الطيور بين مخالب التغير المناخي.. تطور مثير للدهشة
لقد تكيفت الطيور مع أوقات معينة على مدار آلاف السنين، بسبب تغير المناخ؛ فما هو الحال الآن؟
عند النظر في السجل الأحفوري، نجد أنّ الديناصورات الطائرة، كانت أبرز الناجين من الانقراض الجماعي الخامس قبل 65 مليون سنة مضت؛ بسبب قدرتها على الطيران والهروب السريع في مخابئها من التغيرات المناخية الحاصلة وقتها، رويدًا رويدًا، استطاعت تلك الطيور التكيف مع المناخ الجديد، وتطورت أجسامها، وحافظت على النسل.
لكن في ظل التغيرات المناخية في عصرنا الحالي، إلى أي مدى تستطيع الطيور التكيف؟ حسنًا، قبل ذلك لنتعرف على تأثيرات التغير المناخي على الطيور.
- التغير المناخي وتكاثر الطيور.. الحظ يلعب دوره مع البعض (دراسة)
- زوال الغابات الجبلية يتسارع.. خطر يداهم ملايين الطيور والثدييات
الطيور بين مخالب التغير المناخي
تتأثر الطيور في جميع أنحاء العالم بسبب التغيرات المناخية، وبعض هذه التأثيرات:
تغيير أنماط الهجرة والتكاثر
وجدت دراسة أنّ أعداد الطيور المهاجرة انخفضت في أمريكا الشمالية، بينما ظلت الطيور المقيمة مستقرة، وهذا يعني أنّ هناك اختلافًا واضحًا في سلوكيات الطيور المهاجرة. كما تصل بعض الطيور إلى موطنها بعد الهجرة في وقت أبكر في الربيع، ونُشرت الدراسة في دورية «بروسيدينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس» (Proceedings of the National Academy of Sciences) في أبريل/نيسان 2020.
التعرض للجفاف
مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد الجفاف، وكذلك حرائق الغابات، ما يؤدي إلى تدمير موائل الطيور ومناطق التعشيش الخاصة بها.
العواصف والأمطار
وبينما تتعرض بعض الطيور للجفاف، هناك أنواع أخرى تواجه خطر هطول الأمطار الغزيرة وهبوب العواصف القوية، والتي لا تتناسب مع طبيعة البيئة التي تسكنها بعض الأنواع، ما يؤثر بالسلب على حياتها، ويهدد بقاءها.
ارتفاع مستوى سطح البحر
تُعشش بعض أنواع الطيور في الشريط الساحلي لبعض المناطق الرطبة بين الأرض والبحر، ومع ارتفاع مستوى سطح البحر، نتيجة ذوبان الجليد، تتعرض هذه الطيور للغرق، ما قد يضعها على قائمة الانقراض في وقت قريب.
انتشار الأمراض
الحرارة المرتفعة بيئة مثالية لنمو الأمراض البكتيرية والفطرية والفيروسية، لذلك لا عجب من تفشي بعض الأمراض بين الطيور عندما تتجمع حول مصادر المياه؛ فهذا الوضع مُغريًا لبعض الحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض.
تفاعلات غير حميدة
قد تُضطر بعض أنواع الحيوانات مثل الأيائل البقاء على مرتفعات أعلى خلال فصل الشتاء عن الماضي، وهذا ليس خبرًا جيدًا؛ ففي هذه الحالة تجدر الإشارة إلى أنّ الأيائل تنافس الطيور التي تعيش هناك على حصتها من النباتات والأعشاب.
هل تستطيع التكيّف؟
تتأثر الطيور بالتغيرات المناخية بسرعة، ربما تكون قد نجت في الماضي، لكن الأخبار السيئة أنّ عملية التطور لديها بطيئة جدًا، لكن هناك بعض التدابير التي تتخذها أنواع معينة من الطيور، وطبعًا هناك أنواع لا تصمد؛ فتُدرج في قائمة الانقراض. ومن أبرز أشكال التكيف ما يلي:
جسم أصغر
لاحظ الباحثون أنّ هناك بعض أنواع الطيور التي تصغر أحجام أجسامها بمرور الوقت، وفسروا ذلك على أنه يساعد في تشتيت درجات الحرارة المرتفعة، وتصبح أجسامها أكثر برودة.
زيادة حجم الأجنحة
وفي مقابل صغر حجم الأجسام، تزداد حجم الأجنحة، وفسر العلماء ذلك على أنه محاولة لتعويض حجم الجسم الصغير للطائر.
أنماط جديدة للتكاثر
عادةً ما يكون وقت توّفر الموارد هو الأنسب من أجل التكاثر، ولأن التغير المناخي يؤثر على تلك الموارد، تتخذ الطيور في المقابل إجراءات تكيّفية، تجعلها تؤجل أو تُعجّل موعد تكاثرها ليتطابق مع توقيت ظهور الموارد، وهذا ما وجدته مجموعة بحثية من فنلندا عند تحليل بيانات لـ 73 نوعًا من الطيور في شمال فنلندا، ونُشرت الدراسة في دورية «بروسيدينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس» (Proceedings of the National Academy of Sciences)، في يونيو/حزيران 2020.
بالطبع هناك العديد من وسائل التكيف والإجراءات التي تتخذها الطيور في محاولة للتكيف، والتي تكشف عنها الدراسات العلمية يومًا بعد يوم، لكن علينا تذكر أنّ ليست كل الطيور قادرة على التكيّف والحفاظ على النسل في ظل التغيرات المناخية الراهنة. بالأحرى، ما زال الخطر يحوم في الأرجاء.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز