفشي الفساد في صفوفه.
يأتي ذلك فيما أعطى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، الضوء الأخضر لفتح تحقيق في الانتهاكات المرتكبة في شرق الكونغو الديمقراطية إثر الهجوم الخاطف للمتمردين.
ومن المقرر أن يقوم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بتشكيل «بعثة لتقصي الحقائق» على وجه السرعة، وسيتعين عليها تقديم تقرير كامل في سبتمبر/أيلول المقبل.
aXA6IDMuMTQ0LjE3OS4yMzAg جزيرة ام اند امز