كوروناسومنيا.. 6 أعراض تميز حالة الأرق التاجي
مشاكل النوم ليست جديدة بل إن ملايين البشر يعانون منها منذ زمن، لكن مع تفشي كورونا بات الأمر خارج نطاق السيطرة وظهر مصطلح كوروناسومنيا.
قلة النوم الجيد مشكلة منتشرة لدرجة أن مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة أطلقت عليها "وباء الصحة العامة"، بعدما سجلت البيانات أن أكثر من ثلث الأمريكيين لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم بشكل منتظم لسنوات.
ومع اجتياح فيروس "كوفيد-19" العالم قبل أكثر من عامين ونصف صار الحرمان من النوم مشكلة متضخمة بالفعل، وأبلغ الناس عن مشاكل النوم أكثر من أي وقت مضى مدفوعا بالطبع بمشاعر التوتر والحزن والقلق التي خلفها انتشار الوباء وتأثيره على الحياة اليومية.
هذا الوضع دفع خبراء النوم لوصف هذه الحالة بـ"كوروناسومنيا" أي الأرق التاجي، وهو مصطلح يحمل شقي الأزمة: فيروس كورونا والأرق.
ما هو كوروناسومنيا؟
كوريوناسومنيا واحد من "الأمراض الترادفية" العديدة، ويشرحها الموقع المختص على أنها "وباء يسببه وباء، ويعمل جنبا إلى جنب معه، ويزيد سوءًا بسببه".
ويتميز كوروناسومنيا بزيادة مشاكل النوم أثناء الوباء، فضلاً عن أعراض القلق والاكتئاب والتوتر، وفي حين أن الأرق غالبًا ما يرتبط بالقلق والاكتئاب، يختلف الأرق التاجي عن الأرق التقليدي لأنه مرتبط بجائحة COVID-19.
ووفقا لموقع sleepfoundation، أبلغ نحو 4 من كل 10 أشخاص عن مشاكل في النوم أثناء الوباء بسبب ضغوط العيش في جائحة عالمية.
طوال الجائحة، وثقت دراسات مختلفة زيادة معدلات الأرق واضطرابات الصحة العقلية، مثلا قبل الوباء كان 24% من الناس يعانون من أرق المحافظة على النوم أو صعوبة البقاء نائمين.
وخلال الوباء ارتفعت هذه النسبة إلى 40%، وقفز معدل الانتشار بين الأفراد الذين يعانون من الأرق عند بدء النوم أو صعوبة النوم في المقام الأول من 15% إلى 42%.
بشكل عام، يقدر الخبراء أن عدد الأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال الأرق زاد بنسبة 37% عن مستويات ما قبل الجائحة.
ما هي أعراض كوروناسومنيا؟
تشمل أبرز أعراض الأرق التاجي ما يلي:
- زيادة مستويات التوتر.
- صعوبة الاستمرار في النوم.
- زيادة أعراض القلق والاكتئاب.
- زيادة النعاس أثناء النهار
- ضعف التركيز.
- سوء الحالة المزاجية.
لماذا يصيب كوروناسومنيا الناس؟
ألقى الوباء بأنماط نوم ملايين خارج السيطرة، فنحن لا نبقى مستيقظين بعد أوقات نومنا فحسب بل نستيقظ أيضًا في وقت متأخر بسبب الافتقار إلى الروتين وما يعرف بـ"النوم النظيف".
كما أدى الإجهاد المرتبط بـCOVID والعمل من المنزل والإغلاق إلى نوم الأشخاص أقل من المطلوب أو أكثر من اللازم، بسبب القلق الناجم عن كورونا.
وكشفت دراسة استقصائية أجريت في الهند أن 52% من الأشخاص تغيرت أنماط نومهم بعد وباء كورونا.
وفقًا للمسح الذي أجرته إحدى منصات وسائل التواصل الاجتماعي حديثا LocalCircles، فإن واحدا من كل اثنين من الهنود الذين شملهم الاستطلاع قال إنه يحصل على أقل من 6 ساعات من النوم المتواصل كل ليلة، بينما ينام واحد من كل 4 أقل من أربع ساعات.
ونقل موقع timesofindia عن الدكتور براشانت تشاجد، مدير مركز أمراض الرئة والنوم بإحدى مستشفيات العاصمة، قوله: "لقد رأينا اضطرابات النوم في البداية أثناء الإغلاق عندما كان الناس ينامون في وقت متأخر جدًا ويستيقظون أيضًا في وقت متأخر جدًا".
وأضاف: "تعرض بعض الناس للإجهاد، بينما لم يكن لدى البعض الآخر نظافة جيدة للنوم، وكان الناس قلقين أيضًا بشأن كيفية تأثير كورونا على أفراد أسرهم خلال الموجة الأولى والثانية".
بعد الإغلاق نرى أيضا مرضى يعانون من أنماط نوم مضطربة أو صعوبة في النوم، وهناك عدد قليل من المرضى يقولون إنهم ينامون كثيرًا أيضا، وهم إما يعملون من المنزل أو يعانون من متلازمة ما بعد كورونا، وفقا للمختص.
عن سبب الإصابة بكوروناسومنيا، قال الدكتور أشيش كومار براكاش، استشاري طب الجهاز التنفسي وطب النوم: "عندما يكون الناس مصابين بفيروس كورونا أو يتعافون منه يكونون متوترين عقليًا وجسديًا، وهذا يزعج بشكل كبير نمط النوم".
وأضاف: "يميل الناس إلى الشعور بالخوف وهم معزولون ولا يستطيعون اتباع روتين، وكل هذا يرقى إلى الكثير من الضغط النفسي ويؤدي إلى فقدانهم للنوم، وحاليا نشهد الكثير من حالات اضطراب ما بعد كورونا".
وتابع أنه خلال الجائحة بدأ الكثير من الناس يعيشون بأسلوب حياة خامل للغاية، ما أدى إلى زيادة عدد مرضى السمنة، ونتيجة لذلك زادت حالات انقطاع النفس النومي أيضًا".
انقطاع النفس الانسدادي النومي يحدث عندما يحاول شخص ما النوم، ولا يستطيع ذلك بسبب ضيق مجرى الهواء أو الانغلاق وانقطاع التنفس، وعادة يحدث هذا عادة بسبب السمنة.
وأوضح أنه عندما يصاب الأشخاص بفيروس كورونا ويتعرضون للتوتر بشأن صحتهم وعائلاتهم ومعيشتهم وأموالهم، فإن نوعية نومهم ستتأثر سلبًا.
أيضا عندما يتعافى الأشخاص من كورونا ويستمرون في القلق بشأن احتمال الإصابة مرة أخرى والعزلة الاجتماعية مرة أخرى، يمكن أن يؤدي ذلك إلى قلة النوم السليم وعدم القدرة على النوم في الوقت المحدد، والنوم المتقطع، وغير ذلك من المشكلات المتعلقة بالنوم.
كيف تتعامل مع كوروناسومنيا؟
قدم الخبراء مجموعة من النصائح لاتباع نظام النوم الجيد والتغلب على حالة كوروناسومنيا، كالتالي:
- تناول العشاء في الوقت المحدد، ويفضل أن يكون خفيفا.
- يجب أن يكون الفاصل الزمني بين نومك ووجبتك الأخيرة ساعتين على الأقل.
- لا تستخدم الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة قبل ساعة واحدة على الأقل من النوم.
- يجب استخدام السرير الذي تنام فيه للنوم فقط ولا تستخدمه في الأعمال المكتبية.
- اذهب إلى الفراش وفقًا لوقت نومك المعتاد حتى ولو لم تشعر بالنعاس.
- تجنب النوم أثناء النهار حتى إن كنت متعبا.
- لا تستهلك الكافيين أو المشروبات الغازية بعد الساعة 5-6 مساءً.
- مارس مجموعة من التمارين المعتدلة يوميا.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز