قارة أفريقيا توجد بها احتياطيات مهولة من المعادن النفيسة والنادرة بعضها مهم جدا للصناعة
لقد أصبحت قارة أفريقيا محل أنظار الدول العظمى وغير العظمى، خاصة في الآونة الأخيرة التي برز فيها اهتمام الصين وروسيا بالقارة السمراء، وأيضا هناك رغبة أمريكية قوية للدخول في هذه القارة بشكل أكبر، بل إن هناك دولا غير عظمى مثل تركيا وإيران ترغب هي الأخرى في أن تضع لها قدما بشكل دائم في أفريقيا.
لكن الصين حاليا دخلت بقوة في قارة أفريقيا وقامت بضخ أكثر من ٩٠ مليار دولار على شكل قروض لدول أفريقيا وأيضا استثمارات، ما جعلها تسيطر على الأسواق عقب رواج بضائعها في دول هذه القارة والتي تتناسب مداخيل أفرادها مع أسعار البضائع الصينية الزهيدة، لذلك وجدت بكين ضالتها في كسب أهم سوق لها بحجم قارة أفريقيا.
روسيا من جهتها قامت مؤخرا بالتركيز أكثر في قارة أفريقيا وقام الرئيس بوتين مؤخرا بعقد قمة جمع فيها كل دول القارة في موسكو تمهيدا لفتح قواعد عسكرية في عدة دول أفريقية وللترويج للأسلحة والبضائع الروسية بشكل أوسع في القارة الكبيرة.
لذلك كل ما نشاهده الآن من حروب وأعمال إرهابية تقع باستمرار في عدة دول في قارة أفريقيا وأيضا انقلابات عسكرية متوقعة، كل ذلك بسبب هذه الثروات المكتشفة وأطماع الدول العظمى فيها ومتوقع أن تستمر.
صحيح أن هناك نفوذا فرنسيا كبيرا في أفريقيا عبر عدة قواعد عسكرية فرنسية حتى الآن، لكن هذا النفوذ انخفض مع قدوم الصين وروسيا، وفي الوقت نفسه هناك نفوذ إيراني في عدة دول أفريقية، صحيح ليس مثل نفوذها بالعراق وسوريا ولبنان، لكن إيران استغلت فترة تساهل الإدارة الأمريكية السابقة لتقوم مستغلة رجال أعمال لبنانيين يمتلكون شركات في عدة دول أفريقيا بالتغلغل فيها.
حاليا، دخلت تركيا أيضا على الخط وذلك بإقامة قاعدة عسكرية لها في ليبيا وأيضا تريد في دول أخرى مثل الصومال والسودان كل ذلك كي يكون لها موضع قدم تستطيع من خلاله ترويج بضائعها وصناعتها وأيضا إعطاء دعم لوجستي للتنظيمات الإخوانية الإرهابية في هذه القارة.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهناك أصوات كثيرة في الكونجرس الأمريكي تطالب بزيادة الاستثمار ووضع قدم في كبرى دول القارة الأفريقية كي لا تكون تحت سيطرة الصين وروسيا.
السؤال هنا لماذا التركيز الآن على أفريقيا؟
أولا: قارة أفريقيا توجد بها احتياطيات مهولة من المعادن النفيسة والنادرة بعضها مهم جدا للصناعات الحديثة.
ثانيا: الاكتشافات الأخيرة من نفط وغاز في عدة دول أفريقية فتحت عيون الدول العظمى وغير العظمى لوضع قدم لها مبكرا.
ثالثا: كسب السوق الأفريقي لترويج البضائع والسلاح من قبل هذه الدول العظمى لذلك نجد كل هذه المنافسة.
لذلك كل ما نشاهده الآن من حروب وأعمال إرهابية تقع باستمرار في عدة دول في قارة أفريقيا وأيضا انقلابات عسكرية متوقعة، كل ذلك بسبب هذه الثروات المكتشفة وأطماع الدول العظمى فيها ومتوقع أن تستمر..
أفريقيا منجم الثروات بالعالم
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة