بـ100 مليون دولار.. «أيباك» تتأهب لسحق «فرقة الديمقراطيين التقدميين»
أصبح عدد من المرشحين الديمقراطيين هدفا لوابل من الإعلانات الهجومية التي تقف وراءها لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك).
وتأتي خطة أيباك قبل أشهر من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، بهدف إزاحة خصوم إسرائيل من التأثير على اتجاهات السياسة في واشنطن.
وبعد نجاحها في الانتخابات الأخيرة عام 2022 تختار أيباك والمجموعات المتحالفة معها المزيد من الأهداف في 2024 والتي تستهدف بالأساس مرشحي التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير لها.
وكشف التقرير عن استعداد مجموعة التأييد الأولي لإسرائيل بالولايات المتحدة لإنفاق 100 مليون دولار عبر كياناتها السياسية العام الجاري لاستهداف المرشحين الذين ترى أن دعهم لإسرائيل لم يكن بالقدر الكافي وذلك وفقا لثلاثة مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها.
وقال النائب الديمقراطي السابق عن ولاية ميشيغان آندي ليفين الذي أطاحت به أيباك في 2020 لـ"بوليتيكو" إن "معظم" المرشحين لن يتمكنوا من النجاة من هذا الإنفاق الضخم وأضاف "أخشى أن ينجحوا في القضاء عليهم".
وتكتسب استراتيجية أيباك هذا العام زخما إضافيا في ظل الحرب في غزة حيث تضع المجموعة على رأس قائمة أهدافها ما يسمى بـ"فرقة الديمقراطيين التقدميين" في مجلس النواب والذين يضغطون علنا على الإدارة الأمريكية للدعوة إلى وقف إطلاق النار لكن أيباك تنوي أيضا استهداف نطاق أوسع من المرشحين.
ويراقب "مشروع الديمقراطية المتحدة"، وهو لجنة العمل السياسي الكبرى التابعة لأيباك ما بين 15 إلى 20 سباقًا واقتراعًا في مجلس النواب وأنهى المشروع عام 2023 بحوالي 41 مليون دولار وهو مبلغ يعادل تقريبًا ضعف برنامج الإنفاق الكامل خلال انتخابات 2022.
وقال أحد مستشاري المانحين الديمقراطيين المشاركين في هذه الجهود، طلب عدم الكشف عن هويته "سيكون لديهم الكثير من المال، أينما كانت هناك فرصة، فسوف ينتهزونها".
ويبدو أن الانقسام الذي أحدثته حرب غزة داخل الحزب الديمقراطي سينعكس على الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في مجلس النواب في جميع أنحاء الولايات المتحدة في ظل عمليات جمع التبرعات الضخمة لجميع أطراف الصراع.
وتعيد بعض المجموعات التفكير في استراتيجيتها فعلى سبيل المثال هناك "جي ستريت" وهي مجموعة تقدمية مؤيدة لإسرائيل دافعت عن المرشحين ضد أيباك في 2022، لكنها لن تقوم بتكرار هذا الدور في الانتخابات التمهيدية للعام الجاري وستركز إنفاقها البالغ 10 ملايين دولار على الانتخابات العامة فقط.
وقال النائب الديمقراطي مارك بوكان الذي يعد من أشد منتقدي أيباك، إن قرار جي ستريت هو جزء من اعتراف أوسع من التقدميين بأنهم لن يكونوا قادرين على مجاراة لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ودفع دولار مقابل دولار.
كما أعادت حرب غزة إحياء مجموعات دعم غير نشطة مثل "برو-إسرائيل أمريكا" التي دعمت منذ إعادة إطلاقها في يناير/كانون الثاني الماضي 38 مرشحا حتى الآن منقسمين بالتساوي بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وأشار الناشطون الديمقراطيون إلى نجاح أيباك في 2022 كدليل على "عائد الاستثمار الجاد" حيث فازت المجموعة في 6 من أصل 8 انتخابات تمهيدية تدخلت فيها.
وقال عدد من المانحين والمستشارين المقربين من أيباك إن النائبين كوري بوش وجمال بومان من بين الأهداف الرئيسية للمجموعة بسبب جذبهما لمعارضين أساسيين هائلين مدعومين من أيباك كما أنهما كافحا بشكل فردي لجمع الأموال.
وقال بوش في بيان "أيباك والمانحون الجمهوريون الكبار يستهدفون الديمقراطيين من أصل أفريقي والملونين بنفس قواعد اللعبة اليمينية".
وفي الأسابيع الأخيرة، أنفقت أيباك ما لا يقل عن 4.6 مليون دولار على الإعلانات التليفزيونية والرسائل البريدية المناهضة للسيناتور الديمقراطي ديف مين.
وعلى غرار استراتيجيتها لعام 2020، لم تذكر الإعلانات موقفه من إسرائيل لكنها ركزت على اعتقال مين الصيف الماضي بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول.
وتبدو أسباب الهجوم على مين غامضة فهو لم يكن من بين الداعين إلى وقف إطلاق النار في غزة، لكنه انتقد في محادثات خاصة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأطلق حلفاء مين الأمريكي الكوري جهودًا محمومة خلف الكواليس لدرء الهجمات وسط حالة القلق التي انتابت الديمقراطيين الأمريكيين الآسيويين الذين يعتبرون مين أولوية قصوى.
ورغم تهديد أيباك يخطط التقدميون الذين يستعدون لتلقي أشد الضربات ويعترفون بعدم قدرتهم على مجاراة إنفاق المجموعة، للاعتماد على القوة التنظيمية لمرشحيهم وعلاقاتهم بمناطقهم.