"كورونا" يوجه ضربة قاضية للاقتصاد الإيراني
تأتي ضربة فيروس كورونا الجديد لتصعد من الأزمات التي يواجهها الاقتصاد الإيراني بالفعل؛ خاصة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة عليه في يناير الماضي
قال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون إن مبيعات النفط الخام الإيراني تلقت ضربة بسبب التراجع المفاجئ في الطلب من الصين أكبر شركائها التجاريين.
وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن طلب بكين للخام تراجع في أعقاب وباء فيروس كورونا المستجد المميت، الأمر الذي يمثل ضربة لطهران التي تواجه خطر انهيار اقتصادي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بالإضافة إلى تراجع مبيعات النفط، تعرقل حالة الاضطرابات في الصين الإمدادات الخاصة بقطع الغيار والسلع زهيدة الثمن التي تحتاجها طهران من أجل مصانعها وأسواقها.
وتأتي ضربة فيروس كورونا المستجد لتصعد من الأزمات التي يواجهها الاقتصاد الإيراني بالفعل؛ خاصة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة عليه في يناير/كانون الثاني الماضي، الأمر الذي اعتبره محللون خطوة جديدة تزيد من تدهور اقتصاد طهران.
- اقرأ أيضا: تسجيل أول إصابة بـ"كورونا" في مصر
واستهدفت عقوبات واشنطن الأخيرة قطاعي الصناعة والتعدين، فضلا عن 8 مسؤولين عسكريين وأمن قومي بارزين، حيث أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن العقوبات الجديدة تأتي بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في بغداد الأسبوع الماضي، ما أدى لهجمات إيرانية انتقامية، الأربعاء، على قواعد تتمركز بها القوات الأمريكية في العراق.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير سابق أن على مدار حملة ترامب الانتخابية، حث الولايات المتحدة على ضرورة مغادرة الاتفاق المبرم مع إيران، إذ كان قد وصفه -ترامب- خلال تغريدة عبر تويتر عام 2015 "بالاتفاق المروع بالنسبة للبلاد والعالم، إذ لا يفعل شيئا سوى جعل إيران غنية وسيؤدي إلى كارثة."
وفي 8 مايو/أيار عام 2018، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق؛ معللا بأنه لم "يحقق السلام والهدوء، ولن يفعل أبدا". وقال أنصار الرئيس إن إيران تواصل زعزعة استقرار الشرق الأوسط من خلال وكلائها في اليمن ولبنان وسوريا، وغيرها من الدول في المنطقة.
وتضيف الصحيفة: "ما أن أعلنت الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات على طهران في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، واصل الريال الإيراني هبوطه السريع مقابل الدولار".
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير سابق أيضًا أن اقتصاد إيران المتدهور سيضعف استعدادها لتصعيد أعمالها العدائية ضد الولايات المتحدة، مؤكدة أنها -إيران - عالقة في أزمة اقتصادية بائسة.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها "تدرك حكومة طهران أن الحرب مع أمريكا ستتسبب في تفاقم أوضاعها الاقتصادية".
وتابعت "التصعيد ضد أقوى جيش على الأرض قد يكون أكثر إيلامًا للإيرانيين العاديين؛ لأنها تزيد من تدهور العملة الإيرانية وتقفز بمعدلات التضخم، وتهدد ما تبقى من الصناعة الوطنية"، كما ستزيد معدلات البطالة وتعمل على تصعيد الضغط الشعبي على الحكومة.
وأشارت الصحيفة في تقريرها السابق أن إيران تعيش أزمة اقتصادية طاحنة، وهناك ندرة في التوظيف بخلاف صعود لأسعار الغذاء، مشيرة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة، تزايد الغضب الشعبي بسبب البطالة والفساد وهما بمثابة تهديد وجودي للنظام الإيراني الحاكم.