اللاجئون السوريون في لبنان.. كورونا يزيد معاناتهم
الحكومة اللبنانية التي تعيش فترة عصيبة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مطالبة حاليا بتقديم دعم فعلي لمواطنيها بالإضافة إلى اللاجئين
بات خطر انتشار فيروس كورونا المستجد كابوساً إضافياً يعيشه اللاجئون السوريون في المخيمات داخل لبنان.
فالحكومة اللبنانية التي تعيش فترة عصيبة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً بعدما أنهكتها المظاهرات، مطالبة حالياً بتقديم دعم فعلي لمواطنيها بالإضافة إلى اللاجئين.
مليون ونصف المليون شخص الموزعون في المخيمات العشوائية بلبنان لم توضع لهم حتى الآن خطة لمنع انتشار الفيروس القاتل بينهم.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أوضاع اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات، حيث يصعب إجراء عزل ذاتي لهم.
تشكيك في الإجراءات
وأكدت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان ليزا بوخالد أنه لم يسجل حتى الساعة أي إصابة بفيروس كورونا في أوساط اللاجئين السوريين.
وأوضحت أن هناك خطة توعية وتقديم بعض المساعدات للاجئين لحمايتهم، في الوقت الذي يشكك رئيس الهيئة الوطنية الصحية في لبنان إسماعيل سكرية بهذه الإجراءات.
ويقول سكرية، الموجود في منطقة البقاع، حيث العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، لـ"العين الإخبارية": "مخيمات اللاجئين تشكل مصدر قلق كبيراً لانتشار كورونا".
وأكد أنه رغم عدم الإعلان عن أي إصابة فإن هذا لا يعني أنه لا وجود لإصابات، إضافة إلى أنه مجرد وصول الفيروس إلى هذه المخيمات فسنكون أمام كارثة إنسانية.
وأوضح أن "العناية الإلهية وحدها هي التي ستحمي هؤلاء اللاجئين في غياب الإجراءات والخطط الجدية، وما نراه ليست إلا إجراءات شكلية من بعض المؤسسات الدولية لا تصل إلى ما يتطلبه هذا الوباء".
وحتى اليوم، سجل لبنان 163 إصابة بفيروس كورونا، إضافة إلى وفاة أربعة أشخاص.
مفوضية شؤون اللاجئين
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالرحمن البزري، عضو اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية، لـ"العين الإخبارية": "في الوقت الذي بدأت أمور اللاجئين الفلسطينيين تحل تبقى مشكلة اللاجئين السوريين"، محملاً مفوضية شؤون اللاجئين مسؤولية التأخر في الإجراءات التي تقوم بها.
وقالت ليزا بوخالد، المتحدثة باسم المفوضية لـ"العين الإخبارية": "حتى اللحظة لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بكورونا في أوساط اللاجئين في لبنان".
وأوضحت أن المفوضية أطلقت بالتعاون مع المنظمات الشريكة أنشطة توعوية في الأماكن التي يقصدها اللاجئون للحصول على الخدمات.
وتؤكد أن التوعية لا تقتصر فقط على اللاجئين في المخيمات، إنما أيضاً الذين يعيشون في مساكن خاصة أو في ملاجئ جماعية.
وعن التدابير الوقائية، قالت بوخالد إن المفوضية زادت في شهري فبراير ومارس وتيرة عمليات تنظيف وتعقيم المراكز التي يتجمع فيها اللاجئون.
وعن الخطة في المرحلة المقبلة، تقول بوخالد إن المفوضية تواصل العمل مع السلطات والمنظمات اللبنانية المعنية على التخطيط للطوارئ واتخاذ تدابير مضاعفة من أجل تأمين العزل واحتواء الوباء.
وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان، في بيان سابق، وضع خطة استباقية لمواجهة تفشي فيروس "كورونا"، خاصة في مخيمات النازحين السوريين.
ولفت البيان إلى أنه تم التوافق على أن تقوم "اليونيسف" بتغطية تدريب الفريق العامل في مراكز الخدمات الإنمائية التابعة للوزارة والمشاريع المشتركة مع الجمعيات والهيئات الأهلية على سبيل الوقاية.
وأشار إلى أنه "على صعيد مخيمات النازحين السوريين المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة، بدأت بعد الاجتماع حملات توعية وتأمين مواد تنظيف وتطهير لها، بالتعاون مع مفوضية شؤون اللاجئين".