خبراء يتحدثون لـ«العين الإخبارية» عن مستقبل المناخ بعد إنجازات COP28
وصف خبراء استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، الاتفاق الذي تم التوصل له في ختام (COP28) اليوم الأربعاء، بأنه "اتفاق تاريخي".
وأكد الخبراء على ما ذكره الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف COP28 من أن "النجاح الحقيقي سيكون في التنفيذ".
ويقول مجدي علام، الأمين العام لاتحاد خبراء البيئة العرب: "كان تصريحا موفقا من الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، فالاتفاق الذي تم التوصل له مهم بلا شك، ولكن الأهم، أن نرى انعكاس لذلك على أرض الواقع".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه في حال تم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مخرجات القمة، فإن العالم يكون قد وضع "بداية النهاية" لعصر الوقود الأحفوري، وستكون الأيام المقبلة اختبارا حقيقيا لرغبة الحكومات والشركات في تحويل هذه المخرجات إلى واقع فعلي على الأرض.
واتفق المشاركون في ختام المؤتمر على تنفيذ "التحول عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة لتحقيق هدف صفر انبعاثات بحلول عام 2050 بما يتماشى مع العلم"، كما يدعو أيضا إلى زيادة قدرة الطاقة المتجددة على مستوى العالم إلى 3 أمثال بحلول عام 2030، وتسريع الجهود المبذولة للحد من استهلاك الفحم، وتسريع استخدام تقنيات مثل احتجاز الكربون وتخزينه التي يمكن أن تحول قطاعات يصعب إزالة الكربون منها لتصبح نظيفة.
وأثني رالف بول كوني، الأستاذ بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا، على الصياغة الواضحة لمخرجات القمة، مشددا هو الآخر على ما ذكره علام، من أن العالم سيدخل بعد القمة مباشرة في "اختبار التطبيق"، فالأهم من القول، هو التنفيذ بإجراءات فعلية وملموسة تحقق الهدف الذي يسعى له العالم.
ويسعى العالم إلى تحقيق هدف اتفاقية باريس بمنع الحرارة العالمية من تجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، إذ يعتبر هذا الحد الأعلى لتجنب أسوأ التداعيات المحتملة لتغير المناخ.
ويوضح كوني في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تنفيذ مخرجات القمة في إجراءات عملية يجب أن يظهر عن طريق تنفيذ مجموعة من الإجراءات، مثل:
-تنفيذ الممارسات والتقنيات الموفرة للطاقة في الصناعات والنقل والمباني والأجهزة، وبالتالي تقليل الانبعاثات.
-تشجيع استخدام وسائل النقل العام، وركوب الدراجات، والمشي، والمركبات الكهربائية يمكن أن يقلل بشكل كبير من الانبعاثات الصادرة عن قطاع النقل.
-إعادة التشجير والحفاظ على الغابات، حيث تمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون، بما يمكن أن يساعد في تخفيف الانبعاثات.
-التوسع في تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، حيث تلتقط هذه التقنيات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الصناعات وتخزنها تحت الأرض لمنعها من دخول الغلاف الجوي.
-تنفيذ سياسات مثل تسعير الكربون، وأنظمة تحديد سقف للانبعاثات ومقايضتها، ولوائح تنظيمية لتحفيز الشركات والأفراد على تقليل بصمتهم الكربونية.
- التخفيض التدريجي لاستخدام الفحم والنفط والغاز الطبيعي لصالح البدائل الأنظف.
- الاستثمار في البحث وتطوير التقنيات الجديدة، مثل البطاريات المتقدمة، والوقود المحايد للكربون، والممارسات الزراعية المستدامة.
-رفع مستوى الوعي وتثقيف الناس حول تأثير خياراتهم على البيئة، بما يمكن أن يشجع الأفراد على تبني سلوكيات أكثر صداقة للبيئة.
ومن جانبها، اهتمت رولا خضرا، الباحثة بالمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة لمنطقة البحر المتوسط في إيطاليا، بصندوق الخسائر والأضرار، وقالت إن التوصل لاتفاق بشأن الصندوق كان اختراقا مهما ومتوقعا، لما بذلته دولة الإمارات من جهد استباقي قبل عقد القمة.
وتوصلت الأطراف إلى اتفاق تاريخي بشأن تفعيل الصندوق وترتيبات التمويل، وهي المرة الأولى التي يتم فيها اعتماد قرار موضوعي في اليوم الأول من المؤتمر، وبدأت الالتزامات للصندوق تتوالى بعد لحظات من صدور القرار، وبلغ مجموعها حتى الآن أكثر من 700 مليون دولار.
وتضيف خضرا: "الأهم هو كيف سيتم توجيه أموال الصندوق، وما هي الخسائر والأضرار الأولى بالتعويض، وما مدى تحمل الدول المسئولة عن الانبعاثات مسئولية المساهمة في تمويل هذا الصندوق".