كورونا في السودان.. معتقدات شعبية تفاقم الجائحة
الكثيرون في السودان يواصلون عاداتهم المجتمعية دون اكتراث، مثل المصافحة والزيارات العائلية، والصلاة بالمساجد.
رغم مرور أكثر من شهرين على إعلان كورونا وباءً عالمياً، لا يزال غالبية السودانيين غير مصدقين لهذه الجائحة، ولديهم اعتقاد قوي بأن هذا الفيروس لن ينتشر في بلادهم نظراً لحرارة الطقس.
ويواصل الكثيرون في السودان عاداتهم المجتمعية دون اكتراث، فتجد المصافحة والزيارات العائلية، والصلاة بالمساجد والإفطارات الرمضانية الجماعية، رغم تصاعد ضحايا وباء كورونا في البلاد.
وكانت النتيجة الحتمية لهذا الاستهتار، تفشي فيروس كورونا في كل أرجاء السودان، إذ التهم ولايات البلاد الـ18، وأودى بحياة 97 شخصاً وتجاوز إجمالي الإصابات 2000 شخص، وفق آخر إحصائية أصدرتها وزارة الصحة السودانية.
وكشفت ابتسام التجاني، مساعد طبي في مشفى بالخرطوم عن إصابة عائلات بأكملها بفيروس كورونا نتيجة عدم الالتزام بالتدابير الوقائية، مشيرة إلى أن استهتار السودانيين بهذا الوباء أدى لانتشاره بصورة غير متوقعة.
وقالت التجاني لـ"العين الإخبارية" إن غالبية الإصابات المسجلة في السودان بفيروس كورونا كانت نتيجة مخالطة وليس جميعهم قادمون من الخارج، مما يشير إلى ضعف الاستجابة للتدابير الوقائية التي وضعتها السلطات الصحية.
وأضافت: "تمدد الوباء للقرى والفرقان والتهم البسطاء، بسبب تسرب الأشخاص القادمون من الخارج إلى ذويهم في الولايات الإقليمية، فنقلوا لهم العدوى بسبب تصرفات تفتقد للمسؤولية الأخلاقية".
وحثت التجاني السودانيين على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية، المتمثلة في التباعد الاجتماعي وتجنب المصافحة وارتداء الكمامات.
وأشارت إلى أن خطورة فيروس كورونا وسرعة انتشاره يقابلها تردي في النظام الصحي، مما يزيد الأوضاع تعقيداً، ويجب الالتزام بالتدابير الاحترازية لتسهيل مهمة القضاء عليه.
وقالت: "ما تزال الفرصة مواتية للسيطرة على كورونا في السودان، لأن عدد الإصابات رغم أنه تجاوز 2000 شخص، إلا أنه قليل مقارنة بدول أخرى، ويمكن أن تخلو بلادنا من الجائحة إذا التزمنا لأيام معدودة بالإجراءات الوقائية".
وفي ظل سريان حالة الطوارئ الصحية وحظر التجول الشامل في العاصمة الخرطوم، لا يخلو المشهد العام من تساهل إزاء التدابير الاحترازية، إذ تجد حالة من الاكتظاظ بالأسواق والطرقات العامة، مع وجود قلة ملتزمين بارتداء الكمامات ويستخدمون معقمات اليدين.
وقال عمر هنري، ناشط في لجان المقاومة الثورية لـ"العين الإخبارية" إن عدم التزام السودانيين بالتدابير الاحترازية أدى لانتشار الوباء بصورة مقلقة.
وأضاف أن بعض القنوات الفضائية كالجزيرة القطرية ساهمت في تضليل السودانيين في بادئ الأمر ورسخت لديهم اعتقادهم المتمثل في عدم انتشار كورونا في بلادهم نظراً لحرارة الجو، مما دفع السلطات للتدخل وحسم هذه التغطيات السلبية.
وأكد هنري أن المجموعات الشبابية والثورية لعبت دوراً كبيراً في توعية المجتمع السوداني بخطورة مرض كورونا، وتمكنت من هزيمة الحرب التي قادها فلول النظام البائد لضرب التدابير الوقائية حتى ينتشر الفيروس في البلاد.
وقال: "نحن نواصل مشوارنا التوعوي، من واقع مسؤوليتنا، وبدأنا نتلمس استجابة كبيرة من المواطنين".
وشدد على ضرورة أن تتخذ السلطات إجراءات صارمة تجاه المخالفين لإجراءات الطوارئ الصحية وتفعيل الغرامات والاحتجاز أسوة بما يحدث في دول أخرى.
وكانت الحكومة الانتقالية في السودان سارعت بفرض حالة الطوارئ الصحية في ربوع البلاد، وتبني برامج توعوية وإرشادات صحية ووقائية فور إعلان كورونا وباءً عالمياً.
كما أغلقت بموجب حالة الطوارئ الصحية، المنافذ الجوية والبحرية والبرية، وأوقفت الدراسة في كافة المراحل، ومنعت التجمعات والصلوات في المساجد، مع الاكتفاء برفع الأذان فقط، لكن لم يتم تطبيق هذه القرارات بالصورة المطلوبة.
وتدرجت السلطات في عملية الإغلاق حتى وصلت للحظر الشامل في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات المتأثرة بكورونا، رغم المصاعب المعيشية.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA= جزيرة ام اند امز