تكلفة قاسية لـ"كورونا" على الاقتصاد العالمي
بنك التنمية الآسيوي يتوقع أن تتراوح تكلفة تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي لـ4100 مليار دولار
توقّع بنك التنمية الآسيوي، الجمعة، أن تترواح تكلفة تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي بين ألفي مليار و4100 مليار دولار، أي ما يعادل 2,3 إلى 4,8% من الناتج الإجمالي المحلي العالمي.
- شبح أزمة 2008 الاقتصادية يطل برأسه على ألمانيا 2020 وكورونا يترقب
- كورونا يضيف 8 ملايين عربي لقوائم الفقر
وأوضحت المنظمة، ومقرها في مانيلا، في تقرير نشرته، أن التقديرات قد تكون أقل من الواقع كونها لا تأخذ بالاعتبار "الأزمات الاجتماعية والمالية المحتملة وكذلك تأثير الوباء على الأنظمة الصحية والتربوية على المدى الطويل".
وتخطى عدد المصابين بمرض كوفيد-19 الخميس عتبة المليون حول العالم، بينما تجاوز عدد الوفيات 52 ألفاً.
وبحسب البنك، من المتوقع أن يسجل معدل النمو في آسيا 2,2% خلال العام الحالي، في أبطأ وتيرة مسجّلة منذ عام 1998، حين لم يتجاوز النمو عتبة 1,7% جراء الأزمة المالية الآسيوية.
وقال كبير الاقتصاديين في البنك الآسيوي للتنمية ياسويوكي ساوادا: "لا يمكن لأحد توقّع حجم انتشار جائحة كوفيد-19 أو مدته"، موضحاً أنه "لا يمكن استبعاد احتمال حدوث أزمة مالية خطرة".
وتستند التوقعات إلى أن الفيروس سيصبح قيد السيطرة هذا العام، وسيعود الوضع إلى طبيعته في العام المقبل، رغم أن احتمال تجدد الفيروس ليس مستبعداً وما زال مستوى خطورته مجهولاً.
وحذّر التقرير من أنّ "النتائج قد تكون أسوأ مما هو متوقّع، وألا تستعيد معدلات النمو عافيتها بشكل سريع".
ويمكن أن يشهد معدل النمو في الصين القوة الاقتصادية الكبرى في آسيا تباطؤاً بنسبة 2,3% هذا العام، في مقابل 6,1% العام 2019، قبل أن ينتعش في العام 2021.
وبحسب التقرير، "أحدث الوباء صدمة على مستوى الطلب بسبب بقاء الناس في منازلهم. وانعكس ذلك صدمة على مستوى العرض، إذ تعاني الشركات من نقص في اليد العاملة.. ومن نقص في المواد مع انهيار شبكات الإمداد".
وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في العالم المليون شخص، بينما يتسارع انتشار الوباء بشكل كبير في الولايات المتحدة، حيث أحصيت 1169 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بزيادة بمقدار الثلث عن الحصيلة اليومية السابقة.
وألحق الوباء أضرارا اقتصادية هائلة كما يظهر من رقم يعكس الوضع. فخلال أسبوع واحد خسر 6,6 مليون أمريكي وظائفهم، فيما نشاط نصف البشرية متوقف بسبب إجراءات العزل التي تطبق بصرامة كبيرة في بعض الأحيان.
وتجاوز عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس المليون الجمعة، وعدد الوفيات 52 ألفا حسب تعداد لوكالة فرانس برس.
وأوروبا هي القارة الأكثر تضررا، لكن الولايات المتحدة في طريقها إلى التقدم عليها لتصبح المركز الجديد للوباء، مع ربع الإصابات في العالم. وهذه الأرقام أدنى من الواقع على الأرجح نظرا لنقص قدرات في كشف الإصابات.
في الولايات المتحدة سجل رقم قياسي جديد في عدد الوفيات بلغ 1169، حسب تعداد جامعة جونز هوبكنز التي تعد مرجعا.
في المجموع توفي 5926 شخصا منذ بداية الوباء في الولايات المتحدة.
والعواقب الاجتماعية للوباء كارثية. ففي الولايات المتحدة سجلت الطلبات الأسبوعية للحصول على مخصصات البطالة في الولايات المتحدة مستوى قياسيا مع 6,6 ملايين طلب جديد.
وأعلنت شركة الطيران "بريتيش إيروايز" البريطانية أنها فرضت على 28 ألف موظف لديها يشكلون 60 % من العاملين فيها، بطالة جزئية.
أعلن البنك الدولي استعداده للإفراج عن مبلغ يصل إلى 160 مليار دولار في الأشهر ال15 المقبلة لمساعدة الدول على مواجهة الانعكاسات الصحية الفورية للوباء ودعم الانتعاش الاقتصادي.
أما المفوضية الأوروبية، فقد اقترحت إنشاء آلية لضمان الخطط الوطنية لدعم التوظيف التي وضعت بسبب الوباء، بمبلغ يصل إلى مئة مليار يورو.
ووافقت الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة الخميس بالإجماع على قرار يدعو إلى "التعاون الدولي" لمكافحة كوفيد-19، وهو أول نصّ تعتمده المنظّمة الدوليّة منذ تفشّي الوباء.