لتعود إلى السحاب.. كورونا يملي شروطه على شركات الطيران الأمريكية
توقفت رحلات جميع شركات الطيران منذ منتصف مارس مع التزام المسافرين منازلهم بموجب إجراءات الإغلاق التي فرضت للتخفيف من تفشي الفيروس
أعلنت كبرى شركات الطيران الأمريكية، الإثنين، عن تدابير صحية جديدة لحماية أفراد الطواقم والركاب من فيروس كورونا المستجد، مع بدء عدد من الولايات رفع القيود.
وفي مذكرة للموظفين أطلعت عليها "فرانس برس"، أفادت خطوط "دلتا" الجوية أنه اعتبارا من اليوم الثلاثاء سيتعيّن على جميع الموظفين والشركاء ارتداء أقنعة واقية في حال لم يكن بمقدورهم المحافظة على التباعد الاجتماعي.
وتوقفت رحلات جميع شركات الطيران منذ منتصف مارس/آذار الماضي مع التزام المسافرين المحتملين منازلهم بموجب إجراءات الإغلاق التي فرضت للتخفيف من تفشي الفيروس. وتم تعليق معظم الرحلات عبر الأطلسي بناء على أمر صدر من البيت الأبيض.
لكن خلال الأيام الأخيرة، بدأت ولايات أمريكية عدة بينها جورجيا وتينيسي وتكساس وألاسكا وكولورادو تخفيف القيود على سكانها، وهو ما أثار القلق من احتمال زيادة حركة طيران الركاب في المستقبل القريب.
واتّجهت شركات الطيران كذلك لإلغاء عدة رحلات في الأسابيع الأخيرة لترشيد النفقات، عبر وضع مجموعات أكبر من الركاب على متن الطائرة ذاتها.
وتتوافق الأقنعة الإلزامية الواقية لأفراد الطواقم مع توصيات "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" لمنع انتقال عدوى "كوفيد-19".
وأفادت متحدثة باسم شركة "دلتا" فرانس برس "نشجّع كذلك بشدّة زبائننا على ارتداء الأقنعة وتوفيرها عند نوافذ بيع التذاكر والبوابات وعلى متن الطائرات".
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الأمريكية كذلك أمس الإثنين أن موظفيها على متن الرحلات الوطنية والإقليمية سيرتدون الأقنعة اعتبارا من الأول من مايو/أيار المقبل.
وإضافة إلى ذلك، ستوفر الشركة معدّات واقية للركاب.
وأفادت في بيان أنه "منذ مطلع مايو/أيار المقبل، ستبدأ الشركة -أمريكان أيرلاينز"- عملية توزيع معقّمات على شكل مناديل أو جل وأقنعة واقية على الزبائن".
وأضافت أن "نطاق ذلك سيتسع ليشمل جميع الرحلات طالما كانت الإمدادات والظروف التشغيلية تسمح بالأمر".
بدورها، ذكرت شركة الخطوط الجوية المتحدة "يونايتد أيرلاينز" أنه بينما سيكون على جميع أفراد طاقمها ارتداء الأقنعة الواقية على متن الطائرات، إلا أن الأمر لن يكون إلزاميا بالنسبة للركاب.
وقال متحدث باسم الشركة لفرانس برس: "نقترح بأن يمتثل الزبائن للتوجيهات الصادرة عن المسؤولين المحليين لديهم وإرشادات مراكز الوقاية التي توصي بتغطية الوجه في الأماكن التي يصعب فيها الالتزام بالتباعد الاجتماعي".
وأضاف أن شركته "تتّخذ خطوات إضافية للحث على التباعد الاجتماعي جوا وعلى الأرض".
وتأتي الإعلانات بعد يوم على نشر رئيس "رابطة مضيفي الطيران" ساره نلسون تغريدة نددت فيها بالإجراءات الصحية المتساهلة على متن رحلات الطيران الأمريكية.
- "يكفي!" -
ونشرت نلسون صورة تظهر طائرة مكتظة بالركاب في غياب تام للتباعد الاجتماعي، بينما لم يرتد كثيرون منهم أقنعة واقية.
وكتبت "يكفي!" مضيفة "هكذا كان المشهد اليوم على رحلة مدتها أربع ساعات. إنه أمر غير مقبول".
وحضّت وزارتا الصحة والنقل على جعل ارتداء الأقنعة في المطارات وعلى متن الطائرات أمرا إلزاميا.
وأعلنت "أمريكان أيرلاينز" كذلك أنها ستكثّف إجراءاتها للتنظيف والتعقيم اعتبارا من الأسبوع الجاري.
وبدأت "يونايتد أيرلاينز" منذ أبريل/نيسان بتخصيص المقاعد على الرحلات بشكل تلقائي للمحافظة على التباعد الاجتماعي، بحسب المتحدث.
وقال "نتوقع تطبيق تغييرات إضافية مؤقتة في سياساتنا بشأن الجلوس في الطائرة وإدخال تعديلات كذلك على عملية الصعود على متن الطائرة".
وستحد "يونايتد" على وجه الخصوص خاصية اختيار المقاعد، وستسمح بصعود أعداد أقل من المسافرين في الوقت ذاته لمنع الازدحام.
وستطبق هذه السياسات حتى 31 مايو/أيار المقبل.
وتسبب فيروس كورونا المستجد في وفاة أكثر من 210 آلاف شخص في العالم بينهم أكثر من 85% في أوروبا والولايات المتحدة منذ ظهوره في الصين في ديسمبر/كانون الأول، بحسب تعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية حتى الساعة 8,45 بتوقيت جرينتش الثلاثاء.
وأحصيت 210 آلاف و930 وفاة في العالم، وسجلت الولايات المتحدة أعلى عدد وفيات (56 ألفا و253) متقدمة على إيطاليا (26 ألفا و977) وإسبانيا (23 ألفا و822) وفرنسا (23 ألفا و293) وبريطانيا (21 ألفا و92).
ومنتصف الشهر الجاري، أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" أن عائدات شركات طيران الركاب ستتراجع بنسبة 55%، أي ما يعادل 314 مليار دولار، في 2020 على خلفية وباء "كوفيد-19".
وتراجع عدد الرحلات الجوية حول العالم مطلع أبريل/نيسان الجاري بنسبة 80% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2019، بحسب "إياتا" التي تضم 290 شركة طيران.
وبدأت أزمة قطاع الطيران منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي عندما علّقت شركات الطيران خدماتها إلى الصين، حيث ظهر "كوفيد-19" في البداية.