كورونا في 100 يوم.. 1.5 مليون إصابة وجهود عالمية لإنهائه
100 يوم تمر على ظهور أولى حالات الإصابة بكورونا المستجد، يتمنى معها العالم أن يستيقظ من هذا الكابوس ليستعيد حياته الطبيعية
من التهاب رئوي غامض، إلى جائحة أصابت العالم بالذعر، وغيرت شكل حياة مليارات البشر على كوكب الأرض رأساً على عقب. 100 يوم مرت على ظهور أولى حالات الإصابة بكورونا المستجد (كوفيد-19)، يتمنى معها العالم أن يستيقظ من هذا الكابوس، ليستعيد حياته الطبيعية، بعيداً عن مخاوف المرض، وأحزان الفراق، وإجراءات العزل والتضييق.
البداية.. ووهان
في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2019، ظهر الالتهاب الرئوي الغامض في مدينة ووهان الصينية، ومعه شكوك حول وجود فيروس جديد من سلالة فيروسات كورونا، ورجح باحثون صينيون أنه انتقل إلى الإنسان عبر حيوان آكل النمل الحرشفي.
وأصاب هذا الفيروس الغامض 59 شخصاً من العاملين بسوق يباع فيه حيوانات حية بهدف استهلاكها مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول، وفي 8 يناير/ كانون الثاني 2020، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن هذه الحالات قد تكون ناجمة عن فيروس جديد من سلالة فيروسات كورونا، وبعدها بـ3 أيام شهدت الصين أول وفاة بالفيروس.
ومع الزيادة المتسارعة للإصابات في المدينة الصينية، وبدء انتشار المرض خارجها، وانطلاقه خارج الصين، تم تعريف المرض الجديد بأنه يشبه الإنفلونزا، ويشكل خطراً بشكل أساسي على الأشخاص المسنين، أو الذين يعانون من وضع صحي هشّ.
وسعيا منها لوقف انتشار الوباء، عمدت السلطات الصينية إلى وسائل جذرية، ففرضت حجراً على مدينة ووهان في بادئ الأمر، ثم اتسع ليشمل إقليم هوبي بالكامل، وأعلنت منظمة الصحة العالمية في نهاية يناير/ كانون الثاني، وضعا دوليا طارئا دون أن تدعو إلى الحد من السفر.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في 11 فبراير/ شباط، إطلاق اسم COVID-19 على المرض الذي يسببه فيروس "كورونا" المستجد، وفي منتصف فبراير/شباط، أعلن عن أول وفاة خارج آسيا، وتحديدا في فرنسا.
وفي أواخر فبراير/شباط، تسارعت وتيرة الإصابات في إيطاليا وكوريا الجنوبية وإيران، فيما اعتبرت السلطات الصينية أن الوباء بلغ ذروته على أرضها، وفي 6 مارس/آذار، تخطت حصيلة الإصابات في العالم عتبة 100 ألف.
وضرب الوباء بشدة إيطاليا، لتفرض تدابير حجر صارمة على مواطنيها، وفي 11 مارس/ آذار، وصفت منظمة الصحة العالمية "كوفيد-19" بالجائحة، ليبدأ العديد من الدول حول العالم في غلق الحدود، وإيقاف حركة الطيران.
وتحولت أوروبا إلى بؤرة للفيروس القاتل، مع انتشاره بقوة في العديد من الدول أيضا، سواء إسبانيا أو فرنسا أو بريطانيا، لتقرر هذه الدول فرض الحجر المنزلي على مواطنيها، قبل تطور الأوضاع في أمريكا وتصبح في صدارة الدول الأكثر إصابة.
الأعراض وكيفية الانتقال
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأعراض الأكثر رواجاً تشمل مشاكل تنفسية، وارتفاع درجة الحرارة، والسعال، وضيق التنفس وصعوبته، ويمكن لكل من هذه العوارض أن يظهر بشكل أو بآخر بحسب الحالات، وتطورها قابل للتغير ازديادا أو نقصانا.
وأشارت دراسات إلى أن من بين الأعراض، فقدان حاسة الشم والقدرة على التذوق، وتستمر هذه الأعراض عموماً لفترة أسبوعين، وقد تمتد أحيانا لأكثر من ذلك، أو تنتهي قبل انقضاء المدة المذكورة.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه في الحالات الأكثر حدة، قد تسبب الإصابة التهابا رئويا، أو متلازمة جهاز تنفسي حادة، وفشلا كلويا، وحتى الوفاة.
وينتقل الفيروس بشكل أساسي عبر التنفس أو التلامس الجسدي، من خلال جزيئات اللعاب التي تصدر عن مصاب بالفيروس، ويرى العلماء أن تفادي التقاط العدوى بهذه الطريقة يمكن تحقيقه من خلال الإبقاء على مسافة فاصلة نحو متر.
ولتفادي التقاط العدوى، تشدد السلطات الصحية على أهمية اعتماد إجراءات مانعة، مثل تفادي المصافحة باليد أو التقبيل، وغسل اليدين بشكل دوري، وتغطية الوجه بالمرفق أو بمنديل في حالة السعال أو العطس، وارتداء كمامة واقية في حالة الإصابة.
سباق للوصول إلى علاج
لم يتم حتى الآن اكتشاف لقاح أو علاج، وتقتصر المعالجة على التعامل مع الأعراض، لكن بعض المرضى يعالَجون بمضادات الفيروسات أو علاجات اختبارية، علماً بأن فائدة ذلك لا تزال قيد التقييم.
وتخوض شركات الأدوية في أوروبا والولايات المتحدة سباقاً محموماً للتوصل إلى لقاح وعلاج للوباء، وتختبر عدة دول دواء مشتقاً من الكلوروكين، وهي مادة مستخدمة لمعالجة الملاريا، غير أن لها آثاراً جانبية كثيرة، ويثير استخدام هذا الدواء سجالاً نظرا إلى قلة الدراسات التي جرت حوله وفق المعايير العلمية.
أزمة أجهزة ومستلزمات طبية
مع الانتشار المتسارع حول العالم، زاد الطلب وبقوة على المستلزمات الطبية، وعانى العديد من الدول من نقص حاد فيها، وبخاصة أجهزة التنفس الصناعي، وهو ما دفع العديد من الشركات العالمية لخوض المنافسة على إنتاج أجهزة التنفس الصناعي، التي من شأنها إنقاذ مئات الآلاف من مصابي الفيروس الجديد.
وتنازلت شركة "ميدترونيك"، أشهر مصنع لأجهزة التنفس الصناعي، عن حقوق ملكيتها الفكرية لأجهزة التنفس الصناعي التي تملكها، حيث قامت بمشاركة كل التصميمات الخاصة بالجهاز مع الدول للبدء في تصنيعها فورا، وأعلنت أنها تعمل على زيادة إنتاجها من أجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة إلى عقد شراكة مع "تسلا" من أجل المساعدة في عمليات التصنيع فيما يخص المعدات الطبية.
وأكدت شركة السيارات الكهربائية "تسلا" تخصيص مصنعها في نيويورك لصناعة أجهزة التنفس الصناعي لسد العجز الأمريكي، بعد الزيادة الهائلة في عدد المصابين. كذلك أعلنت شركة" فورد موتورز" أنها تعمل مع شركة "جي إيه هيلثكير" المتخصصة في صناعة الأجهزة الطبية على زيادة الطاقة الإنتاجية لأجهزة التنفس الصناعي.
وانضمت شركة "جنرال موتورز" إلى السباق؛ عبر إعلانها توفير جميع خبراتها اللوجستية والتصنيعية لدعم شركة "فينتيك لايف سيستمز"، من أجل إنتاج مزيد من أجهزة العناية التنفسية.
كما عرضت شركة مرسيدس خبرتها الهندسية لمستشفى يونيفرسيتي كوليدج لندن، لإنتاج ما يصل إلى 1000 من أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر في اليوم.
آخر الإحصائيات
ومع بلوغ اليوم الـ100 على الجائحة، تخطت حصيلة المصابين بفيروس كورونا المستجد في العالم 1.5 مليون شخص، بينهم 89 ألف وفاة، وتعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر تأثراً من ناحية عدد الإصابات بـ432132 حالة، بينها 14817 وفاة.
وتبقى أوروبا القارة التي سجلت أكبر عدد إصابات بـ787744، و62402 وفاة، وتسجل إيطاليا أكبر عدد وفيات بـ17669 حالة، تليها إسبانيا 15238، وفرنسا 10869، وبريطانيا 7097.