كورونا يرسم سيناريو "مظلما" لصناعة السفن البحرية حول العالم
مع وجود أكثر من 300 سفينة عالقة في الموانئ حول العالم وإلغاء الرحلات البحرية حتى الصيف، سيناريو أسود ينتظر صناعة السفن
تواجه صناعة السفن البحرية حول العالم أزمة غير مسبوقة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، مع وجود أكثر من 300 سفينة عالقة في الموانئ حول العالم، وإلغاء الرحلات البحرية حتى الصيف.
وجمعت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، شهادات مثيرة للقلق من السياح، ورصدت وضع سفن الركاب الراسية على رصيف الموانئ العالمية لمدة شهرين، وإلغاء الرحلات البحرية حتى الصيف، فهل سيعود ركاب الرحلات البحرية، خاصة أن هناك مدنا فرنسية بأسرها تعمل على صناعة السفن مثل ميناء "سان نزير"؟
من جانبه، قال الباحث بمعهد الاقتصاد البحري في سان نازير بول توريت: "بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، كان ينُظر إلى الرحلات البحرية على أنها خطر، وعزف السياح الأمريكيون والأوروبيون لبضعة أشهر عن تلك الرحلات بسبب مخاوف الإرهاب".
وبالنسبة لعام 2020، خطط المهنيون لنقل 32 مليون مسافر حول العالم، ولكن بسبب ظروف أزمة فيروس كورونا المستجد يبدو هذا الهدف بعيد المنال".
إلى ذلك، يعترف الاتحاد الدولي لخطوط الرحلات البحرية بأن (كوفيد-19)، يمكن أن يؤثر على أي بيئة يتجمع فيها الناس، وسيكون لتعليق الرحلات البحرية تأثير سلبي واضح على الاقتصاد العالمي".
وفي فرنسا، فإن ميناء "سان نازير" على الخط الأمامي للأزمة، حيث يعمل بها 3500 موظف و6 آلاف شخص في الموقع، قبل الأزمة، وبحلول الأزمة انخفض إجمالي العاملين في الموقع إلى 2500 شخص، لكن إدارة الميناء تحافظ على أهدافها باستئناف النشاط بالكامل للميناء 11 مايو/أيار، موعد إلغاء تدابير الحجر الصحي المفروضة في فرنسا.
وأضاف توريت أنه "بالنسبة للمصنعين الأوروبيين الثلاث للسفن (فرنسا وإيطاليا وألمانيا)، فإنه لا يزال هناك طلبات شراء، ولكن القلق يتعلق فقط بسيناريو مظلم سيكون قاسيا للغاية وسيضع أصحاب السفن في صعوبة كبيرة جدا"، موضحا أنه "بعد الأزمة الاقتصادية عام 2008، أدى عدم وجود طلبات بناء السفن إلى جعل حوض بناء السفن الفرنسي على حافة الإفلاس. ولكن لم يعد هذا هو الحال اليوم".
ويقدر الخبير الاقتصادي الفرنسي تويت أن "الشركات المصنعة الكبرى ستستفيد بلا شك من دعم الدول. بالنسبة لفرنسا وإيطاليا، وسيكون القانون العام بلا شك حماية بعقود عامة مدنية وعسكرية وتوفير متطلبات انتقال الطاقة. فيما تتحدث شركة "ميري ويرفت" لبناء السفن في ألمانيا، عن سنوات صعبة ستواجه صناعة السفن الألمانية بعد تلك الأزمة".
وتنتج صناعة الرحلات البحرية 140 مليار يورو سنويا وتوفر مليون وظيفة مباشرة أو غير مباشرة في جميع أنحاء العالم.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز