هذه الشعاب المرجانية ربما تستطيع مواجهة المناخ.. بارقة أمل
يحذر العلماء من انقراض الشعاب المرجانية نتيجة الاحترار، لكن ظهرت دراسة تقول إن بعض الشعاب يمكنها الصمود.
تجذب الشعاب المرجانية أعين البشر بألوانها الزاهية وأشكالها الخلابة، وكثيرا ما تطرح الدراسات الخطر الذي يحوم حولها؛ بسبب التغيرات المناخية وبعض الأنشطة البشرية، ما يهدد بقاءها على سطح الأرض، لكن ظهرت دراسة تقول إنّ هناك بعض الأنواع قد يكون حظها أفضل وتستمر في الحياة على سطح الأرض، بل وتُهيمن، وتصبح هي النوع الموجود من الشعاب المرجانية. ويرجع ذلك إلى قدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، دونًا عن الأنواع الأخرى.
- علماء يتمكنون من سماع "أصوات" الشعاب المرجانية.. كيف؟
- "أغاني تحت الماء".. مهرجان موسيقي لحماية الشعاب المرجانية
تكافل
تعيش الشعاب المرجانية في علاقة تكافلية مع الطحالب، وهذه العلاقة تعني أنّ نوعين يعيشان معًا، ويستفيد واحد على الأقل من وجوده مع الطرف الآخر، وفي علاقة الشعاب المرجانية مع الطحالب، اتضح أنّ هناك نوعًا من الشعاب المرجانية والتي سيستطيع الاستمرار على الأرض مع الاحترار العالمي، بل من المتوقع أنها ستُسيطر وتهيمن على النظم البيئية وتحل محل الشعاب المرجانية في المستقبل، وهذا يرجع إلى وجودها في علاقة تكافلية مع طحلب يُسمى (Durusdinium glynnii)؛ فقد اتضح أنّ هوية المتكافل تؤثر على قدرة الشعاب المرجانية على التعامل مع التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة والضوء، نشر الباحثون ما توصلوا إليه في دراسة منشورة في دورية «بروسيدينجز أوف ذا رويال سوسايتي ب» (Proceedings of the Royal Society B) في 19 يوليو/تموز 2023.
طحالب مفيدة
عادةّ ما تضم أنسجة الشعاب المرجانية طحالب ضوئية، تُسمى «دينوفلاجيلات» (Dinoflagellates)، تختلف في قدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، فعندما يصبح المحيط دافئاً تموت العديد من الأنواع التي تعيش في علاقات تكافلية، مثل الشعاب المرجانية، لكن ما إذا كان الكائن المتكافل يستطيع تحمل درجات الحرارة؟
بالطبع ستختلف النتيجة، وتستطيع العوائل التعامل مع التقلبات الحرارية بدعم من الكائن المتكافل. وهذا ما لاحظه الباحثون، وراحوا يعملون عليه، بعد ظاهرة النينو التي حصلت في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، عندما ارتفعت حرارة المحيط بين 2 إلى 4 درجات، وقتها صمدت الشعاب المرجانية المستضيفة لطحلب (Durusdinium glynnii)، بينما ماتت الشعاب المستضيفة لطحلب (Cladocopium latusorum). وهذه ملاحظة لم تمر مرور الكرام على الباحثين، الذين راحوا يجرون تجربة رفع الحرارة على نوعي الشعاب المرجانية المستضيفة لهذين الطحلبين، ووجدوا أنّ الشعاب المرجانية المستضيفة لطحلب (Durusdinium glynnii) كانت أكثر قدرة على تحمل الضغوطات الحرارية.
خلص الباحثون إلى أنّ هذا النوع من العلاقات التكافلية سيستطيع مواجهة الاحترار العالمي، كما أنّ الشعاب المرجانية المستضيفة لطحلب (Durusdinium glynnii) تستطيع أن تهيمن على النظم البيئية، وتصبح النوع السائد مستقبلًا.