قبل سباق البيت الأبيض.. معركة الديمقراطيين مع «أيباك» تشتعل
ارتفعت حدة غضب التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي تجاه لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة باسم (أيباك) وذلك بعد خسارة نائبتهم كوري بوش قبل أيام في الانتخابات التمهيدية لولاية ميسوري.
وبعد الإنفاق الضخم لـ"أيباك" ضدها، خسرت بوش الانتخابات التمهيدية الديمقراطية أمام منافسها ويسلي بيل وذلك وفقا لما ذكره موقع "ذا هيل" الأمريكي.
وجاءت هذه الهزيمة بعد أسابيع قليلة من هزيمة النائب جمال بومان في الانتخابات التمهيدية لولاية نيويورك وكانت أيباك السبب أيضا حيث أنفقت 15 مليون دولار للتأكد من إبعاده عن الكونغرس.
وفي هذين السباقين فقط استثمرت أيباك ما يقرب من 24 مليون دولار من أجل تحقيق هدفها بإقصاء النائبين اللذين يمكن اعتبارهما أبرز أعضاء مجلس النواب من أصل أفريقي ضمن مجموعة اليسار.
وتعليقا على ذلك قال أحد المنظمين التقدميين الذي كان يدعم جهود إعادة انتخاب بوش وبومان "كانت مناضلة من أجل الناس العاديين".
وأضاف "الآن كل ما لدى هذه المنطقة هو مرشح ديمقراطي أثبت أن ولاءه يعتمد على مصالح المال الكبيرة التي لا تهتم بالأطفال الجائعين في سانت لويس".
لكن أيباك احتفلت بخسارة بوش أمام بيل الذي يشغل منصب المدعي العام لسانت لويس، واعتبرت أن الأمر خطوة أساسية لحماية تحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل.
وفي تصريحات لـ"ّذا هيل"، قال المتحدث باسم اللجنة مارشال ويتمان "المعيار الوحيد لدينا لدعم المرشحين أو معارضتهم هو موقفهم من العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأشار ويتمان إلى بيل وجورج لاتيمر، اللذين حصلا على دعم اللجنة باعتبارهما من المرشحين المهمين اللذين يعتقد أنهما ما زالا يحملان الشعلة التقدمية لكن بطرق قال إنها أقل إثارة للانقسام.
وأضاف "لقد أرسل التيار السائد المؤيد لإسرائيل رسالة قوية مفادها أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل في معركتها ضد وكلاء إيران".
وتابع "يرفض الناخبون في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأصوات المعادية لإسرائيل لصالح المرشحين الذين يدركون الأهمية الحيوية للعلاقة بين البلدين".
لكن التيار اليساري التقدمي يختلف بشدة مع هذا الرأي وسط حالة من الغضب تسود التيار إزاء نفوذ المجموعة التي برزت بشكل أكبر وأصبح لديها سجل أكبر في هزيمة معارضيها ومع ذلك فهناك بعض الأمل فيما يتعلق بكيفية مواجهة أيباك.
ويقول التقدميون داخل الكونغرس والمنظمون الذين يعملون على الحفاظ على تحالفهم إن تغيير هيكل تمويل الحملة هو الخطوة الأكثر أهمية من أجل الحد من قوة إنفاق اللجان الأخرى مثل أيباك.
وقال حسن مارتيني، الذي يدير مجموعة تقدمية لتجنيد وتدريب المرشحين اليساريين الجدد "إذا كانت هناك أي استراتيجية واحدة للتركيز عليها في أعقاب هزيمة بومان وبوش، فهي إصلاح تمويل الحملة".
وبعدما انتقد التدفق النقدي الذي يبدو بلا حدود، أكد مارتيني، أن إصلاح تمويل الحملات يجب أن يكون موضع اهتمام كلا الحزبين والمجموعات داخلهما.
وأوضح أن السعي لإحداث هذه التغييرات سيحقق التمكين للديمقراطية من خلال زيادة الشفافية في التمويل وخفض الحواجز أمام المرشحين العاديين.
وجهود التقدميين لإعادة هيكلة نظام دعم الانتخابات تعود إلى حملة السيناتور بيرني ساندرز ضد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في 2016 لكن هذه الجهود لم تحقق الكثير حتى الآن.
وخلال دورتين، استطاع ساندرز تمرير حملته الرئاسية باستخدام هذا النموذج الذي كرره مرشحون آخرون بمستويات مختلفة من النجاح، اعتمادًا على منطقتهم، وقوة منافسيهم وعيوبهم الفردية.
وتعليقا على هزيمة بوش كتب ساندرز على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "كان على أيباك أن تنفق 8.5 مليون دولار للحصول على 51٪ من الأصوات لهزيمة كوري بوش.. إن شراء المليارديرات للانتخابات ليس ما يفترض أن تكون عليه هذه البلاد.. يتعين علينا إنهاء لجان العمل السياسي الفائقة والانتقال إلى التمويل العام للانتخابات ".
ويتوقع البعض داخل تيار اليسار أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسن، وهو ما يعني هزيمة المزيد من المرشحين.
وقال تيم بلاك وهو إعلامي مستقل ذات ميول تقدمية "لم أسمع عن استراتيجية فعلية لمكافحة أموال أيباك التي تقرر السباقات.. لم أجد استراتيجية يسارية متماسكة أو مهمة منذ فترة طويلة".
وشكك تقدمي آخر في نهج اليسار تجاه أيباك وقال إنه يعتقد أن الديمقراطيين يفضلون خسارة الانتخابات عن تحدي إسرائيل.
وقال إن "الشعبويين من اليسار واليمين يزدادون غضباً إزاء سياستنا تجاه إسرائيل.. وستندلع انتفاضة ضخمة العام المقبل، إذا استمر هذا الصراع، بغض النظر عن هوية الرئيس".
وأضاف "إذا بدأت إسرائيل حرب عملاقة في الشرق الأوسط ودعمناها، فستكون هناك أكبر احتجاجات شهدتها هذه البلاد على الإطلاق".
وعقب هزيمتها في الانتخابات، أعربت بوش عن غضبها المتزايد تجاه أيباك ووجهت خطابها للجنة قائلة "أنا قادمة لأهدم مملكتكم"، وهو ما أثار انتقادات من جانب الديمقراطيين المعتدلين مثل المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير التي أدانت هذه التصريحات واعتبرتها "مثيرة للانقسام وغير مفيدة على الإطلاق".
aXA6IDMuMTQ0Ljk2LjEwOCA= جزيرة ام اند امز