زلزال "فساد الكمامات".. شبهات حول وزير الصحة الألماني
يبدو أن كرة الثلج لا تتوقف؛ فبعد أن طالت فضائح "فساد الكمامات" نوابا وسياسيين كبارا بألمانيا، جاء الدور على وزير الصحة يانس شبان.
وتدور القصة حول شراء وزارة الصحة الألمانية أكثر من نصف مليون قناع طبي عالي الجودة من نوع "FFP2" من شركة يدير مكتبها في برلين زوج الوزير.
ووفق وثيقة أرسلتها وزارة الصحة للبرلمان، فإن الوزارة اشترت 570 ألف قناع من هذا النوع من شركة بوردا في 2020.
وذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، اليوم الأحد، أن "شبهات تضارب المصالح تحوم حول هذه الصفقة، لأن دانييل فونك، زوج الوزير شبان، هو مدير مكتب شركة بوردا في برلين".
وقالت وزارة الصحة الألمانية لـ"دير شبيجل" إنها "أبرمت الصفقة مع شركة بوردا وفق أسعار السوق"، مضيفة أن "الشركة قدمت عرضها في أبريل 2020 في وقت كنا نبحث عن أقنعة طبية بشكل عاجل".
فيما قالت الشركة في إفادة للمجلة إن "بول برنارد كالين، الرئيس التنفيذي لبوردا هو من اتصل بالوزير شبان مباشرة ليقدم له عرض الشركة".
وفي وثيقة وزارة الصحة التي أرسلتها للبرلمان، يظهر أمام الصفقة مع شركة بوردا، كلمة "شراء مباشر"، ما يعني أنها تمت دون مناقصة مسبقة.
ويعني ذلك أن الصفقة لم تتم في إطار ما يسمى بعملية الشراء المفتوحة، وهو نوع من إجراءات الشراء المبسطة التي اتبعتها الوزارة في مارس وأبريل 2020 لشراء الأقنعة الطبية من مزودي الخدمة بشرط استيفاء معايير معينة والتقدم بالعرض في مناقصات علنية.
وتثير عملية الشراء المباشر كثير من الجدل لأنها جرت خارج إطار المناقصات مع وجود شبهات تضارب مصالح بسبب شبان وزوجه، ما يمكن أن يتحول لقضية ساخنة جديدة للاتحاد المسيحي الحاكم في الأيام المقبلة.
ويمر حزب "الاتحاد المسيحي" الحاكم في ألمانيا بوقت صعب للغاية بعد اكتشاف سلسلة من حالات الفساد في صفوف نوابه وسياسييه متعلقة بالإثراء الشخصي في صفقات "كمامات".
وقبل أيام، نقلت مجلة "دير شبيجل" عن مصادر مطلعة أن وزير العدل السابق في إقليم بافاريا "جنوب" والسياسي البارز في الاتحاد المسيحي، ألفريد سوتر، متورط في فضيحة فساد الكمامات.
وكان سوتر رابع سياسي بالاتحاد يتورط في فضيحة من هذا النوع خلال 3 أسابيع.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تفجرت 3 فضائح فساد مدوية لنواب الاتحاد المسيحي في البرلمان الاتحادي "بوندستاغ" تتعلق بالإثراء الشخصي في صفقات أقنعة طبية "كمامات".
وتضع سلسلة الفضائح التي يبدو أنها لم تنته بعد، الاتحاد المسيحي في مأزق حقيقي قبل 6 أشهر من الانتخابات التشريعية العامة المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل.