كورونا يحاصر الموسيقى.. 57 ألف فنان في مهب الفيروس
صاحب دار نشر ومنظم حفلات يؤكد أن أكثرية الموسيقيين الصرب المقدرة أعدادهم ببضع عشرات الآلاف يعتمدون على الموسيقى مصدرا وحيدا للإيرادات
في مطبعة ضخمة قديمة استحالت مرتعا لمحبي الروك المستقل في بلجراد، تبدأ فرقة "دينجوسبو دالي" تمارينها رغم تراجع الحماسة لديها بعدما أتى وباء كوفيد-19 على مشاريعها على غرار سائر العاملين في القطاع الموسيقي.
ويقول نيكولا فيدوييفيتش (33 عاما) عازف الدرامز في فرقة الروك: "لقد فقدت قسما كبيرا من عملي كموسيقي وأيضا كمهندس صوت"، مضيفا: "الوباء أوقف كل شيء".
ويواصل الموسيقيون الـ6 رغم كل شيء تمارينهم في الاستوديو المطل على نهر سافا والمقام في موقع المطبعة السابقة ودار النشر "بيجز"، حيث يستأجر فنانون كثر مواقع للتدريب والتسجيل.
وتتردد الموسيقى في كل أرجاء المكان داخل المبنى الضخم المغطى بالجداريات.
ومن الصعب معرفة عدد الموسيقيين الذين يمارسون أعمالهم في صربيا لأن كثيرين منهم يعملون سرا، بما يشمل أفراد غجر الروما الذين يحيون حفلات الزفاف، وفي الأوضاع العادية، تمثل الموسيقى لأفراد هذه الأقلية الاتنية مصدرا رئيسيا للإيرادات.
وبحسب المعهد الصربي للإحصاءات، يعمل حوالى 57 ألف شخص في المجالات الثقافية (كالموسيقى والسينما والمسرح). وتمثل هذه الصناعة ما بين 3,4% و7,1% من إجمالي الناتج المحلي الصربي، بحسب تقديرات موقع "صربيا كرييتس" المتخصص.
فقدان المورد الأوحد
ويؤكد نيكولا يوفانوفيتش وهو صاحب دار نشر ومنظم حفلات أن أكثرية الموسيقيين الصرب المقدرة أعدادهم ببضع عشرات الآلاف يعتمدون على الموسيقى مصدرا وحيدا للإيرادات.
وبعد حرمانهم الحفلات، يطالب هؤلاء السلطات بدعم مالي.
ويقول يوفانوفيتش: "لقد توجهنا إلى وزارة الثقافة لكننا لم نحصل منها على جواب، والأمر نفسه حصل مع وزارة المال وغرفة التجارة".
وأوضحت غرفة التجارة أنها تدرس "كل جوانب الأزمة" بحثا عن حلول، وأقرت مع ذلك بأن الإيرادات المتأتية من حقوق الملكية الفكرية ستتراجع بصورة لافتة هذه السنة بنسبة تقرب من 50% خلال عام.
ويدفع القطاع برمته فاتورة باهظة، من منظمي حفلات وأصحاب تجهيزات صوت وإنارة، إضافة إلى الموسيقيين وخصوصا المهرجانات الكبرى التي تستقطب سنويا مئات آلاف المتفرجين.
وظائف مهددة
ويقول مدير مهرجان "إكزيت" زدرافكو فولين إن هذا الحدث "لن يحصل هذه السنة للمرة الأولى منذ إطلاقه قبل 20 عاما".
هذا المهرجان الذي استقطب في دوراته السابقة أسماء كبيرة من أمثال "ّذي كيور"، كان مقررا تنظيمه في يوليو/ تموز قبل تأجيله مرة أولى إلى أغسطس/ آب ثم إلغائه بسبب الارتفاع المتجدد في الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
ويشير زرافكو فولين إلى أن نحو ألف وظيفة مرتبطة بالمهرجان باتت مهددة على المدى الطويل، داعيا السلطات إلى المساعدة على غرار بريطانيا التي خصصت مبالغ طائلة لدعم القطاعات الثقافية.
وسجلت صربيا خلال أسابيع إصابات بالفيروس تخطت الـ400 يوميا، فضلا عن أكثر من 600 وفاة.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA=
جزيرة ام اند امز