فوبيا كورونا.. 4 نصائح لتجاوز الأثر النفسي للجائحة
خبراء الصحة النفسية يحذرون من "فوبيا كورونا" التي قد تتجاوز التداعياتها السلبية للفيروس نفسه، لتدمر صحة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية.
يعتبر الخوف من عدوى فيروس كورونا المستجد سلاحا ذا حدين، فقد يُحدث تأثيرات إيجابية إن كان في النطاق الطبيعي الذي يتبعه اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة لتجنب العدوى.
لكن من غير الطبيعي أن يقود الخوف إلى فوبيا هيستيرية تدفع البعض إلى حد الجنون.
وما بين اتباع إجراءات الوقاية اللازمة لتحصين الإنسان من الإصابة بفيروس كورونا، وفوبيا كورونا فارق كبير.
حيث حذر خبراء الصحة النفسية في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية" من أن الخوف المبالغ فيه قد يتحول إلى "فوبيا" تتجاوز تداعياتها السلبية آثار الفيروس نفسه، لتدمر صحة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية.
ووضع الخبراء 4 نصائح تساعد الأشخاص على تجاوز الأثر النفسي السلبي لجائحة الفيروس، بشكل يعيد التوازن بين مراعاة الاشتراطات الصحية التي تقي من الفيروس، وممارسة الحياة بشكل أقرب إلى الطبيعي.
1- مواقع التواصل
قال الدكتور محمد فهمي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة أسيوط "جنوب مصر"، إن النصيحة الأساسية تتعلق بإدارة جيدة للعلاقة مع مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن تلك المواقع تحتوي على كثير من الأخبار غير الصحيحة؛ لذلك فإن الخط الأول للمواجهة هو استقاء الأخبار من المصادر الموثوقة للمعلومات مثل مواقع الحكومة ووزارات الصحة وليس من مواقع التواصل.
2- ممارسة الحياة الطبيعية
ونصح الدكتور محمد جمال، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق "شمال شرق القاهرة"بممارسة الحياة الطبيعية قدر الإمكان، شريطة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.
وقال:" البقاء في المنزل لفترات طويلة يزيد من الملل؛ لذلك حاول كسر هذا الملل بممارسة الرياضة مثلا مع الحفاظ على إجراءات التباعد".
3- الطاقة السلبية
وإذا كانت النصيحة الدائمة هي الحفاظ على العلاقات الاجتماعية قدر الإمكان، فإن النصيحة الهامة في زمن كورونا هي تجنب التواصل مع الأشخاص الذين ينشرون الطاقة السلبية، في المقابل يجب الحرص على التواصل مع الأشخاص الذين يصدرون الأخبار المطمئنة.
4- مشاهدة الأعمال الكوميدية
لا مانع من اتخاذ كل ما يلزم من أدوات للحفاظ على الروح المعنوية مرتفعة، حيث ينصح الدكتور محمد جمال بمشاهدة فيلم أو مسرحية كوميدية مع أفراد الأسرة.
أثر فوبيا كورونا
وإذا لم يسيطر الأشخاص على فوبيا كورونا، فإن ذلك قد يحدث آثارا خطيرة على الصحة الجسدية.
وأشار الدكتور محمد خيري، أخصائي الباطنة والجهاز الهضمي بأحد المستشفيات المصرية الخاصة، إلى أن الأثر الصحي لفوبيا كورونا يظهر في إحجام ملحوظ عن الذهاب إلى المستشفيات خشية الإصابة بكورونا.
وبينما كان خيري يستقبل في عيادته بالمستشفى يوميا أكثر من 50 حالة قبل انتشار كورونا، أصبح الآن يستقبل بالكاد 5 حالات، وهو مؤشر خطير يخشى أن يترك تداعيات سلبية على الصحة.
وفي أكثر من مناسبة حذرت منظمة الصحة العالمية من هذه الفوبيا، كان آخرها في اليوم العالمي للتبرع بالدم، حيث قالت الدكتورة هدى لنجر المستشارة الإقليمية للأدوية الأساسية وتقنياتها بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط بالمنظمة، خلال مؤتمر صحفي افتراضي تم تنظيمه بمناسبة هذا اليوم، إن جائحة "كوفيد -19" أثرت على إمدادات التبرع بالدم، بسبب خشية البعض من العدوى التي يمكن أن تنتقل لهم أثناء التبرع بالدم.
وشددت لينجر على أن احترام إجراءات التباعد الاجتماعي والنظافة، يجعل التبرع بالدم في ظل الجائحة آمنا تماما.
وكانت فوبيا كورونا حاضرة أيضا في مؤتمر صحفي افتراضي آخر نظمه المكتب الاقليمي للمنظمة يوم 29 إبريل/ نيسان الماضي، بمناسبة الأسبوع العالمي للتمنيع واللقاحات.
وحذرت الدكتورة نادية طلب، المستشارة الإقليمية للتمنيع والتحصين بالمنظمة، من وجود تراخي في تنفيذ برامج التمنيع التقليدية، بسبب خشية الآباء من اصطحاب أبنائهم إلى المراكز الصحية في وقت انتشار كورونا.
وقالت إن التمادي في هذا التوجه يمكن أن يعيد إنتاج تجربة الكونغو الديمقراطية عندما تم تركيز كل الاهتمام لمواجهة جائحة "إيبولا" فعادت الحصبة بقوة.
وتسبب وباء الحصبة فى عدد وفيات تجاوز 6 آلاف شخص في الكونغو، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفاشية الإيبولا منذ ظهورها في أغسطس /آب 2018.
وتم وصف تفشي الحصبة بأسوأ موجة تفشى للأمراض المعدية فى العالم، وفق بيان صحفي أصدرته منظمة الصحة العالمية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA== جزيرة ام اند امز