رمضان في العزل.. يوميات مصري بعد إصابته ووالديه بكورونا
الشاب الثلاثيني يتمنى أن يخرج والداه من العزل مبكراً، حتى يطمئن قلبه عليهما خصوصا بعد تحول نتيجة تحاليله إلى سلبية وعودته للمنزل
حل شهر رمضان هذا العام على الكثيرين وهم ما بين الحجر والعزل جراء أزمة تفشي كورونا المستجد، ومن بين هؤلاء الشاب المصري أحمد مصطفى، الذي وجد داخل أحد مستشفيات العزل بالمملكة العربية السعودية، حتى تعافى وعاد إلى منزله، الثلاثاء.
14 يوماً قضاها "مصطفى" الحاصل على ليسانس الآداب ويعمل مندوب توصيل، منعزلاً عن أهله الذين يخوضون التجربة نفسها، عقب الإصابة بفيروس كورونا.
وروى "مصطفى" تجربته لـ"العين الإخبارية" قائلاً: "شعرت بإعياء وارتفعت درجة حرارتي لـ39 درجة. ظننت بأني أصبت بإنفلونزا وتعاملت مع الأمر بتناول خافض للحرارة، دون أن تراودني شكوك الإصابة بكورونا".
تجاهل أحمد تعبه، وانخرط في العمل، وشكّت والدته في إصابة والده، الذي يعمل طبيبا بالفيروس.
وأضاف: "قررت اصطحاب والدي لإجراء تحليل الـBCR، الذي ظهرت نتيجته إيجابية وإصابته بفيروس كورونا".
وتابع: "شعرت بعدها بأنني لست بخير، وتطورت الأعراض إلى السعال ثم انخفاض درجة الحرارة، مع انعدام حاسة الشم والتذوق، ثم ضيق بسيط في التنفس، وقيء".
قرر الشاب الثلاثيني في خطوة تاليه إجراء التحليل لنفسه ولوالدته، باعتبارهما مخالطين للوالد، وجاءت نتائج التحاليل إيجابية لكل منهما.
وانتقل أحمد ووالداه إلى أحد المستشفيات بالسعودية، لتبدأ رحلة علاجهم منفصلين عن بعضهم، ثم نقلهم إلى أحد الفنادق لمواصلة العلاج بعد تحسن حالتهم.
وبعد أيام من بدء العلاج، حل شهر رمضان، الذي أمضته العائلة منفصلة كل في غرفته، وقال أحمد: "اتخذت قرار الصيام، وأبلغت الطبيب، وأكد لي أن الأمر يتوقف على قدرتي، مع ضرورة متابعة وضعي الصحي بشكل دوري".
وأضاف: "للأسف كنت ممنوعاً من مقابلة أهلي أو الوجود خارج الغرفة، فالباب يفتح لتسلم الطعام أو لدخول الطبيب فقط، وكان الحل الوحيد أمامنا هو المقابلة من خلال مكالمات فيديو طويلة؛ نشرح خلالها ما دار خلال اليوم، وكذلك نتشارك الأجواء الخاصة بالإفطار عن بعد".
حاول أحمد خلال فترة وجوده بالعزل تحسين حالته النفسية بعد قيام العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور لوجباتهم التي أعدوها، وقرر نشر صوره لوجبة السحور، متمنياً أن يدعو له الجميع بالشفاء.
تمنى الشاب الثلاثيني أن يخرج والداه من العزل مبكراً، حتى يطمئن قلبه عليهم: "بعد تحول نتيجة تحاليلي إلى سلبية، سُمح لي بالعودة للمنزل، ولكني ما زلت على تواصل مع أهلي من خلال الإنترنت ومكالمات الفيديو".
قضى أحمد 4 سنوات داخل المملكة العربية السعودية متنقلاً بين أكثر من عمل، ولكنه وسط الجائحة كان حريصاً على عمله، متخذاً إجراءات الوقاية، فيقول: "أرتدي أثناء العمل سترة، وكذلك الكمامة والقفاز، وأستخدم المعقمات، مع ترك الطلب والبعد لمسافة متر عن الباب، حتى لا يصاب أحد".