سباق مع الزمن لإنتاج لقاح كورونا
"التحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء CEPI" يضخ ملايين الدولارات في مشاريع حول العالم للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا الجديد
عادة ما يستغرق التوصل إلى أي لقاح سنوات، ويشمل عدة خطوات تتضمن إجراء اختبارات على الحيوانات، وتجارب سريرية على البشر، وموافقات تنظيمية، لكن العديد من فرق الخبراء تتسابق بدعم من "التحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء CEPI"، بهدف الوصول إلى لقاح بشكل أسرع، ويأمل العلماء الأستراليون أن يكون فريقهم جاهزًا خلال 6 أشهر.
والتحالف هو هيئة تم تأسيسها عام 2017 لتمويل أبحاث التكنولوجيا الحيوية في أعقاب تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا، والذي أودى بحياة أكثر من 11 ألف شخص، وقاموا مؤخرا بضخ ملايين الدولارات في 4 مشاريع حول العالم للوصول للقاح لكورونا الجديد.
أحد هذه المشروعات تقوم عليها جامعة كوينزلاند التي تستخدم تقنية اللقاح الخاصة بها للاستجابة لهذا التحدي الصحي العالمي.
ويقول د. بول يونج، رئيس كلية الكيمياء والعلوم البيولوجية، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لجامعة كوينزلاند: "لدينا تكنولوجيا جديدة للتوليد السريع للقاحات جديدة عن طريق معرفة معلومات التسلسل الجيني للفيروس".
وانتشر الفيروس الجديد بسرعة منذ ظهوره في الصين أواخر العام الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1670 شخصا وإصابة نحو أكثر من 69 ألف حالة، كما تم الإبلاغ عن حالات في 20 دولة أخرى.
ويضيف يونج: "نأمل في تطوير لقاح على مدى الأشهر الستة المقبلة، والذي قد يستخدم للمساعدة في احتواء هذه الفاشية".
وتعمل شركة الأدوية الحيوية الألمانية "كيوريفاك" وشركة "مودرن سيرابيتكس" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها على المشروع الثاني الذي يدعمه "التحالف من أجل ابتكارات التأهب للوباء CEPI"، وهو تطوير لقاحات تعتمد على "الرنا المرسال" أو ما يسمى بـ"الحمض النووي الريبوزي المرسول".
ووفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني للشركة الألمانية في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، فقد حصلت تلك الجهات على تمويل أولي إضافي يصل إلى 8.3 ملايين دولار من التحالف، لتطوير لقاح سريع وتصنيعه وإجراء اختباراته السريرية.
وتقول د. ماريولا فوتين-مليتشيك، رئيسة قسم التكنولوجيا في كيوريفاك: "التقنية التي تستخدمها الشركة مناسبة بشكل خاص لتوفير استجابة سريعة لموقف تفشي الفيروس".
وتعتمد هذه التقنية على استخدام الترميز الجيني للفيروس لخداع خلايا الجسم لإنتاج بروتينات مماثلة لتلك الموجودة على سطح الفيروس، وبالتالي يتعلم الجهاز المناعي على التعرف على البروتينات ويكون جاهزًا للعثور على الفيروس ومهاجمته عندما يدخل الجسم".
وتضيف ماريولا: "بفضل التمويل المقدم من التحالف، سنكون قادرين على دعم المعركة ضد هذه الحالة الصحية الطارئة على وجه السرعة، وفي الوقت الحالي، نحن بصدد تطوير اللقاح، حتى يمكن استخدامه في الاختبارات قبل السريرية، واختباره بسرعة على البشر في دراسة سريرية".
أما المشروع الثالث، فيعمل عليه العلماء الفرنسيون في معهد باستور، حيث يقومون بتعديل لقاح الحصبة للعمل ضد فيروس كورونا، لكنهم لا يتوقعون أن يكون جاهزًا قبل 20 شهرًا تقريبًا، وفق تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمعهد الشهر الماضي.
وفي الوقت نفسه، بدأ المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها تطوير لقاح، وفقًا لوكالة أنباء شينخوا الحكومية.
ويخشى د.أونج سيوا هوا، مدير مختبرات أبحاث "أكيومين"، وهي شركة للتكنولوجيا الحيوية في سنغافورة، توقف الجهود المبذولة لتطوير لقاح للفيروس الجديد مع انتهاء الفاشية.
ويقول في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، السبت: "أعتقد أن اللقاح سيكون مهمًا بالتأكيد، وإذا كان الوقت غير مناسب لهذه الجولة، فسيكون مهمًا في المرة القادمة".