5 نشاطات فريدة للعمل المناخي.. COP28 يبدأ مهمة إنقاذ الأرض
يوم عالمي استثنائي بكل المقاييس، حسب المراقبين، تشهده مدينة إكسبو دبي مع انطلاق فعاليات النسخة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، اليوم الخميس.
وتستمر فعاليات أكبر حدث مناخي على مستوى العالم تستضيفه الإمارات حتى 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل بحضور قياسي وغير مسبوق في المنطقتين الزرقاء والخضراء تصل إلى 500 ألف مشارك بواقع أكثر من 97 ألف مشارك في المنطقة الزرقاء و400 ألف في المنطقة الخضراء.
يحضر الحدث المناخي الأهم أكثر من 180 من رؤساء دول وحكومات من حول العالم للتفاوض والعمل بشأن الحصيلة العالمية الأولى للتقدم في أهداف اتفاق باريس، الذي تم التوصل إليه في مؤتمر COP21.
وتسعى رئاسة COP28 حسب بياناتها ونشاطاتها التي سبقت المؤتمر إلى تحقيق نتائج تفاوضية طموحة من خلال جدول أعمال عملي لتحويل التعهدات والوعود إلى تقدم ملموس في التصدي لأزمة المناخ عبر تقديم استجابة شاملة وحاسمة للحصيلة تسهم في إعادة العالم إلى المسار الصحيح للعمل المناخي.
وما يكسب COP28 طابعا استثنائيا للحدث المناخي الأهم هو أربعة نشاطات فريدة تشهدها هذه الدورة من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وهي على النحو التالي:
يوم الصحة
ضمن البرنامج المخصص للمواضيع ذات الصلة الوثيقة بالعمل المناخي يخصِّص COP28، ولأول مرة في مؤتمرات الأطراف، يوماً للصحة يشهد أنشطة عدة، على رأسها عقد مؤتمر وزاري للصحة والمناخ.
وأشادت منظمة الصحة العالمية بهذا النشاط الذي سيناقش العديد من القضايا الهامة المتعلقة بتغير المناخ، خاصة بعد ما شهده العالم من خسائر فادحة جراء الكوارث الطبيعية التي حدثت هذا العام مثل الفيضانات والسيول والأعاصير.
وخلال هذه الفعالية من المتوقع مناقشة تفاصيل صندوق الخسائر والأضرار، خاصة الخسائر الصحية الناجمة عن تغيرات المناخ، والتي تشكل دافعاً للمناقشات في اتجاه إقرار الصندوق.
وتسعى الفعالية أيضا، بحسب المسؤولين في المنظمة الدولية، إلى بحث ومعالجة تنامي المخاوف من حدوث جوائح عالمية جديدة يكون تغير المناخ سببا في حدوثها أو مساعدا على انتشارها، مع تسارع تداعيات التغير المناخي وظهورها في صورة حادة من الفيضانات، وموجات الحر القياسية، وارتفاع منسوب الشح المائي والجفاف، وارتفاع مياه سطح البحر في المدن الساحلية، بما قد يؤدي إلى كوارث تؤثر على صحة الإنسان وبيئته.
يوم التجارة والتمويل
يعقد يوم التجارة لأول مرة خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 وذلك في الرابع من ديسمبر/كانون الأول المقبل. وتأتي هذه الخطوة تأكيداً على الدور الحيوي للتجارة العالمية في الحوار المتعلق بالتصدي لتحديات التغير المناخي وتحقيق الأهداف العالمية للاستدامة، والعمل الجماعي اللازم لوضع الحلول المتعلقة بسلاسل التوريد العالمية.
ويقام “يوم التجارة” تحت إشراف لجنة متخصصة يرأسها الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ورئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، والأمانة العامة لمنظمة التجارة العالمية وتعمل اللجنة بالتعاون مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”، وغرف التجارة الدولية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي.
ويشهد "يوم التجارة" العديد من الفعاليات حول مواضيع مهمة تتعلق بدور التجارة في العمل المناخي والاستدامة وذلك ضمن ست جلسات حوارية تقام على مدار يوم الرابع من ديسمبر/كانون الأول خلال المؤتمر.
ويأتي هذا الحدث قبيل انعقاد المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي في فبراير/شباط المقبل، والذي سيناقش النظام التجاري متعدد الأطراف ويعمل على وضع مخطط العمل المستقبلي للمنظمة.
وخلال الحدث سيعمل المشاركون من الحكومات وقطاع الأعمال والمنظمات الدولية على استكشاف أفضل السبل للاستفادة من السياسات التجارية في إزالة الكربون من سلاسل التوريد العالمية، والنظر في طرق تحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر على الاستثمار في مستقبل خالٍ من الكربون
بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية بناء المهارات الخضراء، ومناقشة كيفية تأمين سلاسل القيمة المتعلقة بانتقال الطاقة، والبحث في كيفية دمج الممارسات المسؤولة بيئياً في تمويل التجارة، وضمان قدرة جميع الدول على الوصول إلى التقنيات المتقدمة والابتكار للانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة.
جناح الأديان
للمرة الأولى في مؤتمرات المناخ تشهد الدورة الثامنة والعشرين التي تستضيفها دولة الإمارات جناح الأديان في مؤتمر الأطراف COP28، والذي يمثِّل فرصةً مهمةً لتعزيز دور الرموز والقيادات الدينية واتباع كافة الشرائع في مواجهة التغيرات المناخية، ومنصة للانطلاق بمبادرات وأفكار هذه القيادات لدعم دور كافة دول وشعوب العالم في مواجهة التغيرات المناخية.
ويقول الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، إن "الجناح منصة للجميع، وسيكون نافذة لكل ذي رأي من القيادات الدينة البارزة حول العالم، لأن قضية المناخ، والكوكب هي قضية الجميع وستؤثر بلا شك على الجميع"
وأكد الوزير أن إقامة جناح الأديان للمرة الأولى في مؤتمر COP28 يؤكِّد نهج دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في إشراك كافة أطياف المجتمعات وفئاته والشعوب لإيجاد حلول عملية لقضية التغيرات المناخية، بالإضافة إلى إيمانهم بأهمية تفعيل قدرات وتأثير القيادات الدينية في مواجهة التَّحديات العالميَّة، وفي مقدمتها التأثيرات السلبيَّة للتغيرات المناخية.
وتشارك وزارة التسامح والتعايش في الإمارات بما تتمتع به من خبرات وما تمتلكه من قدرات على التواصل مع كافة القيادات الدينية، وبما لديها من خطط وبرامج، في في أنشطة وفعاليات جناح الأديان في COP28 بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين ورئاسة COP28.
وتدعم دولة الإمارات جهود الحوار بين الأديان يأتي ضمن أولويات الوزارة الهادفة لنشر قيم التسامح والتعايش والسلام والأخوة الإنسانية.
يوم الشعوب الأصلية
هو جناح جديد تشهده لأول مرة مؤتمرات المناخ ويخصص لتلك الشعوب الأصلية التي تمثل 5 في المائة من سكان العالم في حين تحمي 80% من تنوعه البيولوجي، وتأتي أهمية هذه الفعالية للتعامل بجدية مع ما أعلنه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، من أن الأنشطة البيئة أخلّت بحوالي 75 في المائة من سطح الأرض ووضعت حوالي مليون نوع من الحيوانات والنباتات على القائمة المهددة بالانقراض.
ويؤكد خبراء المناخ أنه لا أحد يعرف عن أفضل السبل لحماية الطبيعة أكثر من الشعوب الأصلية في العالم.
وتقول الناشطة المناخية إيلوي تيرينا "تعلمنا الثقافة الأصلية احترام الأنهار والبحيرات والنباتات والحيوانات والكائنات الروحية التي تعيش في هذه الأماكن، لا يمكن حل أزمة المناخ دون إشراك الشعوب الأصلية ودون حماية أراضيها".
أكبر مشاركة لرؤساء البلديات
من المتوقع أن يستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) أكثر من 70 ألف مندوب، بما في ذلك رؤساء الدول وقادة العالم، لبناء توافق في الآراء وتسهيل التقدم في العمل المناخي بين الأحزاب والمندوبين وآلاف المنظمات غير الحكومية، الشركات ومجموعات الشباب وأصحاب المصلحة الآخرين، ليشارك الجميع في يمثل أعلى عملية صنع القرار في العالم بشأن قضايا المناخ.
ويعكس المؤتمر نشاط دولة الإمارات واسع النطاق لتعزيز مشاركة مختلف شرائح المجتمع في دعم العمل المناخي بما يسهم في تحقيق تقدم ملموس وفعال ودائم.. واستناداً إلى مبدأ احتواء الجميع وضمان سماع أفكارهم وآرائهم الذي يمثل أحد الركائز الأساسية لجدول أعمال COP28 أجرى فريق رئاسة المؤتمر جولة استماع وتواصل عالمية لفهم وتقريب وجهات نظر جميع الأطراف ضمن جهود "دبلوماسية المناخ".
وتحتضن المنطقتان الزرقاء والخضراء فعاليات هذا البرنامج المتخصص، حيث تدير "الأمانة العامة لاتفاقيّة الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" موقع "المنطقة الزرقاء" في موقع المؤتمر، والتي يُسمح بدخولها للمندوبين المعتمدين والمراقبين، فيما ترحب "المنطقة الخضراء" بمندوبي المنطقة الزرقاء وضيوفها وممثلي القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات غير الحكومية وعامة الجمهور.