السناجب منزعجة.. لم تسلم من تغير المناخ
لم تسلم الكائنات الحية حتى من التغير المناخي، فما الذي حصل مع نوع فريد من السناجب؟
الاحترار العالمي، يعني ارتفاع متوسط درجات الحرارة، ومن الطبيعي أن تتسبب الحرارة المرتفعة في إذابة أي قطعة جليدية، وهذا أحد التهديدات التي تواجه البشرية في هذه الآونة، إذ تضم الأرض العديد من المناطق الجليدية، لعل أشهرها القطبين: الشمالي والجنوبي.
إضافة إلى ألاسكا غرينلاند والسلاسل الجبلية في آسيا وأوروبا وغيرها. وأبرز النتائج المنطقية لارتفاع درجات الحرارة هي إذابة هذه الأجسام الجليدية، وتحويلها إلى ماء سائل، يُضاف إلى المسطحات المائية الأرضية؛ فيرتفع منسوبها، وتترتب على هذه الحالة العديد من الكوارث. لكن تأثيرات التغير المناخي على الجليد لا تتوقف عند حد إذابته؛ إذ تنزعج الكائنات التي تعيش في تلك البيئة أيضًا.
السناجب منزعجة
من الطبيعي أن تتأثر سلوكيات وعادات الحيوانات مع تغير الظروف المحيطة بها، والحقيقة أننا أيضًا تتأثر سلوكياتنا مع التغيرات في حياتنا؛ فنضطر لاتخاذ بعض الإجراءات للتكيف مع الظروف الجديدة. وظهر هذا التأثير جليًا مع السناجب الأرضية في القطب الشمالي، إذ أشارت دراسة حديثة إلى أنّ أنماط السبات لدى تلك الكائنات قد تغيرات على مدار السنين الماضية.
استجابات مختلفة
وتتميز هذه السناجب بقدرة أجسامها على تحمل درجات الحرارة المنخفضة جدًا، وتواجه الشتاء القارس بالسبات العميق لمدة تصل إلى نصف عام، لكن هذا السبات يحتاج إلى طاقة حرارية تمنع الأنسجة من التجمد؛ فتستهلك المزيد من الدهون المخزنة لإنتاج هذه الطاقة، لكن وجد الباحثون أنّ التجميد البطيء للتربة الصقيعية يؤخر من قدرة السناجب على إنتاج الحرارة، ويتبع هذا تأثيرات عديدة، وظهور استجابات مختلفة من الذكور والإناث.
واتضح أنّ الإناث تستيقظ في وقت مبكر عن الذكور، ما يساعدها في توفير الدهون التي خزنتها في أثناء فترة السبات، ويمكنها استخدامها بعد الاستيقاظ مباشرة؛ فتذهب للبحث عن الغذاء، ما يعزز صحتها، ويزيد فرصة بقائها على قيد الحياة لفترة أطول. أما في حالة الذكور؛ فيحصل العكس، ما يقلل من فرص الذكور. والنتيجة الأكثر قلقًا، هي الخوف من أنّ عدم تطابق مواقيت استيقاظ الإناث والذكور، قد يؤثر بشكل ما على العملية التكاثرية. ووصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد تحليل بيانات لفترة تزيد على 25 عامًا. ونُشرت الدراسة في دورية «ساينس» (Science) في 25 مايو/أيار 2023.
جدير بالذكر أنّ هذه السناجب تُمثل غذاءً للعديد من الكائنات الحية المفترسة، وإلحاق الضرر لها، قد يؤثر بشكل ما على السلسلة الغذائية. إضافة إلى أنّ تأثر النظم البيئية، إذا قلت أعداد هذه الكائنات.