فيروس كورونا يكره النساء.. كبار السن والرجال الأكثر تعرضا
فيروس كورونا يقتل بشكل أكبر كبار السن، والذين يعانون بالفعل من أمراض خطيرة أو مزمنة، كما يستهدف الرجال أكثر من النساء.
تحظى فئات الشباب والأطفال والنساء بفرص أكثر في النجاة من الإصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، بحسب دراسة نشرتها مجلة "فوتور سانتيه" الفرنسية الطبية.
وقالت المجلة الفرنسية إن "من الأفضل أن تكون شابا؛ لأنه لأسباب لا يمكن تفسيرها فإن فيروس كورونا يقتل بشكل أكبر كبار السن، والذين يعانون بالفعل من أمراض خطيرة أو مزمنة، كما يستهدف الرجال أكثر من النساء.
وأوضحت المجلة الفرنسية المتخصصة في الشؤون الصحية أن فيروس كورونا الجديد منذ ظهوره في الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي يصيب الجهاز التنفسي، وأسفر عن وفاة أكثر من 2800 شخص، وإصابة نحو 83 ألفا في 53 دولة على الأقل، يستهدف الفئات الأكثر هشاشة.
ووفقا للمجلة الفرنسية؛ في معظم الحالات يتسبب الفيروس في أعراض خفيفة أو معتدلة مثل السعال والحمى والتعب، لكن في الحالات الأكثر خطورة، يمكن للمرضى الدخول في ضائقة تنفسية حادة شديدة، أو يكونون ضحية قصور واعتلال العديد من أجهزة الجسم، والذي يمكن أن يؤدي إلى الموت؛ إذ يقدر معدل الوفيات ما بين 1 و3% من المصابين.
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن ذلك المعدل للوفيات أكثر من الإنفلونزا الموسمية التي تقتل (نحو 0.1%)، ولكنها أقل من الأوبئة السابقة المرتبطة بفيروس كورونا، مثل مرض سارس الذي بلغ معدل الوفيات 9.6% من المصابين وهو يقترب من فيروس كورونا المستجد من حيث الأعراض.
ومع ذلك، هناك فئات معينة معرضة لخطر أكبر للوفاة بالفيروس، وفقا لبيانات السلطات الصينية، وما ذكرته المجلة الطبية الأمريكية Jama، بأن معدل الوفيات لمصابي الفيروس يرتفع بشكل ملحوظ مع تقدم العمر.
ويبلغ متوسط معدل الوفيات بسبب كورونا الجديد 2.3%، لكن لا توجد وفيات بين الأطفال دون سن الـ10، حتى سن 39 عاما. فيما يبلغ معدل الوفيات في سن الأربعينات نحو 0.4% من المصابين، يرتفع معدل الوفيات إلى 1.3% في الفئة العمرية من 50 إلى 59 عاما، و8% في الفئة العمرية من 60 إلى 69 عاما.
بينما الفئات الأكثر عرضة للخطر من تزيد أعمارهم على 80 عاما؛ إذ بلغ معدل الوفيات نحو 14.8%، وهي السمة الغالبة للوفيات في جميع أنحاء العالم. لا سيما في أوروبا، تحديدا في إيطاليا الأكثر تضررا من الفيروس؛ إذ تُوفي 14 حالة بينهم 6 تجاوزت أعمارهم 80 عاما.
الأطفال الأكثر أمانا
ووفقا للمجلة الفرنسية فإن غياب الضحايا الأطفال والأصغر سنا لا يزال يثير حيرة الخبراء، الذين من المفترض أن يكونوا الأكثر عرضة للأمراض المعدية.
من جانبها، ترى أستاذة علم الأوبئة في المعهد الوطني للصحة الأمريكي سيسيل فيبود، أنه من المثير للدهشة أن أعراض التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، البكتيرية أو الفيروسية، دائما ما تكون خطيرة لدى كبار السن جدا، ولكن لا تكون حالات لدى صغار السن جدا، خاصةً الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
وقال كونج جون إم نيكولز، أستاذ علم الأمراض المعدية بجامعة هونج: "الجهاز المناعي للأطفال مصمم للتفاعل مع وجود عوامل معدية جديدة".
الرجال الأكثر تعرضا
والسمة الثانية لفيروس (كوفيد-19)، أن الرجال أكثر تهديدا للإصابة بالفيروس من النساء؛ إذ تشير الدراسة إلى أن الرجال يشكلون 51.4% من الحالات المؤكدة، كما يمثلون ثلثي الوفيات بنسبة (63.8%).
وفسرت الباحثة الأمريكية سيسيل فيبود ارتفاع معدل الإصابة لدى الرجال، بارتباطها بارتفاع نسبة التدخين بين الرجال، والاختلافات في السلوك والاستجابة المناعية.