الإمارات تؤمن بأن الارتقاء بالتنمية البشرية والحفاظ على صحة شعوب العالم هي أولوية، وقطعت على نفسها عهدا بنجدة المنكوب وإغاثة المكروب
اجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن.. جملة قيلت وصدق قائلها لتكون مبدءاً جليلاً في معانيه يتجلى في أفعال قيادة تؤمن بأن القارب جميعنا نجدف فيه بغض النظر عمن يعتليه وعن جنسه ولونه وعرقه.
هذا تحديداً ما لمسناه في الأفعال الخيرة الأخيرة لدولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، وأحدثها حينما أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإجلاء العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية إلى الإمارات، ليحظوا برعاية صحية شاملة للتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم.
هذا الدعم وما سبقه إنما هو استكمال لعهد قطعته على نفسها دولتنا الغراء في نجدة المنكوب وإغاثة المكروب لتتصدر قائمة دول العالم في مد يد العون وضخ المساعدات الإنسانية باعتراف دولي رسمي لسنوات متتالية
نعم.. هو فعلٌ ليس بغريب على الإمارات، فالحائط لا يبنى من حجر واحد؛ لذلك تقف الحكومات إلى جانب بعضها البعض في ظل الأزمات والكوارث دون إنتظار مقابل سوى الحفاظ على الشعوب التي هي أساس كل شيء على وجه هذه المعمورة، وقد قالها معروف الرصافي:
خابَ قومٌ أَتَوا وغى العيشِ عُزْلاً … من سلاحي تعاونٍ واتحادِ
قد جَفَتْنا الدنيا فهلّا اعتصمنا … من جفاءِ الدنيا بحبل ودادِ
وهذا هو النهج الأصيل الذي تسير عليه دولتنا منذ عهد المؤسسين، ويؤكده شيوخنا الكرام كما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حينما ذكر في المنتدى العالمي للصحة العامة: "إن المجتمع الإنساني بحاجة وأكثر من أي وقت مضى إلى توحيد الجهود لمواجهة الأمراض والأوبئة، وإيجاد الحلول لجميع التحديات التي تحول دون وصولها إلى المحتاجين للرعاية الصحية، وهي مهمة إنسانية على العالم أجمع أن يتحمل المسؤولية تجاهها".
هذا الدعم وما سبقه إنما هو استكمال لعهد قطعته على نفسها دولتنا الغراء في نجدة المنكوب وإغاثة المكروب لتتصدر قائمة دول العالم في مد يد العون وضخ المساعدات الإنسانية باعتراف دولي رسمي لسنوات متتالية. ولماذا هي كذلك؛ لأنها تؤمن بأن الارتقاء بالتنمية البشرية والحفاظ على صحة شعوب العالم هي أولوية، فكم من قوافل طبية سيرتها الإمارات في اليمن ودول شمال أفريقيا وكم من مراكز أبحاث لأمراض مستعصية مولتها في المغرب وأمريكا ومصر وغيرها، وكم من مؤن وأدوية ومعدات طبية بملايين الدولارات وجهت بوصلتها لتعين الحكومات المحتاجة وكم من مستشفيات وعيادات ومختبرات ومعاهد بنتها.. وكم وكم والتاريخ يحفظ ويشهد.
ولعل لنا في باكستان شهادة حية كنموذج في المساندة الإماراتية، فمنذ عام 2011 بلغت قيمة التبرعات لدعم جهود الصحة العالمية مبلغ 235 مليون دولار أمريكي، خصص منها 167 مليون دولار أمريكي دعماً لجهود استئصال مرض شلل الأطفال، بالإضافة إلى مساهمات أخرى لصالح التحالف العالمي للقاحات والتحصين، وفي اليمن أرقام أكبر وأكبر تسجل نفسها في قائمة العطاء الإنساني اللامحدود.
واليوم تؤمن دولتنا بأن الأمراض المستعصية سلاح علاجها الأول يقوم على الأبحاث فتضع يدها ممولةً وداعمة لأكبر المعاهد لما فيه خير للبشرية جمعاء، وهو ما يجب أن تتكثف الجهود الدولية حوله في أيامنا الراهنة.. فالابتكار وخاصة في مجال الصحة مطلب ضروري للنماء والرخاء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة