سد "حسان" في جنوب اليمن.. حلم طال انتظاره يتحول لواقع بدعم الإمارات
لعقود من الزمن ظل سد حسان حلماً يراود آلاف اليمنيين قبل أن يرى النور مؤخرا بفعل دعم إماراتي يستهدف دفع عجلة التنمية بجميع القطاعات.
وبدأت في محافظة أبين منذ أمس أعمال المرحلة الأولى من تشييد سد حسان كأكبر السدود في المحافظات الجنوبية والذي يمتد على مساحة 3 كيلومترات ويتسع لـ5 سدود بعمق وارتفاع 20 ونصف متر وحاجز ترابي بطول اثنين ونصف كيلومتر، وذلك بتمويل صندوق أبوظبي للتنمية.
ويتضمن المشروع إقامة سد تخزيني بسعة 19.5 مليون متر مكعب من المياه، ويستهدف التحكم بالفيضانات وتنظيم الري للأراضي المستفيدة البالغ طولها 10 آلاف هكتار، فيما يصل أعداد المستفيدين إلى حوالي 13 ألف مزارع.
ويجري تنفيذ المشروع على مرحلتين، تستمر الأولى 3 أعوام بتكلفة 78 مليون دولار، فيما تبلغ التكلفة الإجمالية 100 مليون دولار وتنفذه الشركة الكندية الأولى (O.M) بإشراف شركة (SH) للاستشارات الهندسية في البلاد.
•• أهم المشاريع الاستراتيجية
وبحسب الدراسات فإن طول السد عند القمة يبلغ 337 متراً، وعرضه عند القمة 6 أمتار، فيما تبلغ مساحة منطقة التجميع 3200 كيلومتر مربع، ومتوسط جريان المياه السنوي نحو 39 مليون متر مكعب، وسيبلغ أعلى منسوب للمياه في السد 135.5 متر.
ويقع سد حسان في مديرية خنفر إحدى أكبر مديريات أبين ويعد من أهم المشاريع الاستراتيجية في قطاع الزراعة والري بالمحافظة التي تعتبر من الأراضي الزراعية الفريدة والتي توصف بسلة غذاء جنوب اليمن لإنتاجها أهم وأجود المحاصيل الزراعية.
ويندرج مشروع تشييد سد وادي حسان في أبين ضمن استراتيجية الأمن المائي، حيث يستهدف ضمان استدامة واستمرارية الوصول للمياه خلال الظروف العادية والطارئة، وبهذه الطريقة سوف تساهم هذه الاستراتيجية في ازدهار المجتمع وتقدمه والحفاظ على نمو الاقتصاد الوطني.
وأشاد محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين سالم بالدعم الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر صندوق أبوظبي للتنمية، والذي يسهم في دفع عجلة التنمية في جميع القطاعات ومنها قطاع الزراعة.
وأكد محافظ أبين أهمية المشروع في حجز مياه السيول في وادي حسان والاستفادة منها في ري الأراضي الزراعية على امتداد الوادي والأراضي التي حرمت من الري لسنوات طويلة وهي أراض زراعية ممتازة وتنتج أجود أنواع المحاصيل الزراعية.
ولفت إلى ضرورة تشييد حواجز لتهدئة وحجز الترسبات الترابية لإعادة الأراضي التي جرفت جراء السيول إلى طبيعتها، مشدداً على ضرورة أن يتم تنفيذ الأعمال بدقة متناهية وبمواصفات عالية لضمان ديمومة المشروع الذي يعد أكبر السدود في المحافظات الجنوبية ويستهدف للتحكم بالفيضانات وتنظيم الري للأراضي المستفيدة.
•• مردود كبير
من جهته، قال وكيل وزارة الزراعة اليمنية لقطاع الري القائم بأعمال مدير مشروع سد حسان المهندس أحمد الزامكي "إن أعمال التجهيزات بدأت من قبل شهر ونصف من الآن بتجهيز الآليات على أن ينطلق خلال الأيام القريبة عملية البناء والتشييد وقد لمسنا دعما شعبيا قويا في حماية ودعم استكمال المشروع حتى الانتهاء منه".
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن سد حسان الاستراتيجي سيمثل أحد روافد دلتا أبين وسيكون له مردود كبير جدا على محافظة أبين بصورة خاصة، وعلى البلد بصورة عامة حيث تمثل المحافظة إحدى السلال الغذائية في البلاد.
وأوضح أن "المرحلة الأولى تبلغ تكلفتها الإجمالية لتشييد السد الرئيسي مبلغ 78 مليون دولار مقدمة وتمويل 100 بالمائة من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورين ممثلا بصندوق أبوظبي للتنمية".
"يأتي استئناف المشروع عقب جهود حثيثة للقيادة السياسية إلى جانب جهود وزير الثروة السمكية والزراعة سالم السقطري، الذي لعب دورا في استئناف التمويل من قبل الأشقاء في دولة الإمارات"، وفقا للمسؤول اليمني.
وأشار إلى أن المشروع يساهم في تخزين 19.5 مليون متر مكعب من المياه، التي سيتم تنظيمها من خلال بوابات على جسم السد الرئيسي وإطلاقها إلى الأراضي الزراعية الموجودة أسفل الموقع.
ونوه إلى أن المرحلة الأولى تعتبر جزءا من المشروع وعقب انتهائها ستنطلق المرحلة الثانية، وفقا لما صرح به الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، موضحا أن سد حسان الاستراتيجي يقع على بُعد 77 كيلومترا من العاصمة عدن.
وكان المشروع قد اعتمده صندوق أبوظبي للتنمية عام 2008 إلا أن عمليات التشييد تعثرت بسبب ضعف إمكانيات الشركة المنفذة والظروف الأمنية في أبين قبل أن يتم استئنافه مؤخرا كأهم المشاريع الاستراتيجية بقطاع الزراعة في البلاد.