ملايين الصينيين يرتدونها.. هل أقنعة الوجه مفيدة أمام كورونا الجديد؟
ربما تساعد هذه الأقنعة زهيدة الثمن المتوفرة في الصيدليات والتي تغطي منطقة الأنف والفم في تجنب انتشار العدوى إذا تم وضعها بطريقة صحيحة
دفع انتشار فيروس كورونا الجديد عبر الصين وفي 10 دول أخرى على الأقل تشمل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، أطباء وخبراء صحة إلى تقديم نصائح حول تقليل فرص الإصابة بالمرض.
وشجعت السلطات الصينية سكان مدينة ووهان على وضع الأقنعة الطبية في الطرق العامة للمساعدة في الحد من انتشار هذا الفيروس الفتاك الجديد، لكن هذه الأقنعة فعالة في تجنب الإصابة بالفيروس؟
ويقول كثير من الأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية إن هذه الأقنعة زهيدة الثمن المتوفرة في الصيدليات والتي تغطي منطقة الأنف والفم، ربما تساعد في تجنب انتشار العدوى إذا تم وضعها بطريقة صحيحة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ويضيف العلماء، أنه لا يوجد دليل علمي موثوق حول مدى فعالية الأقنعة الطبية خارج نطاق الرعاية الصحية. لكن أشارت معظم الدراسات الناجحة التي ركزت على مدى فعالية الأقنعة الطبية في حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية داخل المستشفيات من التقاط العدوى من المرضى، إلى أن الاستخدام المستمر لها ساعد كثيرا.
وتنصح د. جولي فايشامبيان، رئيسة لجنة الصحة العامة لجمعية الأمراض المعدية الأمريكية بضرورة غسل اليدين باستمرار وتجنب الأشخاص المصابين ما تعتبره أكثر أهمية من مجرد وضع الأقنعة الطبية على الوجه. وقالت إن الأقنعة الطبية عادة ما تكون غير محكمة على الوجه ما يترك فجوات حول الفم ما يسمح بدخول الهواء المحمل بالفيروسات والعدوى.
وقال د.آميش أداليا، طبيب الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، إن الأقنعة الطبية تحجب جزءا كبيرا من قطرات الجهاز التنفسي الناتجة عن عطس وسعال الأشخاص المحيطين وتمنعها من الدخول إلى الفم والأنف، مضيفا أن فيروسات كورونا تنتشر بشكل أساسي بسبب هذه القطرات، ولفت إلى أن معظم الأشخاص يدخلون أيديهم من تحت الأقنعة لحك أنفهم أو وجههم أو إزالته للرد على الهاتف ما يمكن أن ينقل العدوى.
د.مارك لوب، اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة ماكماستر في هاميلتون بأونتاريو، قال إن دراسة أجريت أثناء انتشار فيروس السارس وجدت أن وضع قناع يقلل خطر انتقال العدوى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية بنسبة 85% تقريبا، كما أن هناك اتفاقا عاما على أن المرضى المصابين الذين يضعون الأقنعة الطبية أقل نشرا العدوى للآخرين.
وأصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تعليمات إلى المستشفيات بضرورة طلب وضع قناع طبي من أي مريض يعاني الحمى أو أمراض الجهاز التنفسي أو سافر مؤخرا إلى ووهان الصينية أو تواصل مع شخص سافر إلى هناك. كما أوصت أيضا بأن يرتدي العاملون في مجال الرعاية الصحية جهاز تنفس إذ يقوم بتصفية جزيئات أكثر من القناع الطبي عندما يكونوا حول هؤلاء المرضى.
ونشرت صحيفة "جارديان" البريطانية مجموعة من النصائح لتجنب العدوى، وهي كما يلي:
1- غسل اليدين عدة مرات بماء دافئ وصابون لمدة 20 ثانية على الأقل وفرك اليدين معا وضمان غسل جميع أجزاء اليدين وكذلك راحة اليد الخلفية أو استخدام معقم يدين يحتوي على الكحول نظرا لفعاليته ضد فيروسات الجهاز التنفسي.
2- تغطية الأنف والفم بمنديل ورقي أثناء العطس أو السعال.
3- تجنب الاقتراب من شخص مصاب بحمي أو سعال أو تظهر عليه أعراض مريبة.
4- عدم لمس الوجه أو العيون إذا كانت اليد غير نظيفة.
5- استشارة الطبيب في حالة الإصابة بحمى أو سعال أو صعوبة في التنفس ومشاركة تاريخ سفرك مع مزودي الرعاية الصحية.
6- تجنب التعامل المباشر بدون حماية كافية مع الحيوانات الحية والأسطح التي لمسها الحيوانات أثناء التواجد في الأسواق والمناطق المصابة.
7- تجنب تناول أي منتجات حيوانية نيئة أو غير مطهية بصورة كافية وتوخي الحذر الشديد أثناء التعامل مع اللحوم النيئة أو الحليب أو أعضاء الحيوانات لتجنب نقل العدوى بين الأطعمة غير المطهية.
كما قالت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر" إن طهي لحم حيوان مصاب بفيروس كورونا حتى درجة 150 فهرنهايت يعطل نشاط الفيروس. لكنها أوضحت أن الخطورة تكمن في مرحلة تحضير اللحم قبل طهيه على النار، إذ يمكن انتقال العدوى في هذه المرحلة.
وأضافت أنه كما حدث على ما يبدو في سوق ووهان، التقط بعض الأشخاص العدوى بالفيروس بسبب تعاملهم مع حيوانات حية تم ذبحها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة ما جعل الأنسجة أو قطرات الدماء تنتشر في الهواء وتنقل العدوى.
وطالب أحد الأطباء العامة من أنحاء العالم بالهدوء وعدم الذعر، موضحا أنه مقارنة بنزلات البرد العادية التي نصاب بها كل عام، يعتبر فيروس ووهان مجرد بقعة صغيرة في الأفق.