مديرة بالصحة العالمية لـ«العين الإخبارية»: المشاركة في COP28 لأول مرة تؤكد تأثر القطاع بالمناخ
تتأثر جميع القطاعات بالتغيرات المناخية، وعلى رأسها القطاع الصحي، الذي لا يُطلق سوى 5% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكنه واحد من أكثر القطاعات تأثرا، خاصة مع تواتر الظواهر الطقسية المتطرفة، مثل الفيضانات والأعاصير والجفاف وما يخلف تلك الظواهر.
وفي هذا الصدد، تحدثت "العين الإخبارية" إلى الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج في منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
إليكم نص الحوار..
كيف يؤثر التغير المناخي على قطاع الصحة؟
يؤثر التغير المناخي على قطاع الصحة من عدة جهات؛ إذ تؤدي الزيادة في درجات الحرارة إلى ظواهر متطرفة، وقد تحدث فيضانات وجفاف، هذا يؤثر بصورة مباشرة على الصحة والأمراض، على سبيل المثال هناك الأمراض المتطفلة المنتقلة عن طريق البعوض، ترتبط هذه الأمراض بشكل مباشر بالتغيرات المناخية، كذلك الأمراض التي لها علاقة بالمياه مثل الأمراض الإسهالية.
من جانب آخر، يؤثر التغير المناخي على الزراعة والأمن الغذائي، وبالتالي تغذية الإنسان، إضافة إلى أنّ هناك بعض الأحداث المناخية قد تؤدي إلى هجرة عدد كبير من السكان، ليعيشوا في ظروف غير صحية.
ما الفئات الأكثر تضررًا بسبب عواقب التغيرات المناخية؟
عادةً ما يكون الأطفال الأكثر تضررا لطبيعة أجسامهم الصغيرة، كما يتضرر كبار السن، ويتعرضون للجفاف بسرعة أكبر. صراحةً، يتأثر الجميع، لكن هناك فئات معينة أكثر تضررًا. لكن في هذا المؤتمر (COP28) تم التركيز على أنّ الدول النامية ومحدودة الدخل تتأثر أكثر من غيرها، على الرغم من أنها هي أقل الدول التي تسهم في زيادة انبعاثات الكربون.
إنها المرة الأولى التي يُوضع فيها يوم للصحة على أجندة COP.. فما تعليقك؟
هذا أول مؤتمر للأطراف يكون فيه يوم خاص بالصحة، والذي كان في يوم 3 ديسمبر/كانون الأول، وهذا مهم جدًا كرمز للاهتمام بالصحة.
قطاع الصحة يحتاج إلى تضمينه ضمن خطط التخفيف والتكيف.. فكيف تشرحين ذلك؟
يسهم القطاع الصحي بنحو 5% من انبعاثات الكربون العالمية، ونحن كقطاع صحي نعمل على تعزيز الأنظمة الصحية وكذلك أنظمة الترصد حتى يمكننا رصد الأوبئة والأمراض بشكل سريع ونظم الاستجابة لها، إضافة إلى أننا نعمل على تخضير القطاع الصحي، عبر تعزيز استخدام الطاقة النظيفة، لكي تكون لدينا مشاف تعمل بالطاقة الشمسية، وكيفية إعادة تدوير المخلفات الصحية، ما يؤدي إلى خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن القطاع الصحي، والذي يُسهم بنسبة 5% من انبعاثات الكربون العالمية، لكن من الضروري أن تُسهم القطاعات الأخرى في تخفيف انبعاثاتها الكربونية، حتى تقل انبعاثات الكربون بشكل عام.
يستطيع القطاع الصحي التخفيف عبر تخضير المشافي، وهناك مشاف كثيرة في وطننا العربي. على سبيل المثال، العام الماضي، عندما عرضت شرم الشيخ نموذج مستشفى شرم الشيخ الدولي، وهي من أوائل المشافي التي تأخذ منحنى أخضر، وهناك العديد من المبادرات أيضًا لكنها خفيفة، وينبغي تفعيلها على نطاق أكبر.
ولدينا في المنطقة العربية استراتيجية صحية لكل الدول الأعضاء في منطقة شرق المتوسط، انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي خطة عمل لتخفيف التأثيرات المناخية والبيئية على الصحة بشكل عام.
ما تعليقكِ على تمويل 777 مليون دولار لصالح قطاع الصحة في يوم 3 ديسمبر؟
لا يكفي تمويل 777 مليون دولار، لكنه بداية جيدة.
ما رسالتكِ لقادة العالم في COP 28؟
رسالتي هي أنه يجب اتخاذ إجراءات الآن، نحن بالفعل متأخرين، لكن يجب في الوقت الحالي أن نقوم بكل شيء يمكننا فعله لتخفيف خطورة التغير المناخي على الصحة والعالم.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز