بعد إغلاق كورونا.. مطاعم الجزائر الراقية تستقبل زبائنها
السلطات الجزائرية سمحت بإعادة فتح المقاهي والمطاعم والشواطئ والحدائق وغيرها من أماكن التنزه، وكذلك المساجد الكبيرة.
بعد 5 أشهر من الإغلاق القسري بسبب وباء "كوفيد-19" عاد مطعم "سينياتور" الراقي في الجزائر العاصمة، لاستقبال زبائنه من جديد، لكن مع اتخاذ تدابير وقائية صارمة لتفادي الإغلاق من جديد.
وقالت ندى بلعزوز، مالكة ومديرة المطعم الواقع في حي حيدرة الراقي في أعالي "المدينة البيضاء": "لم أتوقع استقبال هذا العدد الكبير من الزبائن، أعتقد أن الناس سئموا من الحجر الصحي الذي فُرض في مارس/آذار، وفجأة صاروا يخرجون كثيراً".
واستدركت قائلة: "لكن بالطبع، ما زلت أركز كثيراً على احترام الإجراءات الصحية، فهذا أمر مهم جداً".
وسمحت السلطات بإعادة فتح المقاهي والمطاعم والشواطئ والحدائق وغيرها من أماكن التنزه، وكذلك المساجد الكبيرة، في 15 أغسطس/آب في الجزائر، وهي واحدة من الدول الأفريقية الأكثر تضرراً جراء وباء "كوفيد-19" في ظل رقابة صارمة من السلطات.
وسُجلت قرابة 40 ألف إصابة وأكثر من 1400 حالة وفاة رسمياً في الجزائر منذ إحصاء أول حالة في 25 فبراير/شباط.
وعند مدخل "سينياتور"، وهو مطعم شهير بين عشاق الطبخ العالمي، توجد ملصقات تذكّر بتعليمات السلامة، مع توزيع محلول كحولي للتعقيم، كما أن وضع الكمامات إلزامي عند مغادرة الطاولة، إلى دورات المياه مثلاً، من دون إغفال ضرورة احترام مسافة الأمان.
وأضافت بلعزوز: "ورغم أنه من وقت لآخر، لا يتفهم الناس هذه الإجراءات ولكن عليّ تذكيرهم بها، أفضّل بكل بساطة التجادل (مع زبون) على غلق مطعمي".
وفي هذا المطعم "لا يمكن للزبون الدخول إلا إذا سُمح له بذلك، ممنوع الانتظار داخل المطعم، كما يتعين عليه مسح القدمين على بساط مطهّر وغسل اليدين بمحلول كحولي قبل اصطحابه إلى طاولته".
"كنا على وشك الانفجار "
وأقّر محمد أمين وهو طبيب مختص في أمراض الرئة، بأنه لا يدرك هل الوقت الحالي مناسب للخروج من الحجر، في ظل التضارب بين الرغبة في الخروج والخوف من ازدياد الإصابات مجدداً بفيروس كورونا المستجد.
وقال: "لكن كمواطن جزائري عادي بعد خمسة أشهر من الحجر، كان يجب أن نخرج قليلاً، كان الناس على وشك الانفجار في المنازل".
ومن بين وصفات الطبخ العالمي، يمكن لهذا الطبيب الاستمتاع بطبق آسيوي أو هندي أو لبناني أو حتى مشويات برازيلية قبل تناول الشاي أو القهوة بالحلويات الشهية.
وتُزيّن الجدران كتابات بالخط العربي، أحدها على شكل خريطة العالم، وأخرى عبارة عن جمل بسيطة، مثل "الحب يفهم كل اللغات".
وفي القاعة الكبرى ذات الديكور العصري والأنيق، يجلس أيضاً عبد الحميد وهو طبيب أسنان يبدو سعيداً لتمكنه من الخروج هذا المساء، وقال: "رفع الحجر الصحي شيء جيد، يمكن للناس الاسترخاء والخروج واللعب".
ولكن إذا كانت بعض المطاعم والمقاهي تمكنت من العودة للعمل، فإن البعض الآخر لم يحالفه الحظ، واضطر إلى التوقف عن العمل نهائياً، بعد خمسة أشهر من الإغلاق مع الاستمرار في دفع الإيجار.
وحتى إن كان من السابق لأوانه تحديد الخسائر المالية لقطاع المطاعم، فمن المؤكد أن عاملين كثيرين في القطاع فقدوا وظائفهم.
وبيّنت تحقيقات أجرتها وزارة العمل الجزائرية أخيراً أن ربع القوة العاملة فقط عادوا للالتحاق بالعمل أثناء فترة الحجر، بينما كانت توجيهات السلطات عند فرض الحجر في 19 مارس/آذار تقضي بتسيير العمل مع الاستعانة بـ50 % من الموظفين.
كما كشف الدراسة أنه من بين عينة محدودة من 3600 شركة توظف 440 ألفاً و171 عاملاً، هناك 200 ألف من دون أي دخل و50 ألفاً فقدوا وظائفهم.
aXA6IDMuMTQ0Ljg2LjM4IA==
جزيرة ام اند امز