نيويورك تايمز: «COP28» دورة فارقة في تاريخ مؤتمرات المناخ
تحدث تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» عن الأهمية التاريخية لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28 المرتقب عقده هذا الشهر في دبي.
وقال التقرير إن هناك حقيقتين تلوحان في الأفق بشأن محادثات المناخ التي تجريها الأمم المتحدة والتي تبدأ في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، الأولى هي أن الكوكب يتجه نحو كارثة مناخية، والثانية تتمثل في تباطؤ تحرك الحكومات لتجنب الأزمة.
وسيجتمع دبلوماسيون من نحو 200 دولة والعديد من رؤساء الدول والحكومات لمحاولة صياغة خطة لتسريع التحول العالمي بعيدًا عن الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى تسخين الأرض بشكل خطير.
وفي قمة العام الماضي في شرم الشيخ بمصر (COP27)، اتفقت الدول على إنشاء صندوق لمساعدة البلدان الفقيرة والضعيفة على مواجهة الكوارث المناخية التي تفاقمت بسبب الغازات الدفيئة التي تضخها الدول الصناعية في الغلاف الجوي. لكنها لم تحرز تقدمًا يذكر فيما يتعلق بخفض تلك الانبعاثات.
- الإيكونوميست: أدنوك تقود تجربة ريادية لإزالة الكربون بتكنولوجيا جديدة
- لأول مرة بمؤتمرات المناخ.. الإمارات تخصص يوما للإغاثة والسلام بـCOP28
وهذا العام، تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة محادثات المناخ وسط طموحات كبيرة لتحفيز العمل المناخي الدولي والتوصل لتعهدات واتفاقات حاسمة بشأن مختلف التحديات المناخية لإنقاذ الكوكب والبشرية.
وقد تحدث التقرير عن مؤتمر الأطراف COP28 المرتقب بشكل أكثر تفصيلًا:
ما هو COP28؟
يرمز COP إلى مؤتمر الأطراف؛ حيث تشير كلمة "الأطراف" إلى الدول الـ197 التي وافقت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في عام 1992.
ومن خلال التوقيع على تلك الاتفاقية، تعهدت الدول بمعالجة "التدخل البشري الخطير في النظام المناخي" وتثبيت مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
وتجتمع هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة مع تلك الحكومات مرة واحدة سنويًا لمناقشة كيفية التصدي بشكل مشترك لتغير المناخ. وهذه ستكون المرة الثامنة والعشرون التي تجتمع فيها الدول بموجب الاتفاقية.
ويستمر المؤتمر رسميًا في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، في دبي.
وتعقد الاجتماعات في مدينة إكسبو دبي، وسيكون هناك موقعان رئيسيان للحدث: المنطقة الزرقاء والمنطقة الخضراء.
المنطقة الزرقاء هي المكان الذي تجري فيه المفاوضات الرسمية؛ حيث سيتحدث زعماء العالم. أما الوصول إلى المنطقة الخضراء فهو الأسهل وهي مكان للمعارض والفعاليات الجانبية التي ينظمها الشباب ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميون ومجموعات الأعمال وغيرهم.
ما هو هدف مؤتمر الأطراف COP28؟
ثمة 3 نتائج هامة من هذه القمة:
الأولى؛ تتمثل في ما يسمى بالتقييم العالمي، وهو أول تقييم رسمي حول ما إذا كانت الدول تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف الذي حددته في اتفاق باريس عام 2015 للحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وهذه هي العتبة التي يقول العلماء إن تجاوزها سيجعل من الصعب على البشر التعامل مع العواصف الشديدة والجفاف والحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر وذلك مع استمرار ارتفاع حرارة الكوكب.
فقد ارتفعت درجة حرارة الكوكب بالفعل بمقدار 1.2 درجة مئوية، والانبعاثات تزيد باطراد. ويأمل الناشطون أن تضع المراجعة الأساس للإجراءات الطموحة التي يجب على البلدان اتخاذها للمضي قدمًا.
الثانية؛ تكمن في التوقعات بأن تضع الدول اللمسات الأخيرة على ما يسمى صندوق "الخسائر والأضرار" الذي اتفقت على إنشائه العام الماضي.
وتشمل القضايا الرئيسية التي يتعين الاتفاق بشأنها: من سيدفع للصندوق ومن سيكون له حق الوصول إلى الأموال.
الثالثة، تأمل التوصل لاتفاق سياسي يمكن أن ينبثق عن القمة. ومن المرجح أن تتفق الدول على التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
رئاسة مؤتمر الأطراف COP28
تتناوب الأمم المتحدة على مكان انعقاد مؤتمر الأطراف كل عام عبر مناطقها (أفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا الشرقية، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأوروبا الغربية).
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة عرضًا لاستضافة المؤتمر، ودعمته الدول الأخرى في مجموعة آسيا والمحيط الهادئ.
وبعد ذلك قررت دولة الإمارات تكليف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي رئيسًا معيَّنًا للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.
من سيكون في COP28؟
من المتوقع أن يحضر هذا الحدث أكثر من 36 ألف مندوب، بمن فيهم المفاوضون والمراقبون ووسائل الإعلام، وفقًا لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة. وقالت رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 إنها تتوقع حضور نحو 70 ألف شخص للفعاليات.
وقال المئات من زعماء العالم إنهم سيكونون هناك، بمن فيهم الملك تشارلز الثالث والبابا فرانسيس.
ماذا حدث في مؤتمرات الأطراف السابقة؟
انعقد مؤتمر الأطراف الأول في برلين عام 1995 بعد أن صدقت مجموعة كبيرة من الدول على اتفاقية المناخ. وكان ذلك بمثابة علامة فارقة ومهدت الطريق بعد عامين لبروتوكول كيوتو، الذي كان في ذلك الوقت بمثابة اتفاق عالمي تاريخي بشأن المناخ.
لكن بروتوكول كيوتو يطلب من الدول الصناعية الغنية فقط الحد من الانبعاثات، في حين كان على الدول النامية -بما في ذلك الاقتصادات الناشئة الكبرى مثل الصين والهند والبرازيل- أن تخفض الانبعاثات طوعًا.
وقد عارضها مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع، وكذلك فعل الرئيس جورج دبليو بوش، الأمر الذي أدى إلى بدء ما يقرب من عقدين من الزمن من الجدل حول الدول التي تتحمل القدر الأعظم من المسؤولية عن معالجة تغير المناخ. وفي عام 2014، كسرت الولايات المتحدة والصين الطريق المسدود من خلال الاتفاق على اتخاذ خطوات لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري. وقد ساعد ذلك في دفع نحو 200 دولة بعد عام واحد إلى التوقيع على اتفاق باريس الرائد للمناخ. فللمرة الأولى، اتفقت البلدان الغنية والفقيرة على العمل، وإن كان بوتيرة مختلفة، لمعالجة تغير المناخ.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من اتفاق باريس في عهد الرئيس دونالد ترامب لكنها انضمت إليه مرة أخرى في عهد الرئيس جو بايدن.
ورغم أن الزعماء قدموا وعوداً كبيرة في باريس، إلا أن البلدان لم تتخذ الإجراءات الكافية لدرء أسوأ الآثار المترتبة على تغير المناخ. ويتفق العلماء والناشطون والعديد من زعماء العالم على أن هناك حاجة إلى المزيد من الطموح -وربما حتى التعهد هذا العام بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري- حتى مع بدء البلدان في تنفيذ خططها لخفض الانبعاثات.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg
جزيرة ام اند امز