"كورونا" يكرس دور الجيش المصري كملاذ دائم في الأزمات
وزارة الصحة المصرية أعلنت ارتفاع الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد إلى 110 حالات، منها 21 حالة تم شفاءها وخرجت من مستشفى العزل
أعاد إعلان الجيش المصري عن مخطط شامل لمجابهة انتشار فيروس "كورونا" في البلاد، بمشاركة إدارة الحرب الكيميائية، الحديث عن دوره المعتاد في الأزمات التي عاشتها البلاد على مر العصور.
ويبدو أن نجاح ثورة 1952 ألقى بالمسؤولية على الجيش المصري في إنقاذ البلاد كلما ألمّ بالمصريين أي خطر.
ومؤخرا وعقب انحيازه في ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، لإرادة المصريين واختيارهم برفض حكم "الإخوان"، نفذت القوات المسلحة العديد من المبادرات الخدمية للمواطنين، منها توفير أدوية وأغذية بأسعار منخفضة لضبط أسعار السوق، وتدشين مشاريع إسكان بديلة للعشوائيات، وغيرها.
وفي عرض حضره رئيس الأركان الفريق محمد فريد، الأحد، كشفت القوات المسلحة المصرية، عن إجراءات واسعة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، الذي يضرب العالم.
وتشمل الإجراءات احتياطيات عاجلة من المواد الغذائية تكفي لقوة 20 ألف فرد، وعربات ومعدات إطفاء جرى تزويدها بقواذف الأكرون وتعبئتها مسبقا بالمحاليل المطهرة لاستخدامها مباشرة في أعمال تطهير وتعقيم الأماكن المفتوحة، وتضم 24 عربة إطفاء بقدرة 12 طنا للعربة الواحدة.
ويضم مخطط الجيش المصري تطويع وحدة طرد الهواء العملاقة للعمل كوحدة تطهير مسطحات ومبانٍ، وتوفير إدارة الحرب الكيميائية المياه اللازمة لتحضير محاليل التعقيم والتطهير.
كذلك يشمل المخطط نقل جميع المعدات الطبية ومهمات الوقاية والمواد الغذائية، إمكانية التحليل الفيرولوجي للأفراد من خلال قسم الوقاية البيولوجية بالمعامل الرئيسية للحرب الكيميائية باستخدام أجهزة PCR.
وبحسب مراقبين تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن دور الجيش المصري أصبح متعارفا عليه منذ ثورة يوليو 1952، والتي عمقت العلاقة بين الجيش والشعب المصري، وجعلته يعول عليها دائما.
ويقول الدكتور حسام الدين محمود، أمين عام الشباب بحزب "مصر بلدي"، وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين: إن الجيش المصري بات دوره معروفا لأنه "الحصن المنيع لأي خطر يهدد أمن مصر، سواء كان هذا الخطر أمنيا أو اقتصاديا أو صحيا، كما يحدث الآن بشأن الفيروس".
وأشار حسام الدين محمود إلى المشاريع الجبارة من مدن وطرق وإسكان اجتماعي، تدشنها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في زمن قياسي لتحسين أحوال المواطنين.
كما نوه بتدخل الجيش عام 2016، عندما اندلعت أزمة خانقة في ألبان الأطفال الرضع بمصر، فتدخل بتوفير تلك الألبان وتخفيض سعر العبوة إلى 50 بالمائة، وكسر حالة الاحتكار، وهو الأمر المستمر في اللحوم والدواجن وغيرها.
وشدد السياسي المصري على أهمية هذا الدور في "الحفاظ على مقدرات وهوية المصريين".
ورغم هذه المشاركة الفعالة، فلا تتجاوز حجم مشاركة القوات المسلحة في الاقتصاد المصري الـ2%، وفقا للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يعول على مساعدة القوات المسلحة في مشروعات البنية التحتية وتوزيع السلع التموينية على الفقراء في مواجهة غلاء الأسعار.
من جهتها تؤكد الدكتورة سماء سليمان، خبيرة العلاقات الدولية، أن مشاركة القوات المسلحة في مواجهة الأوبئة والأزمة الكبرى في البلاد أمر معترف به عالمياً، بسبب قوة الإمكانيات التي تتمتع بها الجيوش.
وأكدت أن المشاركات الهامة للجيش المصري على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، لم تثنيه عن دوره العسكري، فيكفي أنه ضمن أقوى 10 جيوش في العالم، متفوقا على جيوش كبيرة أخرى، في التصنيف السنوي وفق تصنيفات معتمدة دوليا.
أعلنت وزارة الصحة المصرية، السبت، ارتفاع الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد إلى 110 حالات، منها 21 حالة تم شفاءها وخرجت من مستشفى العزل، إلى جانب حالتي وفاة فقط.
وأوضح خالد مجاهد، متحدث الصحة المصرية، أنه تم تسجيل 17 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها لفيروس كورونا المستجد، وتم اكتشافهم ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تجريها الوزارة وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن الحالات الـ17 التي تم اكتشافها تضم 3 حالات لأجانب من جنسيات مختلفة، و14 مصريا منهم حالتان عائدتان من الخارج واحدة من السعودية والأخرى من الإمارات، والباقون من المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقا.
وأصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قراراً بتعليق الدراسة في الجامعات والمدارس المصرية لمدة أسبوعين، ووجه بتخصيص ١٠٠ مليار جنيه مصري لتمويل الخطة الشاملة للدولة، وما تتضمنه من إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا.