"بيت القبطية".. رواية جديدة للكاتب المصري أشرف العشماوي
"بيت القبطية" تعد الرواية الثامنة للكاتب المصري أشرف العشماوي وبها تساؤلات حول التعايش السلمي في سياق سردي يدور بإحدى قرى صعيد مصر
يصنع الكاتب والروائي المصري أشرف العشماوي مسرحا أدبيا جديدا في روايته "بيت القبطية"، يختبر فيه مشاعر المحبة والتعايش السلمي في مقابل الاستسلام للكراهية والتفتيش عن أسباب لها، وذلك عبر قصة نادر بك فايز وكيل النيابة الذي يتم انتدابه إلى قرية "الطايعة" بصعيد مصر، والتي يمُر فيها بعواصف من الفتن الطائفية التي يسعى عبر تطبيق القانون إلى درء مفاسدها.
وتعد "بيت القبطية" هي الرواية الثامنة للعشماوي، وتمت مناقشتها خلال صالون الدار المصرية اللبنانية ناشرة الرواية، الأحد، في مكتبة القاهرة الكبرى، بحضور عدد من النقاد والجمهور.
ويصنع الكاتب خطا موصولا بين بطله نادر فايز وأدب الراحل توفيق الحكيم، وذلك عبر مشهد عثور البطل على كتب لتوفيق الحكيم في مكتبه الجديد باستراحة القرية التي انتدب إليها، يتصفح "يوميات نائب في الأرياف"، ويستدعي مرور الحكيم وخدمته في سلك القضاء لفترة مفصلية في حياته نتج عنها تلك الرواية الدامغة في تاريخ الأدب الحديث، وهو تماس مهّد به العشماوي لذائقة نادر فايز الأدبية التي عززت من حضوره الإنساني في مكان خدمته كوكيل للنيابة.
ولا يكاد البطل يلتقط أنفاسه حتى يجد نفسه مُحاصرًا بالروايات المُختلقة حول اللعنات، والأرواح الشريرة التي تتطاير بين أهل القرية، وجريمة قتل تتفرق دمها بين الأهالي.
وتظهر بطلة الرواية الفتاة القبطية "هدى" في سياق سردي طويل ومرهق من الهروب، حيث تفر بين الغيطان، وعبر عربات القطارات، وتحل للقرية التي تولى بها وكيل النيابة الجديد مهمته، تُخبئ ماضيها وتبدأ حياة جديدة مدفوعة بنسيان ماضيها المؤلم، تستقر حياتها ويصبح يشار لبيتها الجديد بـ"بيت القبطية".
وصار دارجا على لسان أهل القرية الإشارة إلى "بيت القبطية" كمحطة للخير، خاصة مع ارتباط البيت بسمعة صاحبته الودودة والخجولة.
ولم تتمتع هدى بالسلام الذي نشدته طويلًا، بعد أن أصبح بيتها طرفا في ضغائن وفتن وحرائق لم يعد من الممكن السيطرة عليها في القرية، مُبتلعة معها رسائل المحبة والتعايش الطيب التي كانت هدى رمزًا له، في سياق يرصده نادر بك فايز بسلطته في تطبيق العدالة، وتفهم روح القانون، ونظرته الإنسانية التي يُودع بها في النهاية قرية الطايعة، وصولًا لمحطة جديدة.