متمردون على مشارف عاصمته.. جنوب «كيفو» الكونغولي يشتعل مجددا
![مسلح من متمردي «إم 23» على ضفاف بحيرة كيفو](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/155-225907-rdcongo-rebels-south-kivu-army-battles_700x400.jpg)
بعد يومين من هدوء هش، تتجدد المعارك في جنوب كيفو بين «إم 23» والجيش، في قتال يضع المتمردين على مشارف عاصمة الإقليم الكونغولي.
واليوم الثلاثاء، اندلعت اشتباكات في شرق البلد الأفريقي عقب هجوم شنه فجرا مسلحو الحركة المتمردة على مواقع لقوات كونغولية في جنوب كيفو، وفق ما أفادت مصادر أمنية ومحلية.
وبحسب المصادر التي تحدثت لوكالة فرانس برس، يجري القتال قرب بلدة إيهوسي على مسافة نحو 70 كيلومترا من العاصمة الإقليمية بوكافو و40 كيلومترا من مطارها.
ويأتي استئناف الأعمال العدائية بعد يومين فقط من قمة عقدها، السبت الماضي، قادة جنوب أفريقيا وشرقها، في تنزانيا، ودعوا فيها إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في شرق الكونغو الديمقراطية.
وكان الرئيس الرواندي بول كاغامي حاضرا في القمة، فيما شارك نظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي عبر الفيديو.
كما يأتي تجدد المعارك بعد إعلان أحادي الجانب من قبل المتمردين بـ«هدنة إنسانية» سرعان ما انهارت مع ورود أنباء عن اندلاع قتال حول إيهوسي.
وذكرت مصادر محلية لـ«إذاعة فرنسا الدولية» أن المتمردين يحاولون تجاوز مزرعة تابعة لشركة أدوية تقع بالقرب من إيهوسي.
وتراجعت حدة القتال في جنوب كيفو إثر السيطرة على غوما، عاصمة شمال كيفو المجاور، في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، ولكن منذ فجر الثلاثاء، تحدثت مصادر محلية عن سماع دوي "انفجارات من أسلحة ثقيلة".
وقالت مصادر أمنية إن الجيش الكونغولي أرسل تعزيزات في طريقها إلى كافومو التي تضم قاعدته العسكرية الرئيسية بالمنطقة.
وتسارعت حدة الصراع في الآونة الأخيرة بهذه المنطقة الغنية بالموارد بعد ثلاث سنوات من المواجهات، فيما تطالب الكونغو الديمقراطية المجتمع الدولي بفرض عقوبات على رواندا.
وتتهم كينشاسا كيغالي بالسعي إلى نهب مواردها الطبيعية، لكن الأخيرة تنفي وتتحدث عن التهديد الذي تشكله الجماعات المسلحة المعادية لها في الشرق الكونغولي، خصوصا تلك التي أنشأها زعماء من الهوتو تعتبرهم مسؤولين عن الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994.
قتلى ونزوح
في هذه المرحلة، تظل مناطق تشيباندغا ومونانيرا، وكذلك المنطقة التجارية في إيهوسي ومركز كاليهي، تحت سيطرة القوات الكونغولية، بدعم من نظيرتها البوروندية.
في المقابل، يسيطر المتمردون على منطقة موهونغوزا الواقعة على بعد نحو 4 كيلومترات من مركز كاليهي و3 كيلومترات من إيهوسي، وهذا من شأنه أن يبقي الضغط على مواقع الجيش الكونغولي.
وتم الإبلاغ عن خسائر في الأرواح من الجانبين، فيما قتل رائد بالجيش البوروندي في المعارك الدائرة بهذه المنطقة.
كما أدت الاشتباكات أيضا إلى نزوح جماعي للسكان، حيث فر غالبيتهم من المنطقة منذ حوالي أسبوعين.
ولجأ بعض هؤلاء النازحين إلى جزيرة إيشوفو على ضفاف بحيرة كيفو، والتي لا تزال تحت سيطرة الجيش الكونغولي، فيما يظل الوضع محفوفا بالمخاطر، مع تزايد المخاطر الإنسانية بسبب القتال المستمر.