متفجرات في كل مكان.. الصراع «يفخخ» شوارع غوما الكونغولية
![بقايا متفجرات في غرفة أحد الكهنة في غوما](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/06/162-190941-rdcongo-goma-rebels-army-conflict-explosives_700x400.jpg)
عبوات ناسفة متناثرة في الشوارع حوّلت غوما الكونغولية إلى «مدينة مفخخة» ترعب سكانها بقائمة طويلة من ضحايا المعارك بين الجيش والمتمردين.
ففي تلك المدينة، التي تعدّ عاصمة إقليم شمال كيفو الواقع شرقي الكونغو الديمقراطية، لا تزال عبوات ناسفة حربية متناثرة على الأرض بعد أسبوع من معارك طاحنة اندلعت بين الجيش ومتمردي حركة «23 مارس»، المعروفة اختصارًا بـ«إم 23».
ويخشى السكان من تسجيل المزيد من الضحايا، ويطالبون بإزالة الألغام بشكل عاجل.
- أزمة الشرق الكونغولي.. اتفاق رواندي أوروبي على «خفض التصعيد»
- الشرق الكونغولي على فوهة المدافع.. «كنوز الأرض» سر الصراع
وبعد الاستيلاء، الأسبوع الماضي، على عاصمة إقليم شمال كيفو، شنّ المتمردون، أمس الأربعاء، هجومًا جديدًا في إقليم جنوب كيفو المجاور، واستولوا على مدينة نيابيبوي المنجمية، على مسافة نحو 100 كيلومتر من العاصمة الإقليمية بوكافو.
ومع أن المعارك توقفت في غوما، إلا أن آثارها لا تزال باقية. فعلى الطريق المؤدي إلى مطار المدينة الدولي، وُضعت إشارة رُسم عليها قنبلة يدوية وقاذفة صواريخ متقاطعة مع الأسلاك، لتنبيه المارة وتجنّب أي حوادث.
وأفادت تقارير بوجود عبوات ناسفة في عدة أجزاء من المدينة وأراضي نيراجونجو، حيث كانت المعارك عنيفة بين القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة «إم 23».
ويشعر مامبو دينيس، أحد سكان منطقة بوجوفو، بالقلق إزاء وجود هذه الأسلحة.
ويقول دينيس لـ«إذاعة فرنسا الدولية»: «المشكلة هي ما أواجهه هنا في المنزل: لقد اكتشفنا للتو شيئًا يشبه القنبلة اليدوية. نحن نعيش في سلام، ولكن هذه القنبلة تخيفنا. في الوقت الحالي، لا يستطيع أطفالي الخروج، لقد مُنعوا من ذلك... نحن خائفون جدًا».
من جانبه، يعتقد كليمنت مونديبا، في منطقة مورارا، أن إزالة الألغام يجب أن تكون الأولوية لتجنّب الأسوأ، بالنظر إلى عدد الأجهزة المتفجرة المتروكة في المدينة.
ويضيف: «هناك أشخاص لا يعرفون هذه الأشياء، ويمكنهم رؤية هذه المتفجرات في الشارع أو في أماكن مخفية إلى حد ما، وقد يرغبون في أخذها، خاصة الأطفال».
ويؤكد: «علينا أن نسأل السلطات المحلية عما يجب فعله في مثل هذه الحالات»، في وقت باتت فيه مستشفيات المدينة مثقلة بالإصابات، ومعظمها ناجم عن الرصاص والشظايا.
أول تجمّع
وتعقد حركة «إم 23» أول تجمّع جماهيري لها، اليوم الخميس، في مدينة غوما الخاضعة لسيطرتها.
ونقضت الحركة بذلك وقفًا لإطلاق النار، كانت هي من أعلنه «لأسباب إنسانية» بدءا من الثلاثاء.
وأودت المعارك في غوما بحياة 2900 شخص على الأقل، بحسب حصيلة للأمم المتحدة مرشّحة للارتفاع.
وكانت المجموعة المسلّحة قد قالت أيضًا إنه «لا نيّة لها للاستيلاء» على بوكافو «أو مناطق أخرى».
وأفادت مصادر إنسانية ومحلية، الخميس، بأن القوّات الكونغولية تتوقّع هجومًا في كافومو، حيث يقع المطار الإقليمي الذي يبعد نحو 30 كيلومترًا عن بوكافو.
ويجري حاليًا إجلاء عناصر وعتاد، تحسّبًا لتقدّم «إم 23» والقوّات الرواندية، بحسب المصادر عينها.
ومن شأن السيطرة على كافومو، وهي آخر حصن قبل العاصمة الإقليمية، أن توجّه ضربة قاصمة جديدة للقوّات الكونغولية وحكومة كينشاسا.
والأربعاء، جاب عناصر من الحركة شوارع المدينة، التي يقطنها مليون نسمة، ليذيعوا بمكبّرات الصوت أن الحضور إلزامي خلال هذا التجمّع الأول، وفق ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
وبناءً على طلب من «إم 23»، أغلقت المتاجر أبوابها، الخميس.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، تقاطر آلاف الأشخاص إلى المدرج، الذي غصّت الشوارع المحيطة به بالحشود، في حين كان عناصر «إم 23» ينظّمون حركة التوافد إلى «مدرج الوحدة» بالهراوات.
ولبس بعض المتوافدين قمصانًا كُتب عليها «حكم مختلف لشمال كيفو».
وفي ظلّ نزاع متواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما انفكّ الجيش الكونغولي، الذي ينقصه التدريب وينهشه الفساد، يتراجع في شرق الكونغو الديمقراطية الزاخر بالموارد الطبيعية.
وتسعى الأسرة الدولية وبلدان وسيطة، مثل أنغولا وكينيا، إلى إيجاد حلّ دبلوماسي للأزمة، خشية اتّساع رقعة الصراع في المنطقة.
aXA6IDE4LjIyMC42MC4xNTQg جزيرة ام اند امز