ما تقوم به دولة الإمارات من تقديم إمدادات طبية وغذائية لدول عديدة بالعالم، يأتي في إطار رؤية 2021 كأبرز المانحين للدول النامية
إحلال السلام والأمن والازدهار مطلب إماراتي غرس بذوره مؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ 1971، وقبل ذلك التاريخ خير مدونٍ لما قدمته الإمارات في أوقات المحن والشدائد من عطاء ودعم يشمل كافة ميادين الحياة وأكثرها إلحاحاً وحساسية.
فمن حرب أكتوبر عام 1973 والدعم الإماراتي حتى آخر فلس في الخزينة، إلى جهود التقارب العربي ونصرة القضية الفلسطينية، والمساعدات التنموية من مدارس ومستشفيات ومساكن وبنى تحتية في أراض بها من الخيرات والثروات ما لا ينضب إلا أن اليد الإماراتية كانت الأقرب لشعوبها.
هذا الأساس الصلب قامت عليه دبلوماسية إماراتية اتخذت النهج ذاته كأداة توصل من خلالها رسالتها إلى دول العالم كافة شرقاً وغرباً، ولا أدل من موقفها اليوم في ظل جائحة فايروس كورونا المستجد الذي أطاح بكبريات الاقتصادات في العالم وأفرغ خزائن دول أوروبية وغربية وعربية لتقف الإمارات بجانبها وتشد على أيدي قادتها مهما كان مستوى العلاقات السياسية معهم.
فالرسالة واضحة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بمواصلة الإمارات لرؤيتها التي ترتكز على قيم التعاون والتعاضد والتنمية البشرية والاستدامة وتجلى ذلك بحضورها الفاعل على السـاحة الدوليـة.
ما تقوم به دولة الإمارات اليوم من تقديم إمدادات طبية وغذائية ومساعدات هائلة لإمبراطوريات ودول عديدة في مختلف أنحاء العالم، إنما هو أمر يندرج تحت التزامها بتحقيق أهدافها الإنمائية عبر الرعاية وبناء الشراكات وتوفير المساعدات الخارجية، ولتحقق بذلك رؤية 2021 في أن تصبح واحدة من أبرز الشركاء والمانحين للدول النامية بحلول العام الذي ستحتفل فيه بيوبيلها الذهبي.
خلال فترة أزمة كورونا وحدها لم تتوقف الطائرات الإماراتية التي تحمل على متنها مساعدات عاجلة تجوب دول الجوار والدول الصديقة من مشارق الأرض إلى مغاربها.
المساعدات الخارجية الإماراتية والتي بلغت منذ 2013 وحتى 2018، 108 مليارات و72 مليون درهم، واستهدفت اثنين وأربعين بلداً، إنما هو مؤشر واضح على سير سياسة الإمارات الخارجية بثبات نحو خططها في تعزيز السلام والازدهار والاستقرار لا سيما في منطقتنا، وتعزيز مكانة دولة الإمارات في المجتمع الدولي إلى جانب تحفيز النمو الاقتصادي في الدول النامية، فضلاً عن التعاون مع الجهات المانحة والمنظمات التنموية والاهتمام بالقضايا المهملة والمجتمعات التي تفتقر إلى الدعم الكافي.
وخلال فترة أزمة كورونا وحدها لم تتوقف الطائرات الإماراتية التي تحمل على متنها مساعدات عاجلة تجوب دول الجوار والدول الصديقة من مشارق الأرض إلى مغاربها، كما ولا يمكن أن ننسى عمليات إجلاء رعايا الدول من المقاطعة الصينية المنكوبة في وقت أغلقت فيه بعض البلدان أبوابها أمام أبنائها ووقفت متفرجة أو ممتنعة عن استقبالهم، فاحتضنتهم دولة الإمارات وقدمت لهم الرعاية الطبية الشاملة ووفرت لهم مقومات العيش الكريم لحين حل أزمتهم وإعادتهم إلى أوطانهم بكرامة.
وسارت كل تلك الجهود بالموازاة مع مساعي حفظ رعايا الدولة في الخارج ومواطنيها وبعثاتها الدبلوماسية لتطلق حملة "لا تشلون هم" و تعيدهم إلى أرض الوطن حفاظاً على أمنهم وسلامتهم.
كورونا، أزمة غير مسبوقة، جاءت كمختبر عالمي لكل القطاعات ولكل الحكومات، وأثبت اليوم كما السابق أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي رائدة العمل الإنساني والخيري والتنموي، وأنها لن تحيد عن هذا النهج الذي سيرسم مساراً أكثر اتساعاً في المستقبل القريب مع دول عدة في العالم وسيؤسس لنشاط دبلوماسي غير اعتيادي في المرحلة القادمة وسيكون الثقل الإماراتي عالميا بامتياز وبشهادة الحكومات والمنظمات .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة