بدأت رحلة عزل العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المُستجد من قلب الصين في أواخر ديسمبر 2019، حاصدًا أرواح أكثر من 30 ألفا من إجمالي أكثر من نصف مليون شخص.
من قلب الصين، في ووهان عاصمة مقاطعة هوبِاي، في ديسمبر/كانون الثاني 2019، فجأة- ودون سابق إنذار- يتساقط الناس، كأوراق الشجر على الأرض، في الأسواق وأماكن العمل، على الأرصفة والطرقات، والكل ُّ ينظُر، وكأن على رؤوسهم الطير.
وول ستريت تشهد أول حالة وفاة بفيروس كورونا
أكاديمي تركي محذّرًا: ذروة كورونا بالبلاد مسألة وقت
فيروس قاتل، مجهول المصدر، يهاجم رئات البشر، أوّل المصابين أُدخِل إلى قسم الجراحة في مستشفى تشونغنان التابع لجامعة ووهان، وعلى الفور انتقلت الأعراض إلى عدد من الممرضين والأطباء والعاملين، ثم أُصيب عشرات المرضى.
سارعت إدارة المشفى إلى عزل المرضى في قسم الطوارئ، فيما ساد الاعتقاد بأن الفيروس المستجد قد انتقل إلى الصينيين من السمك والحيوانات البحرية في سوق ووهان، وآخرون قالوا: جاء من الأفاعي والخفافيش.
ومع تفاقم العدوى، قامت السلطات الصينية- مطلع سنة 2020- بإخبار منظمة الصحة العالمية بانتشار فيروس كورونا المستجد.
الخميس 8 فبراير/شباط 2020، توفي الطبيب "لي وين ليانغ" الذي أطلق التحذيرات الأولى عن انتشار الفيروس في مستشفى ووهان الذي استقبل أول إصابة بالمرض.
عُزلت ووهان عن العالم وتوقفت رحلات الطيران، والنقل العام، وباتت محطات القطارات خاوية على عروشها، أقفلت المعامل والمصانع، وساد صمتٌ مرعب في المدينة، امتد فيما بعد إلى كل مقاطعة هوبِاي.
عند دراسة الأطباء للفيروس الجديد، تبيّن أنه يحمل على حوافِّه نتوءات تشبه التاج، وكلمة تاج في اللاتينية تعني: كورونا، فأُطلِق الاسم على على الفيروس التاجي.. أمّا تسميته "كوفيد19" فقد جاءت من الأحرف الأولى للكلمات corona virus disease (مرض فيروس كورونا) والرقم 19 جاء من العام الذي ظهر فيه 2019.
في 10 يناير/كانون الثاني 2020 ظهر المرض خارج الصين، في اليابان، سُجّلت الحالة الأولى لرجل ثلاثيني أدخل إلى المستشفى بعد عودته من ووهان.
في كوريا الجنوبية أول إصابة كانت لصينية تبلغ 35 عاماً، وصلت إلى سيؤول في 19 يناير/كانون الثاني 2020 على متن طائرة آتية من ووهان أيضاً.
تايوان، نيبال، سنغافورة، فيتنام.. كلها أعلنت عن وجود إصابات في يناير/كانون الثاني الماضي.
في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، عَبَرَ كورونا الأطلسي ليدخل الأراضي الأمريكية، محمولاً في رئة رجل أمريكي أُدخِل مستشفى في سياتل، بعد أن عاد من ووهان في 15 يناير/كانون الثاني الماضي.
يمكن تسمية مارس/آذار، شهر الكابوس العالمي، فكورونا وصل إلى أربع أركان الأرض، غزا إيران، بدأ بكبار المسؤولين في الدولة، فيما خضعت مقاطعات بكاملها في إيطاليا للحجر.
في 11 مارس/آذار أعلنت منظمة الصحة العالمية كورونا وباء، وفي 13 مارس/آذار أعلنت الولايات المتحدة الطوارئ.
انتشر كورونا في حوالي 125 دولة، ضحاياه قاربوا الــ 5000 شخص في العالم، والمصابون مئات الآلاف، ولم يسلم نجوم المجتمع من الإصابة بالفيروس، ومنهم الممثل والمخرج الأمريكي توم هانكس وزوجته الممثلة ريتا ويلسون، ورئيس البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوسا، ووزيرة الدولة لشؤون الصحة في بريطانيا نادين دوريس.
بتعاونها، تجاوزت البشرية سارس وإيبولا وأنواعاً أخرى، لعلّها ليست بخطورة كورونا، وبالتأكيد لن تعدّمّ اليوم الوسيلة لإنتاج لُقاحٍ يعيد كورونا إلى أصله.. أنفلونزا خفيفة تزكم الأنوف لأيام ثم تنصرف.