بينها داعش والقاعدة.. "كورونا" الفتاك يحاصر الإرهاب
فيروس كورونا ربما أسهم أيضا في القضاء على العديد من أسوأ الإرهابيين أو على الأقل تجميد نشاطهم.
أثار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي يجتاح العالم موجة من الفوضى والتداعيات الخطيرة، لكنه ربما أسهم أيضا في القضاء على العديد من أسوأ الإرهابيين أو على الأقل تجميد نشاطهم.
وفي تقرير نشرته صحيفة "جيروزالم بوست"، كشفت عن أن التنظيمات الإرهابية؛ لا سيما "داعش"، و"القاعدة"، وحركة "الشباب" الصومالية، و"الحرس الثوري" الإيراني هي الأكثر تضررا من الفيروس الذي ضرب أكثر من 153 دولة حول العالم، وقتل نحو 8 آلاف. وأصاب أكثر من 198 ألف شخص.
تنظيم "داعش"
قالت الصحيفة إنه لا توجد إحصائيات حول كيفية تأثير الفيروس على أنصار "داعش"، لأن التنظيم الإرهابي لن يصدر أبدا بيانات سلبية، وليست لديه اتصالات بالمجموعات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية أو العالم المتحضر.
لكن أمر "داعش" الأخير المفاجئ لأتباعه بالبقاء بعيدا عن أوروبا، لا يعني فقط أنه يخشى إصابتهم في المستقبل إذا ذهبوا إلى هناك، ولكن من المحتمل أن شبكاته تضررت بالفعل، لكن أتباعه يميلون إلى العزلة وربما يتجاهلون مخاطر العدوى، ويحظرون قبول المساعدة الطبية في الدول المضيفة، لأن وجوههم مدرجة بالفعل في قوائم المطلوبين.
النظام الإيراني
ولفتت إلى أن إيران التي تعد مثالا نموذجيا لنظام يرعى الإرهاب، تضررت أكثر من أي دولة أخرى بما في ذلك الصين وإيطاليا، لكنها لا تعلن الأرقام بنزاهة.
ورجحت أن الأعداد الحقيقية ربما تكون أعلى بكثير من الأعداد الرسمية، التي بلغت الثلاثاء، نحو 1000 حالة وفاة، وأكثر من 14 ألف شخص مصاب.
ولفتت إلى أن عددا من كبار القادة الإيرانيين، بينهم مقربون من المرشد الإيراني علي خامنئي (الذي لم يظهر خلال الأزمة) ووزراء، وكبار ضباط "الحرس الثوري" لقوا حتفهم أو أصيبوا بالفيروس، فضلا عن الكثير من كبار القادة في فئة "المسنين" الأكثر تعرضا للخطر.
وتوقعت أنه بعد سلسلة من العقوبات والتهديدات العسكرية، ربما يكون فيروس "كورونا" العامل الأول الذي يمكنه أن يبطئ مسيرة النظام الإيراني الذي يرعى الإرهاب نحو حيازة سلاح نووي.
ووفقا للصحيفة، أسهم انتشار الفيروس في أجزاء من سوريا، وتشتت طهران عموما بسبب الأزمة الداخلية، على جهود تصدير آلة الحرب الإيرانية إلى الأراضي السورية.
ونوهت بأن إيران تواجه أيضا صعوبة في محاربة الفيروس لأن سنوات من العقوبات جعلت البلاد في أضعف حالاتها، وأقلها إمدادا اقتصاديا وطبيا.
حركة "الشباب" الصومالية
وقالت الصحيفة إن تفشي فيروس "كورونا" بدأ في الظهور في الصومال؛ حيث تسيطر جماعة "الشباب" المسلحة المرتبطة بتنظيم "القاعدة" على أجزاء كبيرة من البلاد.
ورجحت أن تتأثر عناصر هذه الجماعة الإرهابية بشكل أقوى من المناطق الأخرى بسبب نقص المساعدة والاتصالات مع منظمة الصحة العالمية والدول الغربية الأخرى التي يمكنها المساعدة.
تنظيم "القاعدة"
ينطبق الشيء نفسه على الأرجح على تنظيم القاعدة بشكل عام في أي بلد تحاول فيه السيطرة على الأراضي والاختلاط مع عدد أكبر من السكان.
لكن الأذرع الوحيدة للقاعدة التي لم تتأثر بشدة أكثر من نظيراتها كانت في المجتمعات الغربية، فربما لم تتعرض للإصابة خلال المرحلة الأولية، حيث أسهمت عزلتها الشديدة في جعلها أكثر حصانة من العدوى.
"حزب الله" اللبناني
وأشارت تقارير إلى إصابة كبار مسؤولي "حزب الله" بالفيروس خلال زيارة قام بها رعاتهم الإيرانيون، وربما يكون من بينهم حسن نصر الله زعيم التنظيم اللبناني.
وأكدت أن الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم هي الأكثر تضررا كونها ليس لديها جهاز حكومي لتراجعه، ما قد يمنح العالم بعض الوقت من الراحة في ظل توقف أعمالها العدائية.
وارتفعت، الأربعاء، حصيلة الوفيات المؤكدة حول العالم من جرّاء فيروس كورونا المستجدّ إلى 8131، وبلغ عدد المصابين بالوباء أكثر من 198 ألفا و131 حالة، بينما تعافى 81 ألفا و775 شخصا.