تونس تبحث عن خليفة للفخفاخ.. وتحذيرات من تخريب "تركي إخواني"
الرئيس التونسي راسل الكتل البرلمانية الممثلة في مجلس النواب حول مقترحاتها للشخصية الأقدر على ترؤس الحكومة في ظرف لا يتجاوز 10 أيام
أطلق اليوم الرئيس التونسي قيس سعيد مشاورات اختيار خليفة لرئيس الحكومة المستقيل إلياس الفخفاخ الذي قدم استقالته الأربعاء الماضي على خلفية اتهامات بالتربح غير المشروع، وسط تحذيرات من محاولات إخوانية لجر البلاد نحو الفراغ السياسي والأمني.
وراسل الرئيس التونسي الكتل البرلمانية الممثلة في مجلس النواب حول مقترحاتها للشخصية الأقدر على ترؤس الحكومة في ظرف لا يتجاوز 10 أيام
ويضم البرلمان التونسي 9 كتل برلمانية، هي كتلة النهضة (54 مقعدا)، والكتلة الديمقراطية (38 مقعدا)، وكتلة قلب تونس (26مقعدا)، وائتلاف الكرامة (19مقعدا)، والدستوري الحر (16 مقعدا)، وكتلة الإصلاح (15 مقعدا)، والكتلة الوطنية (11 مقعدا)، وكتلة المستقبل (9 مقاعد)، وتحيا تونس (11 مقعدا)، إضافة الى عدد من المستقلين.
وتنتهي مهلة سعيد لاختيار خليفة الفخفاخ يوم 26 يوليو/تموز القادم، على أن يقوم رئيس الحكومة الجديد بتشكيل حكومته في مدة لا تتجاوز الشهر قبل أن يعرضها على البرلمان لنيل الثقة.
وفي حال عجزت الحكومة القادمة نيل ثقة أغلبية النواب (109 من مجموع 217)، فإن التأويلات الدستورية تعطي لقيس سعيد إمكانية حل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية سابقة لأوانها.
وعلى مدار الأيام الأخيرة، سعت حركة النهضة لإسقاط الحكومة؛ لأنها مقترحة من الرئيس قيس سعيد الذي تجمعه بها علاقات متوترة.
وفي 10 يناير/كانون الثاني الماضي، سقطت حكومة الحبيب الجملي الإخوانية بعد عجزها عن الحصول على أغلبية برلمانية.
عبث إخواني
وفي المقابل، تصر كتلة حركة النهضة (54 مقعدا) على تنظيم جلسة عامة لسحب الثقة من الفخفاخ الشيء الذي اعتبره العديد من المتابعين "عبثًا إخوانيا"؛ لأن الفخفاخ قدم استقالته ومن غير المنطقي سحب الثقة منه.
وعلق زهير المغزاوي النائب عن حركة الشعب القومية (18 مقعدًا) على دعوة حركة النهضة سحب الثقة من الفخفاخ بأنها "بدون جدوى" ولا غاية منها سوى إرباك الوضع السياسي في تونس.
واتهم المغزاوي، في تصريحات إعلامية، حركة النهضة بالعمل على تأزيم المشهد السياسي في تونس ،وأن دور المجلس هو خدمة الأجندات المشبوهة وليس خدمة البلاد التونسية.
ويرى متابعون بأن إخوان تونس يبحثون عن سحب مبادرة اختيار رئيس الحكومة الجديد من قيس سعيد وإبقائها في البرلمان ليتحكم فيها التحالف الثلاثي بين حزب قلب تونس وائتلاف الكرامة وحركة النهضة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" أنه من بين الأسماء المرشحة لخلافة الفخفاخ وزير المالية سنة 2014 حكيم بن حمودة (توجهات اشتراكية)، ولبنى الجريبي (مستشارة الفخفاخ حاليا)، والفاضل عبد الكافي (وزير في حكومة يوسف الشاهد 2016).
مؤامرات إخوانية وتلويح بالعنف
الباحثة في العلوم السياسية، نرجس بن قمرة، قالت إن العقل المدبر للإخوان، راشد الغنوشي، يعمل على إسقاط أي مقترح يقدمه قيس سعيد وذلك في إطار الحرب الباردة بينهما.
وأكدت بن قمرة، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن حركة النهضة تريد أن تطلق مسارا بديلا عن مسار الرئيس التونسي (المنتخب من قبل ثلاثة ملايين تونسي) يمهد إلى الاحتراب الداخلي والانقسام الاجتماعي على غرار ما يحدث في ليبيا.
وحذرت من الدور التركي التدميري في تونس، ومن الأيادي الإخوانية الإجرامية التي تبحث عن زعزعة الاستقرار العام بالبلاد.
وكان سعيد قد لوح في كلمة له مطلع الأسبوع بالدور التخريبي للإخوان وبوسائلهم التي تقوم على الابتزاز ، والمساومات والعمل في الغرف المغلقة.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMTg3IA== جزيرة ام اند امز