"الثورة البنفسجية" تقض مضاجع إيران ومليشياتها في العراق
العراقيات ينظمن مظاهرة مليونية بعنوان "الثورة البنفسجية ضد النفوذ الإيراني" ردا على هجمات إيران ومليشياتها وتغريدات زعيم التيار الصدري وأتباعه ضد النساء
لم تعد مشاركة العراقيات في الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي مقتصرة على إدامة زخم المظاهرات وتقديم الإسعافات والدعم اللوجستي للمتظاهرين، بل اجتازت ذلك إلى تنظيم مظاهرات مليونية بعنوان "الثورة البنفسجية ضد النفوذ الإيراني".
وانطلقت، الخميس، مظاهرات نسوية مليونية في بغداد ومحافظتي البصرة وذي قار جنوبي العراق ردا على الاعتداءات التي تعرض لها عدد من النساء المتظاهرات خلال الأيام الماضية وعمليات الخطف والاعتقال التي تمارسها مليشيات إيران ضد الناشطات والمسعفات المشاركات في المظاهرات.
وكذلك ردا على سلسلة تغريدات لزعيم التيار الصدري وعدد من أتباعه ضد النساء الناشطات والاختلاط بين الجنسين في ساحات الاعتصام واتهام بعضهن بممارسة أعمال منحرفة.
ورفعت المشاركات في مظاهرة "الثورة البنفسجية ضد النفوذ الإيراني" شعارات مناهضة لمليشيا الحشد الشعبي والنفوذ الإيراني في العراق.
وعبرت عن استمرار المرأة العراقية في المظاهرات لحين تحقيق النصر وتحرير العراق من إيران ومليشياتها.
وقالت الناشطة ذكرى عيد المشاركة في المظاهرة النسوية لـ"العين الإخبارية": "طالبنا خلال مظاهرة "الثورة البنفسجية ضد النفوذ الإيراني" بحل البرلمان وإنهاء العملية السياسية بشكل جذري.
وأضافت: "طلبنا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حماية المتظاهرين من العنف المفرط المستخدم ضدهم من قبل السلطة".
وأشارت إلى أن "المتظاهرات رفعن شعارات ضد النواب الفاسدين وكل الجهات التي تحاول تقييد حرية المرأة والتعبير في العراق".
ورددت المتظاهرات في مظاهرة شعارات عدة منها: "شلع قلع والذي قالها وياهم" و"محد بكدها رفعت الراية، هذه بناتك يا وطن هذه" و"أنا ولائي للوطن وليس لك، من أنت؟" و"صوتك ثورة وليست عورة".
وأكد الناشط حسين كرم الذي شارك في المظاهرات مع والدته وأخواته أن "المرأة لعبت منذ الأول للمظاهرات دورا كبيرا في تقويتها وإدامتها".
وتابع في حديثه لـ"العين الإخبارية": "قوة المظاهرات من قوة المرأة، ولا يمكن لثورتنا أن تنجح دون وجود المرأة".
وأردف: "النفوذ الإيراني ومليشياته حاول منذ البداية الطعن بشرف المرأة العراقية المتظاهرة وتقييدها ومهاجمتها عبر اتهامها بممارسة الانحراف، والمطالبة بطرد النساء من ساحة الاعتصام لأنها تختلط مع الرجال، لكن لم ولن يستطيعوا أن ينالوا من المرأة العراقية فهي رمز للصمود والشجاعة".
واستطرد: "واليوم أشارك أنا كرجل إلى جانب المرأة العراقية في هذه المظاهرة تأييدا لها ولدورها البطولي خلال الأشهر الماضية".
بدورها، أثنت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة أكتوبر/تشرين الأول، في بيان، على المظاهرة المليونية لنساء العراق.
وقالت اللجنة: "لقد كان خروج المرأة العراقية في مظاهرة مليونية تحت عنوان (بناتك يا وطن) دافعا كبيرا لاستمرار الثوار في تحقيق مطالبهم المشروعة".
وأوضحت أن "المظاهرة أبرزت قيمة المرأة في المجتمع ومشاركتها الفاعلة في بناء واستعادة الوطن، لأن الحشود النسوية أعطت للمظاهرات صورة مشرقة".
- اقرأ أيضا: كيف يمكن لمقتل سليماني أن يجعل العراق أقوى؟
وأشارت إلى أن "المليونية النسوية جاءت ردا على من حاول المساس بالمرأة العراقية وإقصاءها من عملية بناء العراق وانتهاك حقوقها المشروعة".
ولفتت اللجنة إلى أن "المظاهرة النسوية كانت رسالة واضحة للنفوذ الإيراني أن العراقيين بكل فئاتهم ومكوناتهم يقفون ضد النظام الإيراني وذيوله الذين سرقوا خيرات البلاد وثرواتها لإيران على حساب الشعب العراقي".
من جانبها، أوضحت الناشطة رهف سعيد لـ"العين الإخبارية" وهي تحمل علما عراقيا، أنهم "بعد أن فشلوا في قمعنا وفشلت محاولاتهم لصعود الموجة، لجأوا إلى اتهامنا بالفجور للنيل من ثورتنا ضد إيران".
وأكدت: "لكننا اليوم وجهنا ردا صاعقا لهم وأظهرنا لهم وللعالم أننا أحرار نضحي بأرواحنا من أجل الحرية وتحرير بلادنا من نظام ولاية الفقيه الإيراني".
ونوهت بأن ساحات الاعتصام ستشهد مشاركات واسعة للنساء خلال الأيام المقبلة لزيادة الزخم وتحقيق كل مطالب المتظاهرين.
وأسفر استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع من قبل مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران وقوات الأمن العراقية التابعة لها عن مقتل أكثر من ٥٠٠ متظاهر واصابة أكثر من ٢٥ ألفا آخرين.
وكان من ضمن الضحايا العشرات من النساء، فيما لا يزال المئات من الناشطين والمتظاهرين معتقلين لدى المليشيات من ضمنهم العديد من النساء الناشطات.