قيود كورونا تضرب موسم رمضان في غزة
الجهات الحكومية في غزة تفرض إجراءات لتقييد الحركة وتحقيق التباعد الاجتماعي لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.
حضرت الزينات وغابت حركة الأسواق.. هكذا بدا المشهد في قطاع غزة، قبل ساعات من بدء شهر رمضان، في ظل تشديد الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأكثر الشوارع حيوية في خان يونس، جنوب قطاع غزة، بدا شبه خالٍ، بخلاف ما جرت عليه العادة في اليوم المتمم لشهر شعبان، بعد أن نشرت قوات الشرطة حواجز لمنع البسطات، وإلغاء السوق الرمضاني، الذي يزداد حضوراً في ساعات ما بعد العصر قبل رمضان بأسبوع وطوال الشهر الفضيل.
وقال محمود، صاحب محل بقالة، لـ"العين الإخبارية": "الأوضاع هادئة بسبب الفيروس، والبضائع موجودة، ولكن حركة الشراء ضعيفة". 7
وأضاف: "حركة الأسواق أقل من النصف، البضائع كثيرة ولكن لا يوجد أسواق، الناس خايفة تطلع بسبب الفيروس، والوضع سيئ".
وتفرض الجهات الحكومية في غزة، إجراءات لتقييد الحركة، وتحقيق التباعد الاجتماعي، عبر منع الأسواق، وتعطيل العديد من المؤسسات وقطاعات العمل منذ عدة أسابيع، وذلك لمنع تفشي فيروس كورونا.
وابتسم الشاب عدنان عبدربه وهو يشير إلى فانوس كبير معلق أمام أحد المحال، وزينات ضوئية أمام العديد من المحال في وسط خان يونس، قائلاً لـ"العين الإخبارية": "اللافت هذا العام، أجواء رمضان المتعلقة بالزينات حاضرة، من فوانيس، وأشكال الهلال، والزينات الضوئية، سواء أمام المحال وحتى في منازل المواطنين، رغم غياب الحركة الشرائية".
وفسر "عبدربه" هذا الأمر بأن الناس تريد أن تعيش أجواء رمضان، ولو بالزينات، في ظل إغلاق المساجد، واستمرار تعليق صلاة الجماعة بها، بما في ذلك صلاة التراويح، التي تعد أحد الأمور الدينية المحببة في الشهر الفضيل.
السيدة أم سلام عبيد، قالت لـ"العين الإخبارية": "البضائع موجودة. اشترينا بعض الاحتياجات الأساسية، لكن لا ندري إلى متى ستستمر الأزمة، لذلك ما نشتريه يجب أن يكون محسوباً".
أما المواطن هاشم الفرا، فقال: "الأوضاع بالنسبة للسنة اللي فاتت فرق الأرض للسماء، السنة الماضية كان الوضع أحسن، كانت هناك ابتسامة في الشارع الفلسطيني".
ولم يخف "الفرا"، صاحب الـ55 عاماً، حزنه لإغلاق المساجد، وقال: "لا أتخيل رمضان دون مساجد، ودون صلاة تراويح، نتفهم ذلك بسبب الإجراءات، ولكن قلوبنا يملؤها الحزن والأسى".
وفي سوق الزاوية، أقدم وأجمل أسواق قطاع غزة، تكدست البضائع الرمضانية في المحال، ولكن بدا واضحاً أن حركة المواطنين محدودة فضلاً عن الحركة الشرائية.
وقال محمد، صاحب أحد المحال: "في مثل هذا الوقت من كل عام لا تستطيع الحركة من كثافة حركة الناس، ولكن كما ترون عدد الناس محدود، والذين يشترون أو يسألون يعدون على الأصابع، ضاع الموسم والحمد لله على كل حال".
وسجل قطاع غزة إصابة 17 فلسطينيا بفيروس كورونا، فيما سجلت في الضفة الغربية والقدس المحتلة 4 حالات وفاة وأكثر من 450 إصابة، وتستمر القيود المفروضة لمنع تفشي الفيروس الذي يهدد البشرية.
وقال الدكتور معين رجب، الخبير الاقتصادي، إن موسم رمضان المهم للحركة الاقتصادية تأثر بشكل كبير نتيجة الأوضاع الحالية، في ظل طوارئ كورونا، وتداعيات الحصار المفروض منذ 14 عاماً.
وأضاف "رجب" لـ"العين الإخبارية": "القطاعات التي تأثرت بحالة الالتزام المنزلي للوقاية من كورونا، عديدة وواسعة، وبالتالي فقدوا فرص عملهم، وأغلبهم باتوا غير قادرين على توفير الكسب اليومي، الذي كانوا يوفرونه من أعمالهم البسيطة في الأيام العادية".
وشدد "رجب" على أن مسؤولية حماية هؤلاء تقع على الحكومة بالأساس والمجتمع عامة لإنقاذهم.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز