إنها كورونا فيلق الشر المسمى بفيلق القدس التي تمتد وتنتشر كوباء من شرق العراق إلى غرب غزة، بيد إسماعيل قاآني محملاً بوصايا الولي الفقيه
تواجه الإنسانية جمعاء أزمة تفشي كورونا المستجد بأقصى إمكاناتها مسخّرة مواردها الاقتصادية والطبية والبشرية في سبيل تقليل خسائرها جراء هذا الخطر الجاثم على صدر الإنسانية مهددا بموت الآلاف وخسارة المليارات من الدولارات.
وفي ظل هذه الأزمة، وفي الخفاء، كما تفعل خفافيش الليل، ينشغل أذناب الإرهاب ومدبروه في منطقتنا، بالتحضير لجولات جديدة من العنف قد لا تكون أقل خطراً من كورونا نفسه، وهذا ما يمكن لنا ملاحظته من خلال الزيارة الأخيرة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري العميد إسماعيل قاآني إلى العاصمة العراقية بغداد في أول زيارة له منذ توليه منصبه في مطلع يناير الماضي بعد اغتيال قاسم سليماني.
فهذه الزيارة ليست بريئة أبداً، وحتى غاياتها "البريئة" المعلنة على اعتبار أنها وساطة لجمع رأي مجموعة المتناقضات داخل فصائل الحشد، تفضحها وتؤكد على خفاياها الخبيثة، فهي إن دلّت على شيء تدل على التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية لدولة عربية ذات سيادة.
كما تدل على الانخراط الإيراني الرسمي في عمليات الإرهاب التي تمارسها مليشيات الحشد الشعبي العراقي بأوامر إيرانية مباشرة، أكان ضد التمثيل الدبلوماسي الأمريكي والعالمي في المنطقة الخضراء، والتحالف الدولي في القواعد المنتشرة في أنحاء العراق، أم ضد الأبرياء في كل من العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان.
إنها كورونا فيلق الشر المسمى بفيلق القدس التي تمتد وتشتد، وتنتشر كوباء من شرق العراق إلى غرب غزة، بيد إسماعيل قاآني محملاً بوصايا الولي الفقيه، في وقتٍ يئن الشعب الإيراني ومثله الشعب العراقي تحت وطأة الأزمة الصحية الخانقة.
والأنكى من هذا كله، أن يرد على لسان قاآني أنّ "إيران لن تسمح شخص ينتقدها بأن يكون رئيس وزراء العراق" يقصد عدنان الزرفي الذي أعلن لاحقاً اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة الجديدة، لتعود إيران وتتدخل بصراحة ووقاحة منقطعة النظير، في عرقلة الاختيار الديمقراطي للشعب العراقي والبحث عن بديل مقبول من الأطراف الشيعية التابعة لها على وجه الخصوص.
إنها كورونا فيلق الشر المسمى بفيلق القدس التي تمتد وتشتد، وتنتشر كوباء من شرق العراق إلى غرب غزة، بيد إسماعيل قاآني محملاً بوصايا الولي الفقيه، في وقتٍ يئن الشعب الإيراني ومثله الشعب العراقي تحت وطأة الأزمة الصحية الخانقة، فلا يجد من هذا الفيلق ولا هذا الحشد بالمعنيين اللغويين للتسمية إلا الكلام الكثير والفعل القليل.
بل لا يجد منهما سعياً لمد يد العون داخل حدود بلديهما اللذين سجّلا عددا غير قليل من الإصابات والوفيات، في ظل غياب الرعاية الصحية المطلوبة في عديد الممرضين والأطباء وعتاد مواجهة هذا الوباء المنتشر في البلدين.
كورونا الوباء ستنحسر قريباً بلقاح يكتشفه العلماء، ولكن أي لقاحٍ يمكن لنا أن نرجو اكتشافه لعلاج المنطقة من كورونا قاآني والحشد التبعي لإيران؟.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة