أطباء فرنسا يضحون بحياتهم ويواجهون كورونا بصدر مفتوح
عدد الوفيات بفيروس كورونا بين الأطباء يتزايد في فرنسا، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الصحي من نقص الموارد والإمكانيات.
تزامناً مع اليوم العالمي للطبيب، 30 مارس/آذار، يبذل أطباء العالم أرواحهم وجهودهم لمواجهة الجائحة التي يمر بها العالم بانتشار فيروس كورونا المستجد.
ففي فرنسا، على سبيل المثال، تجد أطباء متوفين نتيجة إصابتهم بالفيروس، وممرضات يعانين من نقص الموارد، وأيضاً الأبطال المتطوعين المنهكين.
وتزايد عدد الوفيات في القطاع الصحي بفرنسا، في الوقت الذي يعاني فيه من نقص الموارد والإمكانيات، فلم يتلقوا حتى الآن الأقنعة الواقية من طراز "إف. إف. بي2"، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد الأطباء قوله: "كل شيء ينفد، لا مزيد من معطف الطبيب، ولا الكمامات، ولا الجل الكحولي المائي، ولا حتى قفازات"، مضيفاً: "الوضع ببساطة لا يصدق، حتى طلب المعدات الذي قمنا به في فبراير/شباط لم يصل حتى الآن".
وبينما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "نحن في حالة حرب ضد فيروس كورونا المستجد"، يرى الأطباء الفرنسيون أنهم لا يريدون أوامر، يريدون فقط الوسائل.
وأعلنت وكالة الصحة الإقليمية الكبرى في فرنسا، ارتفاع عدد الوفيات من الأطباء إلى 10، بعد وفاة طبيبين آخرين في ألزاس، فقدا حياتهما إثر إصابتهما بفيروس كورونا المستجد.
والأسبوع الماضي، توفي الطبيب ماهين راملول (70 عاماً) في مستشفى كولمار بفيروس كورونا المستجد؛ وفي اليوم نفسه، توفي الطبيب أوليفييه جاك شنيلر (68 عاماً) في مستشفى في تريفينانز، إثر إصابته بالفيروس، وكان قد تطوع لمساعدة زملائه في علاج المرضى، بحسب صحيفة "لكسبريس" الفرنسية.
وكانت محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية أوردت معلومات عن الأطباء السابقين المتوفين، وأحدهما الطبيب جان جاك رازافيندرانزي، البالغ من العمر 67 عاماً، وهو طبيب متقاعد تلقى مكالمة هاتفية في نهاية فبراير/شباط الماضي عندما ضرب الوباء إقليم "واز" الفرنسي، لمساعدة زملائه في غرفة الطوارئ في مستشفى "واز كومباني"، وأصيب بالفيروس، وتوفي الأحد الماضي.
وبعد ساعات من وفاة جان جاك رازافيندرانزي، لحقه طبيب ثانِ بمستشفى ديجون الفرنسية، يدعى جان ماري بوجل، وذكرت صحيفة "لو بروجريه" الفرنسية أنه طبيب أمراض النساء والتوليد من مدينة ميولوز بإقليم (أوت رين).
من جهة أخرى، أطلق طبيب فرنسي موقعاً على الإنترنت يتضمن معلومات طبية للمتخصصين في الرعاية الصحية وللمتطوعين لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وذكرت محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية أن الطبيب بنيامين تيراسي في إقليم أميان الفرنسي، دشن موقعاً على الإنترنت يضع فيه قائمة شاملة بالتوصيات التي تقدمها النصائح العلمية بشأن فيروس كورونا المستجد مجاناً ومتاح للجميع.
وبنيامين تيراسي طبيب التخدير والإنعاش في جامعة "سي.إتش.يو" في أميان، أطلق تلك الفكرة في 20 مارس/آذار الجاري، التي جذبت عدداً كبيراً من العاملين بالمستشفيات والممارسين العامين، والممرضات، على مدى الأيام الماضية، وقام الموقع بإحصاء أكثر من 150 ألف زائر خلال 9 أيام فقط، وتستمر المعلومات في النمو بفضل مشاركة المساهمين.
من جانبه، قال الطبيب في مركز مستشفى جيريت (نوفيل أكويتين) جيروم كروس: "هذا الموقع يتمتع بميزة مركزية جميع المعلومات والبروتوكولات في صفحة واحدة، ويتم تحديثها يومياً. لم يعد علينا أن نتنقل في كل مكان للحصول على المعلومات الجديدة عن الفيروس، فإنه يوفر الوقت".
وبينما تمر فرنسا بأزمة صحية غير مسبوقة، فإن هذه الأداة تأتي في الوقت المناسب ويمكنها ضمان التواصل المباشر بين الأطباء في بعض الأحيان.
وتخطت فرنسا، الإثنين، عتبة 3 آلاف وفاة جراء فيروس كورونا مع تسجيل مستشفيات البلاد 3,024 حالة وفاة بينها 418 في الساعات الـ24 الماضية، وهي الحصيلة اليومية الأكبر للوفيات على الأراضي الفرنسية منذ ظهور الوباء، وفق تعداد رسمي.
وبلغ عدد المصابين بالفيروس الذين أدخلوا إلى المستشفيات نحو 21 ألفاً (أي بزيادة 1,592 مصاباً منذ الأحد)، علماً بأن 5,056 مصاباً أدخلوا العناية المشددة بينهم 424 منذ الأحد.