كورونا يكدس مستشفيات العراق بالمرضى.. ومطالبات برلمانية بإجراءات عاجلة
يسجل العراق موقفاً وبائياً وصف بـ"الخطير"، عقب ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا مع دخول الموجة الثالثة من السلالة المتحورة "دلتا".
وتحذر أوساط نيابية ودوائر طبية مختصة من انهيار المنظومة الصحية في العراق إذا لم يتم تدارك الوضع المتفاقم ووضع المعالجات العاجلة.
وتجاوزت معدلات الإصابة خلال الأيام الماضية، حاجز الـ9 آلاف، رافقها ارتفاع في نسب الوفيات، والحالات شديدة الخطورة.
ومع تفاقم الوضع الوبائي، ما زالت أعداد المتلقين للقاحات في العراق لا يتجاوز المليون ونيف، في وقت ترجح فيه السلطات الصحية بفرض إجراءات وقيود وبائية مشددة من بينها العودة إلى الحظر الشامل.
وكانت وزارة الصحة العراقية حذرت في ختام الشهر الماضي من مخاطر الموجة الثالثة لسلالة كورونا المتحورة، في حال التماهي مع الإجراءات الوقائية والعزوف عن تلقي اللقاح.
تلك التطورات دفعت عضو لجنة الصحة النيابية، جواد الموسوي، إلى قرع جرس الإنذار وإعلان حظر شامل للسيطرة على انتشار الوباء.
وقال الموسوي لـ"العين الإخبارية"، إنه "قد حذرنا سابقا في أكثر من مناسبة أن النوع الجديد من متحور الفيروس دلتا، هو الأخطر والأسرع انتشارا والأشد فتكا"، مبيناً أن "الدلائل العلمية تؤكد أن ذلك النوع الجديد هو المسؤول الرئيسي عن ارتفاع الإصابات الموجودة إلى نحو 4 أضعاف عما كانت عليه خلال الفترة الماضية".
وبشأن القدرة الاستيعابية للمنظومة الصحية في العراق، قال الموسوي: "تلقيت اليوم عشرات الاتصالات من مواطنين يطلبون المساعدة والتدخل لتوفير أسرة شاغرة، لذويهم المصابين بعد اكتظاظ المستشفيات بأعداد كبيرة".
ويلفت الموسوي إلى حجم التحديات الصحية، بقوله "مستشفيات بغداد وأغلب المحافظات الأخرى قد وصلت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى من ناحية توفير الأسرة والأدوية ومستلزمات الحماية الشخصية".
ويشدد بالقول: "أدعو وزارة الصحة واللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية لاتخاذ إجراء عاجل للتصدي لهذه الحالة الطارئة، وبأسرع وقت قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه بانهيار النظام الصحي في العراق".
واقترح الموسوي إجراء حظر صحي تام لمدة أسبوعين، للسيطرة على انتشار الوباء وإعطاء الفرصة للمؤسسات الصحية في استيعاب الزيادة الحاصلة في أعداد المصابين".
وحتى الجمعة، سجل العراق أكثر من 8 آلاف إصابة بفيروس كورونا، بينها 43 حالة وفاة. ورغم الانخفاض الطفيف مقارنة بما سجل الخميس بعد تجاوز عدد الحالات المسجلة الـ9 آلاف إصابة إلا أن ذلك ما زال يدور في دائرة الخطر، كما يقول الناطق الإعلامي لتجمع مدينة بغداد الطبية واثق الجابري.
ويوضح الجابري، لـ"العين الإخبارية"، أن "معدلات الإصابة ما زالت عند سقوف عالية وكذلك نسب الوفاة وخصوصا التي سجلت اليوم، وهو رقم لا يستهان بتداعياته وخطورة مؤشراته".
وحتى الجمعة، سجل العراق منذ انتشار الوباء ودخوله البلاد، في فبراير/ شباط ،من العام الماضي، 1.474.865، حالة إصابة بينها، 17.751 حالة وفاة.
ورغم توفير السلطات الصحية في البلاد توفير 3 أنواع من اللقاحات، إلا أن ذلك لم ينعكس على تقليل الحالات المسجلة، ليحتل العراق صدارة الدول العربية بأعداد إصابات كورونا.
وتؤكد عضو الفريق الطبي الإعلامي في وزارة الصحة، ربى فلاح حسن، أن "الأنظمة الصحية في الدول المتقدمة لا يمكن لها الصمود أمام ارتفاع أعداد الإصابات الكثيرة دون أن يكون لها إجراءات وقائية كافية للحد من الانتشار".
وتضيف حسن، لـ"العين الإخبارية"، إن "ارتفاع الإصابات هو انعكاس واضح لعدم اكتراث المواطن بخطورة فيروس كورونا وسلالته المتحورة مما يفتح باب الاحتمالات القلقة أمام الوضع الصحي في العراق".
وتبين حسن أن "المراهنة على الطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحكومية في العراق في ظل انخفاض الإقبال على تلقي اللقاح وعدم الالتزام بالقيود الصحية الخاصة بالوباء، أمر لا يمكن الاعتماد عليه نهائياً".
وتشير إلى أنه "مع ارتفاع أعداد المتعاطين للقاحات التي وفرتها الدوائر الصحية في العراق، خلال الأيام الماضية، إلا أنه ما زال متدنياً في ظل ما يسجل الوباء من انتشار سريع".
وتؤكد أن "جميع اللقاحات المتوفرة خاضعة لكافة شروط المتطلبات الصحية والفنية وما يجري من الحديث بشان تداعيات التطعيم كلام عار عن الصحة".
وتوضح عضو الفريق الإعلامي الطبي أن "اللقاحات لا تمنح الأجساد حصانة تامة ضد الفيروس، وإنما تخفف من شدة الإصابة بنسب كبيرة جداً".
وتنوه ربى حسن إلى أن "معدل الإصابات المسجلة مؤخراً لم يشهدها العراق منذ انتشار جائحة كورونا في مطلع عام 2020"، متوقعة في القوت ذاته "دخول موجات متحورة من الفيروس شديدة الخطورة والفتك خلال الفترة المقبلة".
واندلع خلال الأسبوع الماضي، حريقاً ضخماً في مركز "كرفاني" خاص بمرضى كورونا عند مدينة الناصرية جنوب العراق، مما تسبب بفاجعة كبيرة راح جرائها أكثر من 90 قتيلاً وعشرات المصابين، في حادث هو الثاني من نوعه خلال نحو 3 أشهر.
وفي أبريل/نيسان، اندلع حريق في أحد ردهات مستشفى بن الخطيب ببغداد، كان مخصصا لمصابي كورونا، سرعان ما انتشرت النيران في طوابق المبنى، انتهى بمصرع 92 شخصاً وإصابة نحو 110 آخرين.