الإمارات في اليمن.. دعم في "السراء والضراء" للبلد الجريح
"الأشقاء يدعمون دائما في السراء والضراء"، رسالة بعثها اليمن للسواعد الإماراتية والأيادي البيضاء التي امتدت لمداواة البلد الجريح وذلك على كافة المستويات منها إنسانيا وتنمويا.
وجاءت الرسالة من قمة الحكومات العالمية في دبي وعلى لسان رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك كاشفا عن أحد أكبر المشروعات الاستراتيجية الإماراتية في البلد ويتمثل بتشييد محطة 120 ميغاواط كأكبر محطة طاقة شمسية في اليمن.
ويعد المشروع هو أول وأكبر مشروع استراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في اليمن، إذ سيعمل على تقليل كُلفة توليد الكهرباء في ساعات النهار، وكذا الاحتياج للوقود الخاص بمحطات التوليد، كما سيسهم في الحفاظ على البيئة عبر التقليل من الانبعاثات الكربونية.
غير أن الدعم الاماراتي الاقتصادي والإنساني لليمن لم يقف عند هذا الحد لكنه توج بالوديعة المالية عام 2022، وتمثلت بتقديم مليار و102 مليون و500 ألف درهم كجزء من الوديعة المالية الإماراتية المشتركة مع السعودية المقدمة لليمن والبالغة 3 مليارات دولار.
وبشكل مبكر بدأت دولة الإمارات مشروعات في اليمن لعل أبرزها تشييد سد مأرب على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1986 قبل أن يتم تكثيف هذا الدعم مؤخرا سيما خلال أعوام الحرب الحوثية إثر إدراك إماراتي عميق بأهمية الوقوف الإنساني إلى جانب اليمنيين.
مشروعات نوعية وتنموية
أكثر من 40 مشروعا مولتها دولة الإمارات في الصحة والتعليم والمياه والكهرباء والإغاثة والإيواء والطرقات وحملات التوعية والبيئة والسكان والتدريب والتأهيل وتقديم العون والمساعدة في المناسبات الدينية والاجتماعية وحالات الطوارئ وذلك في 3 محافظات يمنية فقط.
واستفاد من تلك المشاريع خلال العام الماضي أكثر من مليون و336 ألفا و582 شخصا في 3 محافظات هي تعز والحديدة ومأرب، فيما استفاد من المساعدات الغذائية المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال ذات العام في محافظة شبوة أكثر من 252 ألف مواطن يمني.
وفي مجال البنية التحتية مولت دولة الإمارات مشروعين حيويين في مجال تشييد الطرق والنقل، حيث استهدف المشروع الأول شق ورصف طريق باب المندب/ذوباب الرابط بين محافظات عدن - لحج - تعز - الحديدة بطول 27 كيلومترا.
أما المشروع الثاني وهو قيد التشييد فهو طريق برداد الواقع في مديرية صبر - الموادم في محافظة تعز ويستفيد منه ما يزيد على 16 ألف نسمة، فيما تم تنفيذ مشروع ترميم وتأهيل استراحة مدينة المخا الساحلية.
في محافظة تعز كذلك استطاعت دولة الإمارات كسر حصار إنساني فرضه الحوثيون منذ 8 أعوام وذلك بعد إغلاقهم للطرقات لتشييد دولة الإمارات طريقا خلفيا يربط المدينة بساحلها المطل على البحر الأحمر في شريان عرف باسم "طريق الكدحة".
ويعد الطريق البالغ طوله 40 كيلومترا جزءا من الدور الإنساني والمشاريع التنموية المحورية لدولة الإمارات العربية في إسناد الشعب اليمني وتخفيف معاناته.
وهو ما أكده نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح أن مشروع طريق "الكدحة" يمثل فاتحة خير وخطوة هامة للتخفيف من وطأة الحصار الغاشم الذي تفرضه المليشيات الحوثية على محافظة تعز، وتسهيل حركة المواطنين والبضائع في المناطق المحررة".
وأشاد صالح في تصريحات سابقة بالدعم الإماراتي السخي وعلى إنجاز هذا المشروع الهام والاستراتيجي لأبناء محافظة تعز والجمهورية اليمنية بشكل عام.
عدن تتصدر
في الوقت الذي تواصل دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي في كافة الاتجاهات داخل اليمن، فإن دعمها العاصمة المؤقتة للبلاد فاق كل المستويات، لتتصدر المشروعات التنموية والخدمية.
وأطلقت السلطة المحلية في العاصمة المؤقتة عدن العام الماضي المرحلة الأولى لحزمة من المشروعات التنموية لتأهيل البنية التحتية في المحافظة بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشملت المرحلة الأولى "قطاع المياه والصرف الصحي"، وتتألف من 14 مشروعا تستهدف تأهيل محطة "كابوتا" لمعالجة الصرف الصحي وتوريد مضخات غاطسة مع ملحقاتها للمياه الجوفية، ومولدات كهربائية وتأهيل مضخات الصرف الصحي في خور مكسر.
كما تضم توريد آلية حفار لأغراض الصيانة، وتشييد خط رئيسي ناقل للمياه من محطة إعادة الضخ "البرزخ" إلى خزان التوزيع "باب عدن"، وتأهيل 4 محطات رفع وضخ الصرف الصحي، وتوريد مواد صيانة وقطع غيار وتشيد خط تموين مياة لمدينة كريتر، بالإضافة إلى توريد معدات صيانة وتنظيف المجاري، وتوفير مضخات شفط مياه الأمطار والمجاري.
تلك المشروعات والوقفات الإنسانية الإماراتية وجدت صداها في نفوس اليمنيين قيادة وشعبا، حيث أكد رئيس الحكومة اليمنية أن "اليمن سقط عدة مرات ولولا سلة الأشقاء كان الوضع انتهى، مؤكدا أن الأشقاء يدعمون دائما في السراء والضراء".
وقال عبدالملك إنه التقى "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسألني عدة أسئلة وساعدني في كثير من الأمور، قلت له نحن ننزف، نصرف 600 مليون دولار على محطات قديمة، لا توجد رؤوس أموال تدخل في دعم قطاع الكهرباء، لازم يكون هناك كهرباء للمستشفيات، قال لي: لا تعودوا للوراء، فكروا بطريقة مختلفة، خلال أيام كان هناك فريق يعمل على محطة 120 ميغاواط كأكبر محطة طاقة شمسية في اليمن، استطعنا آنذاك أن نفكر بشكل متغير".
وأوضح أن "إنقاذ اليمن باستمرار الدعم ودعم المؤسسات الوطنية هو الأساس، ونعمل على الخروج من مرحلة الهشاشة إلى مرحلة الاستقرار".
أضاف: "لدينا خطة إنفاق عاجلة تسعى للإصلاح، والإمارات والسعودية قدمتا العون لنا في العديد من الأوضاع الصعبة"، مؤكدا أن "إنقاذ اليمن يتوقف على دعمه وليس فقط مجرد تحقيق السلام".