التأثيرات وردود الأفعال على كورونا تعددت لتشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الأيديولوجية
يكمل مرض كورونا الذي انتشر في مقاطعة ووهان في جمهورية الصين شهره الثاني حاصداً أرواح مئات الأبرياء مع تجاوز أعداد المصابين به حاجز الـ40 ألفا.
وقد انتشر هذا المرض بسرعة كبيرة ليصاب العالم أجمع بصدمة وفزع من وباء تذهب على إثره أرواح البشر في مكان في العالم كون الصين بلدا ملياريا يتجاوز تواصله مع العالم أي بلد آخر، ويغذي العالم باختراعاته وببضاعته ولا يخلو منزل مما تبدعه يد الصانع الصيني ولا بلد من سائح أو بائع أو مهاجر من بلد التنين.
وقد تعددت التأثيرات وردود الأفعال على كورونا، لتشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الأيديولوجية، فها هي دول تصرح بدعمها التام للصين في محنتها وأخرى تغلق الحدود أمام المواطنين الصينيين، وها هي أسعار النفط تتأثر من هذه الأزمة والاقتصاد الصيني يستعد لتكبد خسائر تقدر بـ160 مليار دولار، أما اجتماعيا فقد أثر المرض على تحركات الناس وتعاملهم وسفرهم ومعاملاتهم فيما انتشرت المغالطات العلمية، ونظريات المؤامرة وغيرها من التحليلات المتوقعة في محنة كهذه.
لا شك أنه من الضروري أن يتم التصدي لأصحاب الآراء المتطرفة لئلا يوزعوا الأحكام والخرافات جزافا ويشوهوا صورة الإسلام، بشماتتهم بآلام الآخرين، وهذا دور يجب أن تضطلع به المؤسسات الدينية السمحة والأجهزة الإعلامية، والشخصيات المؤثرة، في أي مكان في العالم الإسلامي.
لكن الأكثر غرابة واستهجاناً اعتبار انتشار مرض كورونا شأناً دينيا وعقاباً إلهيا وربطه بشعب الإيغور في إقليم شينجيانغ، والمؤسف حقا أن تنتشر مثل هذه الآراء الخطيرة انتشار النار في الهشيم وتجد رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي، أقول خطيرة لأنها تكشف عن رغبة في أن يقتل الأبرياء، وفي ذلك توافق مع خطاب الكراهية الذي يتبناه الإرهابيون، فهل كان الأطفال والعجائز والنساء والولدان المصابون بالمرض أعداء لأحد!
إن مثل هذا الخطاب يتكرر بعد أي نازلة تصيب دولة أو شعبا ما ليبحث أصحاب الأيديولوجيا الحمقاء عن أي علة تتناسب مع أفكارهم فيمرروا كراهيتهم تحت غطاء الدين، ليسموها عقابا وسخطا وانتقاماً، لكن في المقابل يسمونها ابتلاءً إذا نزلت بهم وهو لعمري من السخف والغباء، حتى إذا اطلع العالم على هذا الخطاب تفاجأ من الكراهية التي يبديها بعض بني جلدتنا في أحداث تجتمع البشرية على التعاطف معها ودعمها.
لا شك أنه من الضروري أن يتم التصدي لأصحاب الآراء المتطرفة لئلا يوزعوا الأحكام والخرافات جزافا ويشوهوا صورة الإسلام، بشماتتهم بآلام الآخرين، وهذا دور يجب أن تضطلع به المؤسسات الدينية السمحة والأجهزة الإعلامية، والشخصيات المؤثرة، في مكان في العالم الإسلامي.
نعم نقف مع الصين وكل دول العالم في التصدي لهذا المرض؛ لأن ذلك ما يأمرنا به ديننا الحنيف وإنسانيتنا، ولندعو الله القدير أن يجنب الصين والعالم أجمع شر الأمراض والأوبئة والعلل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة